التخطي إلى المحتوى

نتابع معكم عبر موقعنا خليج نيوز

مع تزايد نفوذ روسيا في القارة السمراء وتوطيد علاقاتها بدول الساحل والصحراء، خاصة النيجر ومالي وبوركينا فاسو، يُطرح تساؤل مهم وهو: هل تستطيع موسكو ملء فراغ فرنسا الموجودة منذ 60 عاماً في قارة أفريقيا، وأمريكا الحاضرة أيضا منذ 40 عاما؟ كما يدور تساؤل آخر: إلى أين سيؤدي الصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي في القارة وانعكاسه على دولها؟

وفي السياق، يقول عمر مختار الأنصاري، عضو مؤسس لحزب التجديد الديمقراطي والجمهوري بالنيجر، إن روسيا لم تأتِ من أجل إعمار أفريقيا، بل أتت بهدف استغلال الثروات، عبر التحالف مع الأنظمة الحالية، في مالي والنيجر وبوركينا فاسو.

ويضيف مختار الأنصاري، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن موسكو تدرك أنها لا تستطيع منافسة واشنطن بدول الساحل والصحراء، فضلاً عن باريس بمستعمراتها السابقة؛ وإنما تستغل الاضطرابات التي تمر بها المنطقة لتستفيد من عقود قصيرة الأجل، في استغلال مناجم الذهب وصفقات بيع الأسلحة للأنظمة الحالية؛ وبمجرد تسوية الملف الأوكراني، يصبح انسحاب موسكو من الساحل جزءاً من التسوية بين موسكو وواشنطن.

ويذكر السياسي النيجري أن وجود موسكو في دول الساحل والصحراء يسبب مشاكل صراع على النفوذ بين معسكر الشرق ومعسكر الغرب بمنطقة الساحل الأفريقي، فلذلك، من الطبيعي أن تنتشر حركات مسلحة معارضة للأنظمة التي تدعمها روسيا؛ وقد تكون الحركات مدعومة من الغرب لتأجيج الصراع على النفوذ، وكذلك تزايد نشاط الجماعات المتطرفة، بسبب الأيديولوجية الدينية، والنظر للروس على أنهم غزاة محتلون يجب قتالهم؛ وأحياناً بسبب اختراق تلك الجماعات من طرف المخابرات الغربية.

الأنصاري يوضح أن وجود القوات الأجنبية، سواء من الشرق أو من الغرب، تجربة أثبتت فشلها في استعادة الأمن بالبلد المستضيف لها؛ بل تزيد من وتيرة تصعيد الصراعات، سواء كانت سياسية أو أيديولوجية للعوامل السابقة، وزيادة على ما سبق أن غالباً تلك القوات الأجنبية، سواء رسمية أو مرتزقة، هدفها الأساسي استغلال موارد المنطقة؛ فليس من صالحها القضاء على الخلاف والتوتر، بل تزيد من تأجيج الصراع بشكل أو بآخر، لتجد مبرراً للبقاء.

ويختتم عضو مؤسس لحزب التجديد الديمقراطي والجمهوري بالنيجر حديثه مشيراً إلى أن أفضل طريقة لاستعادة الأمن؛ الاكتفاء بالقوات المحلية ودعمها لوجستياً بالتقنيات والخبرات التي تنقصها، مع أهمية زيادة الوعي بالأمن الفكري والتوعية بالوسطية، فيما يخص مكافحة الجماعات المتطرفة، لأن التطرف يغلب عليه الطابع الفكري قبل السلوك الإرهابي.