نتابع معكم عبر موقعنا خليج نيوز
الدكتور حسن مرهج – الباحث الفلسطيني والمحاضر في كلية الجليل بالناصرة
يُعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من أكثر القضايا إلحاحا وتعقيدا في العالم اليوم، إذ خلفت النزاعات الطويلة والمستمرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين عواقب كارثية، قد تؤدي إلى نشوب حرب إقليمية في المستقبل.
وعادت القضية الفلسطينية وضرورة حلها إلى صدارة الاهتمام العالمي، مع اندلاع أحداث السابع من أكتوبر 2023، بعد حالة من الجمود استمرت 3 عقود، وتراجعها إلى خلفية المشهد، خصوصا بسبب موجات “الربيع العربي”، وما تلاها من أزمات على المستويين الإقليمي والعالمي.
وتسببت الحرب بين حركة حماس وإسرائيل في استنفار المجتمع الدولي، مخافة تحول الحرب إلى صراع إقليمي، وتفاقم المخاوف من احتمال تعطل مسار السلام في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا مسار “حل الدولتين”.
بات من الضروري التنبيه إلى أنه وفي الآونة الأخيرة، أعلن مسؤولون إسرائيليون أن هذا الخيار لم يعد قائما، على الرغم من المعارضة والتحذيرات من بعض أقرب حلفاء تل أبيب، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.
كما أن كل المؤشرات الإقليمية والمؤشرات الخاصة بالمنطقة، تؤكد أن ثمة استقرارا في الشرق الأوسط لا يمكن الوصول إليه، دون حل للقضية الفلسطينية، يلبي التطلعات الوطنية للشعب الفلسطيني.
لذا، عاد الحديث عن حل الدولتين مرة أخرى كأفضل مُقترح لإنهاء الصراع، وكبديل عن سياسة التوسع والاستيطان اليميني على الضفة الغربية، والتي من شأنها أن تجعل إسرائيل أكثر عزلة وأقل أمنا، وتستنزف مواردها العسكرية والمالية إلى حد كبير.
حل القضية الفلسطينية وبكل وضوح يحتاج إلى إبداء الولايات المتحدة القدرة والرغبة في قيادة مبادرة سلام حقيقية، ليست عملية مفتوحة النهاية، لم يعد أي من الأطراف يؤمن بها، بل عبر عملية تحدد فيها الأسس والمبادئ النهائية بشكل مسبق ببساطة نهاية الاحتلال، نظرا لأن أحد الأسباب الرئيسية وراء كون نظرية الدولتين، التي ينتهجها الرئيس الأمريكي جو بايدن، جوفاء، وعندما حاول الرئيس الأسبق باراك أوباما، ممارسة ضغوط حقيقية تجاه حل الدولتين، تم تقويضه في الكونجرس، كما أن الكثير من السياسيين المؤيدين لإسرائيل في كلا الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) يؤيدون مثل هذا الحل اسميا على الأقل.
ختاما، لا شك بأن التطورات الإقليمية ذاهبة إلى تصعيد أكبر وأخطر، وهذا ما يُحتم على المجتمع الدولي التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية بأسرع وقت، ودون ذلك، فإن المنطقة وإن شهدت استقرارا بعد فترة، لكنه استقرار مؤقت، وستعود المنطقة إلى الصراع، لأن أساس الصراع في المنطقة ينطلق من القضية الفلسطينية، والتي لا بد أن تتضافر الجهود لحلها.