التخطي إلى المحتوى

فلنتابع معاً عبر موقعكم ” خليج نيوز ” التفاصيل المتعلقة بخبر

أكد الكاتب الصحفي السوداني طاهر المعتصم، أن الحرب في السودان تمثل كارثة إنسانية كبرى، مشيرًا إلى أن الخاسر الأكبر فيها هم الأطفال، الذين تأثرت حياتهم ومستقبلهم بشكل مأساوي. 

وأوضح “المعتصم”، أن “نسبًا كبيرة جدًا من الأطفال باتوا بعيدين عن التعليم بسبب النزوح واللجوء، حيث فقد أكثر من مليون طفل فرصة التعليم وأصبحوا خارج المدارس، وهو رقم مرعب يكشف حجم المأساة التي يعيشها السودان”.

الأطفال في السودان 

وأضاف أن الأطفال في السودان لم يتمكنوا من الالتحاق بالمدارس لعامين متتاليين بسبب استمرار النزاع المسلح، وهو ما يعكس حجم الدمار الذي طال العملية التعليمية في البلاد.

وتابع: “النزوح واللجوء لم يؤدِّ فقط إلى إخراج الأطفال من المدارس، بل ألقى بهم في بيئة مليئة بالمخاطر، حيث أصبحوا عرضة للاستغلال والانتهاكات، بل وتحول بعضهم إلى وقود للمليشيات المسلحة التي تستغل الأوضاع لتجنيد الأطفال وزجهم في أعمال عنف تؤثر على مستقبلهم ومستقبل المجتمع ككل”.

وأشار “المعتصم” إلى أن انخفاض معدلات التعليم بسبب الحرب يمثل تهديدًا خطيرًا ليس فقط على الأفراد والعائلات، بل على المجتمع السوداني بأسره.

وأضاف: “التعليم ليس مجرد حق أساسي للأطفال، بل هو عنصر أساسي في بناء الدولة والمجتمع. عندما يُحرم الطفل من التعليم، فإن ذلك يعني فقدان جيل كامل من العقول القادرة على الإسهام في بناء السودان في المستقبل”.

كما حذر من التداعيات السلبية طويلة الأمد التي ستنتج عن استمرار هذا الوضع، وقال: “فقدان فرص التعليم يدفع الأطفال إلى الانخراط في أنشطة خطرة وغير قانونية، ما يزيد من انتشار الجريمة والعنف ويخلق بيئة غير مستقرة، إضافة إلى ذلك، فإن الأطفال الذين يُحرمون من التعليم لن يتمكنوا من المنافسة في سوق العمل في المستقبل، مما يعزز معدلات الفقر والبطالة في البلاد”.

وأكد “المعتصم” أن الأزمة لا تقتصر على التعليم المدرسي فقط، بل امتدت إلى التعليم الجامعي أيضًا، حيث تأثرت الجامعات السودانية بشكل كبير نتيجة النزاع، مما أدى إلى تراجع كبير في عدد الطلاب المسجلين وفي جودة التعليم المتاح.

 وأوضح أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية التعليمية تجعل من الصعب على السودان استعادة هذا القطاع الحيوي بسهولة حتى بعد انتهاء الحرب.

واختتم الكاتب الصحفي السوداني تصريحه بالدعوة إلى ضرورة تدخل المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لإنقاذ الأطفال السودانيين وضمان حقهم في التعليم، مشددًا على أهمية وضع التعليم في مقدمة أولويات أي جهود لإعادة الإعمار في السودان.

وقال: “الأطفال هم المستقبل، وحمايتهم وتوفير التعليم لهم هي الخطوة الأولى نحو بناء سودان جديد مستقر وآمن”.

“المعتصم” حذر من أن استمرار تجاهل أزمة التعليم سيترك أثرًا مدمرًا على السودان لعقود قادمة، حيث سيؤدي إلى إفقار المجتمع وتقويض قدرته على التعافي من أزمات الحاضر وبناء مستقبل أفضل.