هدم قبة «حليم باشا» أثار جدلاً واسعًا في المجتمع المصري بأكمله، حيث أعرب المواطنون عن قلقهم بشأن الحفاظ على التراث الأثري، الأمر الذي جاء في نفس أتجاه أعضاء مجلس النواب وتخوفهم من توسع مساحة تجريف المعالم الاثرية، ليتقدمون بطلبات إحاطة وبيانات عاجلة لسرعة وقف الفاجعة.
ومن جهتها، قالت النائبة أميرة أبوشقة، عضو مجلس النواب، إن هدم مقابر تراثية بالقاهرة التاريخية، مر على إنشائها أكثر من قرن من الزمان، يعد أمرًا مؤسفًا ومحزنًا للغاية، بل ويشكل فاجعة كبرى بكل المقاييس.
وطالبت النائبة، في طلب الإحاطة الذي تقدمت به إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، موجَّهًا إلى وزير السياحة والآثار، ومحافظ القاهرة، والمهندس محمد أبوسعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، بمحاسبة المسؤولين عن تلك المأساة، وبخاصة مع النجاح المحقق في نقل آثار فرعوينة ضخمة للعرض بمتاحف عالمية في وقت سابق.
وأضافت: قمنا العام الماضي بنقل قبة «رقية دودو» بالكامل، فلماذا لم يتم تكرار الأمر في القباب التراثية الفريدة، من خلال الاستعانة بالخبرات الأجنبية؟، مشيرة إلى وَقْع هدم التراث والعبث به أصعب من نتائج الحروب والكوارث الطبيعية.
وأعربت عن حزنها الشديد لهدم بعض المدافن ذات الطرز المعمارية الفريدة، التي قد لا يوجد مثيل لها في العالم، بداعي إنشاء مشروعات قومية، مشددة على ضرورة وقف نزيف الهدم لمقابر وأضرحة القاهرة التاريخية التي توثق لحقبة زمنية من الحضارة المصرية.
وفي نفس السياق، تقدمت النائبة سميرة الجزار، عضو مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، ببيان عاجل لرئيس مجلس النواب المستشار الدكتور حنفي جبالي، بشأن منع محو تراثنا وتاريخنا بهدم مقابر الإمام الشافعي التي أنشأها المماليك وأثني المقريزي على جمالها وعمارتها وفنونها المعمارية .
وأضافت «الجزار» في البيان المقدم منها، تم هدم قبة نام شاذ قادين ومدافن حليم باشا إبن محمد على باشا وهي تحف معمارية، وما زالت الإزالات مستمرة في هدم قباب ومباني مقابر الإمام الشافعي، متسائلة فلماذا يتم محو التراث والتاريخ والجغرافيا؟ ومن له الحق في ذلك بدون الرجوع للشعب؟.
وأوضحت عضو مجلس النواب، هناك موجة غضب عارمة من الشعب على تاريخه وتراثه ومقابره ويتضح ذلك جليًا على وسائل التواصل الإجتماعي، متسائلة عن السبب القوي وراء هدم التراث الإسلامي ؟، فهذه المقابر بنقوشها وقبابها جزء من تاريخ وهوية مصر.
وأضافت: “ومن الجمال بحيث يصعب على أي شخص أن يهدمه!.. في ألمانيا سور برلين إعتبره الألمان أثر وهو تاريخ حديث بعد الحرب العالمية الثانية واليوم أصبح مزار سياحي مهم”.
وأشارت: مقابر الإمام الشافعي كانت يمكن أن تكون مزار سياحي مهم للسياحة الدينية وأهم من سور برلين أن القلب ليحزن على مصرنا الغالية وتاريخها وآثارها وأصالتها.
وشددت على ضرورة التوقف عن هدم مقابر الإمام الشافعي وهدم أي شيء قديم فأرض مصر كبيرة تتسع لأي مشاريع تطمح بها الدولة بعيدا عن تراثنا وحضارتنا وتاريخنا الذي نعتز به كله.
فيما تقدم عبدالمنعم إمام، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة لمعرفة أسباب هدم القبة والإجراءات المتخذة لحماية التراث المعمارى والتاريخى.
وشدد على ضرورة التنسيق بين وزارتى الآثار والثقافة لضمان الحفاظ على التراث للأجيال القادمة.
وأضاف: هذا التصرف يمثل تهديدًا للمواقع الأثرية والتراثية التى تشكل جزءًا أساسيًّا من الهوية المصرية.
نتابع معا الان اخبار