نتابع لكم عبرموقعنا خليج نيوز….خليل الحية نائب رئيس حركة حماس في حوار لـ«الأسبوع»: مصر وقفت موقفا شريفا ورفضت التهجير وتصفية القضية الفلسطينية
– ثقتنا في الموقف المصري دفعتنا للسعي بكل ما نملك لإنجاح المفاوضات
– عملية طوفان الأقصى جاءت لمواجهة المخطط الإسرائيلي وفرض الأمر الواقع
– مبادرة مصرية جديدة يتم التشاور بشأنها حاليًا
– لم نتشاور مع إيران أو غيرها بخصوص عملية «طوفان الأقصى»
منذ أيام قليلة وقبل استشهاد يحي السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في عملية عسكرية إسرائيلية تمت بالمصادفة، كنت قد التقيت د.خليل الحية نائب رئيس حركة حماس الذي تحدث عن أسباب عملية طوفان الأقصى التي كان مضى على انطلاقها عام مضى، متوقعًا استمرار المقاومة في مواجهة حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنه حمل الفشل في المفاوضات التي جرت سابقًا لوقف إطلاق النار لحكومة نتنياهو.
وتناول الحديث دور مصر، وفحوى اللقاء الذي جرى مؤخرًا بينه وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأوضاع الداخلية في الضفة وغزة.. وهذا هو نص الحديث الذي أجراه الزميل مصطفى بكري رئيس التحرير في حضور عدد من قيادات حركة حماس.
في بداية الحوار بادرني د.خليل الحية نائب رئيس حركة حماس بالقول: اسمح لي بداية أن أشيد بالمواقف المصرية القومية من القضية الفلسطينية ومعاناة شعبنا، فقد كانت مصر ولا تزال تتبنى موقفًا مبدئيًا صلبًا إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته، وقال: يكفي القول إن موقف مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي من قضية تهجير الفلسطينيين كان ولا يزال موقفًا صلبًا ومتقدمًا ورائعًا، فهذا الموقف مثّل صخرة كبيرة تحطم عليها مخطط الاحتلال في تصفية القضية الفلسطينية.
وقال: على مدى 12 شهرًا هو عمر العدوان الإسرائيلي المستمر على شعبنا، كنا نلمس حرص مصر في المفاوضات على وقف العدوان وتقديم المساعدات إلى المحاصرين في غزة والسعي إلى حل جميع المشاكل العالقة.. وأضاف: مصر لم تتوان عن بذل الجهود والرئيس السيسي تواصل مع جميع الأطراف المعنية للتوصل إلى اتفاق، وثقتنا في الدور المصري النزيه دفعتنا إلى السعي بكل ما نملك لإنجاح المفاوضات الجارية، إلا أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تتحمل المسئولية الكاملة عن عدم التوصل إلى اتفاق ينهي هذه الأزمة.
وقال: أود أن أؤكد أن مواقف مصر، لم تكن مواقف لحظية وإنما هي مواقف ثابتة، فقبل عملية «طوفان الأقصى» كانت مصر هي الشريان من خلال التجارة وإمداد غزة بما تحتاجه من سلع وتسهيل المهمات أمام التجار، وبعد العدوان ظلت مصر تبعث بالمساعدات الغذائية والدوائية وبنسبة كبيرة، ولم تتوقف هذه المساعدات إلا بعد استيلاء إسرائيل على معبر رفح من الجانب الفلسطيني.
ولكن اسمح لي البعض يتساءل: هل كانت عملية «طوفان الأقصى» هي الخيار السليم في الوقت الراهن؟
– لقد انتظرنا طويلًا، وعانينا طويلًا، وتفاوضنا كثيرًا، فماذا كانت النتيجة، لا شيء، إسرائيل لا تلتزم بأية اتفاقات أو تعهدات، ومن ثم فإن مطالب الشعب الفلسطيني لم يُلتفت إليها.
وأود أن أقول لك معلومة ربما أقولها للمرة الأولى: لقد كانت لدينا معلومات موثقة بأن الاحتلال الإسرائيلي ذاهب لاغتيال رؤوس المقاومة في غزة والضفة، وأنه وصلت إلينا معلومات عن رصد الأجهزة الإسرائيلية لأسماء كبيرة ووضعها على لوائح الاغتيال، حيث جرى الإعداد لضربة استباقية تتلوها خطوات أخرى معادية بزيادة المستوطنات في الضفة الغربية، وكذلك الحال لقد جاءوا بالبقرات التي ستصبح تمهيدًا لإقامة هيكل سليمان بعد هدم المسجد الأقصى وتصاعدت لغة نفي وجود الشعب الفلسطيني من الأساس، وأيضًا كان هناك مخطط ضد من يسمونهم بعرب 48، في محاولة لنزع الجنسية الفلسطينية عنهم، على أن تتلو كل ذلك حرب تشنها إسرائيل على قطاع غزة والضفة الغربية لتحقيق أهدافها في التهجير والسيطرة.. وتساءل خليل الحية: أمام كل هذا.. ماذا نفعل؟.. هل نصمت أم نواجه إسرائيل، التي ندرك تمامًا أنها تحاول التمدد في المنطقة بدعم أمريكي، والهدف أن تتسيد المنطقة وتتولى التحكم فيها؟
* لكن البعض يقول إن عملية «طوفان الأقصى» كانت سببًا في التداعيات التي شهدتها ولا تزال تشهدها المنطقة؟
– لم يكن أمامنا خيار آخر.. لقد ألتقيت الرئيس محمود عباس (أبو مازن) خلال الأيام الماضية، وقلت له: كنا أمام أحد خيارين.
– إما نقبل بسياسة الخضوع ونؤثر السلامة ونترك إسرائيل تنفذ مخططاتها دون مقاومة.
– وإما الإقدام على هذه الخطوة لفرملة المخطط الإسرائيلي.
وأضاف: لقد قلت للرئيس عباس كنا ندرك أن هناك رد فعل سوف نتحمل ثمنه، وكان هدفنا وقف تغلغل إسرائيل وتركها تفعل ما تشاء، فالقتل لم يتوقف والتشريد والتدمير والاستيطان كان يزحف، ولقد حذرنا الأمريكان من مغبة هذا المخطط، لكنهم صموا آذانهم ورفضوا الاستماع إلى صوت العقل.
لقد رفضت إسرائيل المساعي المصرية والقطرية وأجهضتها بالتعنت وفرض الشروط المستحيلة، من هنا كان خيارنا الوحيد هو المواجهة، لقد كانت هناك فرقة إسرائيلية مكونة من عشرة آلاف جندي وضابط تحيط بغزة ولا تتوقف عن توجيه الضربات والاغتيالات، واستطعنا بالفعل تحقيق ضربات قوية لهذه الفرقة، ونجحنا في أسر العديد من الجنود الإسرائيليين، لقد قام 1200 شخص من مجاهدينا بالدخول إلى بعض المواقع في 7 أكتوبر وحدث اشتباك مع قوات الاحتلال وسقط منا عشرات الشهداء.
ما صحة ما يقال أنكم تشاورتم مع إيران في هذه العملية؟
– هذا غير صحيح مطلقًا، لم يكن أحد على الكرة الأرضية يعلم بهذه الخطوة، لا إيران ولا حزب الله ولا أي طرف كان، كانت الخطة تهدف إلى ضرب الحزام الناري المفروض حول غزة، وبعد انهيار فرقة غزة الإسرائيلية حدث ما حدث.
وماذا عن الرهائن؟
– لقد أحسنا معاملتهم منذ اليوم الأول، قدمنا نموذجًا رائعًا أشاد به الرهائن الإسرائيليون أنفسهم الذين أفرج عنهم.
عام مضى على عملية «طوفان الأقصى»، هل أضعفت المعارك والاعتداءات من قوتكم؟
– بعد سنة كاملة أستطيع أن أقول وبكل ثقة: إن المقاومة بخير، ومازالت تملك المبادرة وزمام حرب استنزاف العدو، والسنوار يتابع بكل ثقة واطمئنان من مكان تواجده داخل غزة، لقد أعددنا أنفسنا لمعركة استنزاف طويلة مع الاحتلال، لقد كان هناك عدد من المسارات أمامنا هي:
– المسار الأول: كيف نستنزف الاحتلال داخل غزة والضفة.
– المسار الثاني: حالة استنهاض للأمة شعبيًا وسياسيًا واقتصاديًا لمقاطعة العدو وممارسة الضغط عليه لإجباره على الإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني.
– المسار الثالث: كيف نقوم بإغاثة شعبنا ودعمه في مسيرة صموده.
كنا ندرك أن وحدة شعبنا هي وحدها أولًا القادرة على مواجهة التحديات والمشاريع التي تنسج لتصفية القضية الفلسطينية.
– الذهاب لوفاق وطني يضم كافة الفصائل والفئات المختلفة.
– تشكيل حكومة وفاق وطني تضم غزة والضفة والقدس تقودنا لانتخابات.
* هذا يجعلني أتساءل عن الوحدة الوطنية الفلسطينية حماس وفتح وبقية الفصائل؟
– منذ عام 2006 ونحن نتحدث عن دولة فلسطينية ونحن في هذه المرحلة نبحث عن أي صيغة يمكنها أن تسهم في وقف العدوان.
اقرأ أيضاًمصطفى بكري عن كتابه «حلم إسرائيل الكبرى»: يكشف سيناريو ما هو متوقع
«نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. كتاب جديد لـ مصطفى بكري عن دار كنوز