التخطي إلى المحتوى

فلنتابع معاً عبر موقعكم ” خليج نيوز ” التفاصيل المتعلقة بخبر

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس الشهيد أندراوس ورفاقه، الذين استشهدوا في عهد الإمبراطور مكسيميانوس في أواخر القرن الثالث. كان أندراوس قائد فرقة في الجيش الرومانيّ. وفي أثناء هجوم قام به على الفرس، هدى كل جنود فرقته إلى الايمان بالمسيح، وانتصر معهم على الاعداء. فوشي به إلى الإمبراطور، الذي أمر بقتله مع أفراد فرقته.

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: بكل تأكيد، “إِنَّه لَقَولُ صِدْقٍ جَديرٌ بِالتَّصْديقِ على الإِطْلاق”وهو كلمتك الكلي القدرة، يا ربّ! بعد نزول “كَلِمَتُكَ القَديرةُ مِنَ السَّماءِ مِنَ عُروشِ الآب المَلَكِيًة” بصمت عميق إلى مزود للحيوانات، فها هو يخاطبنا حاليًّا بطريقة أفضل من خلال صمته. “مَن كانَ لَه أُذُنان، فلْيَسمَعْ ما يَقولُ”  لنا هذا الصمت المقدّس والسرّي للكلمة الأزلي.

في الواقع، هل من شيء يرسّخ قاعدة الصمت بهذا القدر من السلطة، هل من شيء يقمع شرّ اللسان القلِق وعواصف الكلام… سوى كلمة الله الصامت بين البشر؟ يبدو أنّ عبارة “قَبلَ أَن يَكونَ الكَلامُ على لِساني” تعبّر عن موقف الكلمة الكلّي القدرة حين خضع لوالدته. ونحن، بأي تفاهة نقول: “بأَلسِنَتِنا نَنتَصِر شِفاهُنا مَعنا فمَن يَسودُنا؟”  كم سيكون لطيفًا لو أُتيح لي بأن التزم الصمت وأخجل وأسكت، حتى تجاه الخير، لأصغي بانتباه كبير إلى الكلمات السريّة وإلى المعاني المقدّسة لهذا الصمت الإلهي! كم سيكون مفيدًا أن ألتحق بمدرسة الكلمة للفترة نفسها التي حافظ فيها الكلمة على الصمت في مدرسة والدته.

“والكَلِمَةُ صارَ بَشَراً فسَكَنَ بَينَنا” . فلنضع كلّ تقوانا إذًا يا إخوتي في التأمّل بيسوع المسيح الملفوف بأقمطة والدته لكي نرى، في سعادة الملكوت الأبديّة، المجد والجمال الذَين ألبسه إيّاهما الآب.