نتابع معكم عبر موقعنا خليج نيوز
الدكتور سامح عادل – استشاري التدريب والتطوير المؤسسي
تُعتبر التغذية الراجعة (Feedback) إحدى الأدوات الأساسية التي تساهم في نمو الأفراد وتطورهم داخل بيئات العمل وخارجها.
والتغذية الراجعة ليست مجرد عملية تقييم للأداء، بل هي وسيلة فعّالة لتمكين الأفراد من تحسين مهاراتهم وتطوير قدراتهم بما يتماشى مع الأهداف الشخصية والمؤسسية.
وتمثل التغذية الراجعة عملية تقديم ملاحظات حول أداء شخص ما بهدف تعزيز الجوانب الإيجابية وتحديد النقاط التي تحتاج إلى تحسين، حيث تساعد التغذية الراجعة الأفراد على فهم كيفية تأثير أدائهم على الآخرين، وتوجيههم نحو تطوير مهاراتهم وتحقيق نتائج أفضل.
وتمنح التغذية الراجعة الأفراد منظورًا خارجيًا حول أدائهم، مما يساعدهم على تصحيح الأخطاء وتعزيز النقاط الإيجابية، وهناك نوعان رئيسيان للتغذية الراجعة:
– التغذية الراجعة الإيجابية، التي تركز على إبراز الإنجازات والجهود الناجحة، ما يعزز الثقة بالنفس ويحفز الأفراد للمزيد من العمل المتميز.
– التغذية الراجعة البنّاءة، التي تهدف إلى توجيه الأفراد نحو التحسين بشكل مباشر وعملي، بحيث يتم التركيز على تطوير نقاط الضعف بأسلوب غير مؤذٍ أو محبط.
ولكي تصبح التغذية الراجعة فعالة بحق، يجب أن تكون عملية مستمرة وثقافة مترسخة داخل المؤسسات، وعندما يشعر الأفراد بأن التغذية الراجعة جزء من بيئة العمل، يصبحون أكثر انفتاحًا للتعلم والتطور بشكل دائم، وهذا بدوره يؤدي إلى تحسين الإنتاجية، ورفع مستوى الرضا الوظيفي، وتحقيق أهداف المؤسسة بشكل أفضل.
وتظل التغذية الراجعة عنصرًا محوريًا في تطوير الأفراد والمؤسسات على حد سواء. من خلال تقديمها واستقبالها بفاعلية، تتحول هذه الأداة إلى جسر للنمو والتحسين، لتصبح ركيزة للنجاح المستدام.