التخطي إلى المحتوى

نتابع معكم عبر موقعنا خليج نيوز

الوئام – خاص

يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المنتخب حديثًا تحديات كبيرة على المستوى الخارجي في ملفات أصبحت أكثر تعقيدًا؛ بداية من الحرب المشتعلة في الشرق الأوسط والحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس وحزب الله، أذرع إيران في المنطقة، والبرنامج النووي لطهران، بالإضافة إلى الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا منذ عامين، وقارة أوروبا المعتمدة على حماية حلف الناتو.

وسنرى كيفية تعامل ترامب مع الصين في ظل المنافسة السياسية والاقتصادية بين واشنطن وبكين والمسألة التايوانية المعقدة.

نبرة جديدة

كشف خطاب دونالد ترامب ليلة الانتخابات الأخيرة عن نبرة جديدة؛ نبرة الوحدة والامتنان والوعد المدفوع بدعم ثابت من ملايين الأمريكيين، ويمثل لحظة حاسمة ليس فقط في السياسة الأمريكية بل وربما في المشهد العالمي الأوسع.

ورغم أن تفاصيل أجندة ترامب السياسية لا تزال غير واضحة، فإن كلمات الرئيس الجمهوري أكدت استعداده لإعادة تشكيل النظام السياسي، والاستفادة من سيطرته المتوقعة على مجلسي الكونجرس. وسواء أوفى ترامب بهذه الوعود أم لا، فلا يمكن تجاهل انتخابه، فهو يمثل ظاهرة سياسية سيكون لها تأثيرات مدوية في جميع أنحاء العالم.

علاقة جيدة مع روسيا

حول سياسة ترامب، يقول الدكتور إحسان الخطيب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة موري ستايت، والخبر في الشأن الأمريكي، إن دليلنا لفهم سياسة ترامب هو سجله في البيت الأبيض، موضحًا أنه سيستمر في سياساته كما كان في فترته السابقة.

ويضيف “الخطيب”، في حديث خاص لـ”الوئام”، أنه بالنسبة للملفات الخارجية، سيكون هناك تغيير، منها أن حرب أوكرانيا المفتوحة لسنوات على حساب المواطن الأمريكي ودافع الضرائب لن تستمر، مشيرًا إلى أن العلاقة مع روسيا تتحسن لأن علاقة ترامب جيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ويتابع: “بالنسبة لأوروبا فهي لا تحب ترامب، ولكنها تحترم أمريكا، وهي بحاجة لأمريكا وحلف شمال الأطلسي “الناتو”.

الصين تهديد

وحول التعامل مع الصين، يذكر الخبير في الشأن الأمريكي أن ترامب سيستمر في سياسته مع بكين، ولكنها ليست عدوًا، بل أن التعامل معها سيكون واقعيًا كتهديد وتحدي مستقبلي، مشيرًا إلى أن سياسته ستعتمد على تقليل الاعتماد على الصين ومنع نقل التقنية العالية المتطورة لبكين.

وهذا ما كشفه رد المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، على سؤال حول كيفية تأثير عودة ترامب إلى المكتب البيضاوي على العلاقات الأمريكية الصينية، حيث أكدت بكين أن سياستها مع واشنطن متسقة.

وأضافت الخارجية الصينية: “سنواصل النظر إلى العلاقات الصينية الأمريكية، والتعامل معها وفقًا لمبادئ الاحترام المتبادل، والتعايش السلمي، والتعاون المربح للجانبين”.

ويقترح ترامب فرض رسوم جمركية على الواردات الصينية، تزيد على 60 بالمئة، وإنهاء وضع الدولة الأولى بالرعاية التجارية للصين.

رؤية للسلام

رؤية الرئيس الأمريكي العائد مجددًا إلى المكتب البيضاوي للسلام، تعود إلى تركيز إدارته السابقة على الحد من التدخل الأمريكي في الصراعات العالمية.

ونجاح ترامب ليس مجرد قضية محلية؛ بل له آثار عميقة على النظام السياسي العالمي، وأعرب منتقدوه في أوروبا، وخاصة بين الزعماء السياسيين في أوروبا الغربية، عن قلقهم إزاء صعوده.

الشرق الأوسط وإيران

تُعد إسرائيل والحرب في الشرق الأوسط من أهم الملفات التي ستواجه ترامب، الذي أكد أنه سيوقف الصراع في المنطقة عندما يصل إلى البيت الأبيض.

وهناك تحدٍ آخر سيواجه الرئيس الجمهوري وهو الملف النووي الإيراني، الذي سبق وأن ألغى اتفاق واشنطن مع طهران في عام 2017.

تحديات كبيرة

وفي السياق، يرى أحمد عطا، الباحث في منتدى الشرق الأوسط بلندن، أن أمام ترامب تحديات كبيرة، ربما يملك بعض مفاتيحها وآليات الضغط، ويحقق بذلك نجاحات فيما فشل فيه بايدن وإدارته.

ويقول “عطا”، في حديث خاص لـ”الوئام”، إن من بين هذه الملفات هو إنهاء الصراع الإيراني الإسرائيلي، وفك الاشتباك في جنوب لبنان، بالإضافة إلى عودة الرهائن الإسرائيليين، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين دون شروط مسبقة، وعودة المدنيين الفلسطينيين، وإعادة إعمار غزة وجعلها تحت القيادة الفلسطينية.

ويضيف الباحث في منتدى الشرق الأوسط بلندن، أنه من أهم الملفات التي سيعمل عليها ترامب تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية، وهذا أقصى أماني إسرائيل لتعويض الخسائر الاقتصادية التي تسببت فيها حرب غزة بالنسبة لتل أبيب.

ويختتم: “لكن يبقى السؤال: هل سيستجيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لسياسة ترامب، وهي سياسة قشر البندق، أي سياسة التفاوض المبني على المصالح لأكثر من طرف؟”