التخطي إلى المحتوى

نتابع معكم عبر موقعنا خليج نيوز

أطلق علماء أمريكيون أداة بحثية جديدة تحمل اسم “Zebrahub”، وهي أطلس لتطور الخلايا داخل أجنة أسماك الزرد، بما يوفر نافذة مذهلة على المراحل الأولى من حياة الكائنات الحية.

يهدف هذا المشروع إلى فهم أعمق للبيولوجيا البشرية من خلال تتبع مراحل النمو الخلوي بدقة، باستخدام تقنيات تصوير متقدمة.

تتبع الخلايا عبر الزمن

يتضمن “Zebrahub” مقاطع فيديو عالية الدقة تُظهر مواقع الخلايا وتحركاتها خلال مراحل النمو المختلفة.

كما يكشف الأطلس عن النشاط الجيني لكل مرحلة، وهو ما يساعد العلماء على دراسة كيفية تشكل الكائنات الحية.

تستخدم الدراسة سمكة الزرد (Danio rerio)، التي تُعتبر نموذجًا مهمًا في الأبحاث البيولوجية نظرًا لتشابه جيناتها مع جينات البشر.

وصرّح لويك روييه، الباحث الرئيسي في المشروع ومدير التصوير في Chan Zuckerberg Biohub، أن دراسة الأجنة يمكن أن تساعد في فهم أسباب العيوب الخلقية لدى البشر، وتفسير الفروقات بين الأنسجة الشابة والمتقدمة في العمر، وربما تقدم إجابات عن سبب قدرة بعض الحيوانات مثل سمك الزرد على تجديد أعضائها بينما البشر لا يستطيعون ذلك.

تقنية جديدة لرصد الخلايا

وتغلب العلماء في “Zebrahub” على تحديات تقنية قديمة كانت تتطلب تدمير الأجنة لتحليلها، وذلك عبر تطوير ميكروسكوب يستخدم ضوءًا رقيقًا لمسح الجنين دون إلحاق الضرر به.

تمكن العلماء من تصوير مراحل النمو على مدى 24 ساعة من لحظة الإخصاب وحتى بداية تشكل الأعضاء. كما استخدموا برمجيات خاصة لتعقب حركة كل خلية في الفضاء ثلاثي الأبعاد.

اكتشافات جديدة حول الخلايا

من خلال تحليل أكثر من 120,400 خلية من 40 جنينًا، اكتشف العلماء أنواعًا جديدة من الخلايا لم تُرصد من قبل، مثل الخلايا الجذعية العصبية-العضلية، التي تبين أنها تتحول إلى خلايا عصبية وعضلية على عكس ما كان يُعتقد سابقًا.

أداة مجانية لاستكشاف الأمراض البشرية

الأطلس متاح مجانًا ويقدم أدوات تحليل متطورة للعلماء. يستخدم باحثون بالفعل “Zebrahub” لدراسة أمراض بشرية مثل إعتام عدسة العين، حيث تمكنوا من تحديد توقيت تنشيط الجينات المسؤولة عن تشكل عدسة العين.

يختم روييه حديثه قائلًا: “نحن ندرس أسماك الزرد لأننا لا نستطيع دراسة أجنة البشر لأسباب واضحة. وما نتعلمه من الأجنة السمكية، نتعلمه عن أنفسنا”.