نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
القيادة التحويلية.. نهج ولي العهد في صناعة التغيير, اليوم الأربعاء 4 يونيو 2025 07:45 مساءً
في المملكة العربية السعودية، يُعد ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - نموذجا معاصرا بارزا للقيادة التحويلية. فمنذ إطلاق رؤية المملكة 2030، قاد سموه تحولا استراتيجيا غير مسبوق، أعاد رسم ملامح الاقتصاد والمجتمع والدولة، متجاوزا التحديات التقليدية نحو آفاق جديدة من التمكين والتنمية.
وقد تجسدت مكونات القيادة التحويلية وتجلت ملامحها لدى سمو ولي العهد في أربعة أبعاد واضحة كانت البداية من الرؤية الملهمة التي شكلت مصدر إلهام وطني، حفّزت طاقات الشباب، وجعلت التغيير ممكنا ومحل إيمان جماعي، وكذلك التأثير المثالي من خلال تبنّي سموه القيم الطموحة، والنموذج الشخصي في الشجاعة واتخاذ القرار، ورمزا للثقة والقدوة.
ولو نظرنا إلى البعد المرتبط بالتحفيز الفكري أو ما يعرف بالتشجيع الابتكاري فإن سمو ولي العهد قد شجع على تبني جملة من الأفكار الجديدة والمبتكرة، والاستثمار في التقنيات، ودعم الابتكار عبر عدة مشاريع طموحة تعد ثورة مستدامة كـ(القدية) و(نيوم) و(البحر الأحمر) وغيرها من المشاريع المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والفضاء وبرامج تطوير الصناعات الوطنية.
ولو نظرنا إلى الاعتبار الفردي في مكونات القيادة التحويلية نرى أن سموه أولى اهتماما خاصا بتمكين الشباب والمرأة، وفتح مجالات جديدة لكل فئات المجتمع، مما يعكس رؤية قيادية تُقدّر الإنسان وتراهن عليه.
ومن واقع خبرتي المتواضعة في الإدارة العامة والإرشاد النفسي والقيادة التنظيمية، أرى أن ما يُميز القيادة التحويلية هو قدرتها على الدمج بين تحقيق الأهداف وتمكين الإنسان في آنٍ واحد، وقد لمست من خلال تجربتي في القطاع الحكومي أن التحولات الحقيقية لا تحدث إلا بوجود قائد ملهم يمتلك رؤية، ويحفّز العاملين، ويخلق بيئة آمنة للتعبير والمبادرة، وهو ما ينطبق تماما على ما قام به سمو ولي العهد والذي يُعد نموذجا يُحتذى به، ويدفعنا كمسؤولين في الميدان إلى أن نعيد النظر في أساليبنا القيادية، وأن نتبنى نماذج تعزز الثقة، وتشجّع التغيير، وتبني الإنسان قبل المؤسسة.
إن التجربة السعودية الحديثة بقيادة سمو سيدي ولي العهد، تُثبت أن القيادة التحويلية ليست مجرد نظرية أكاديمية، بل واقع يُبنى بالإرادة، ويُدار بالشغف، ويصنع الفرق في حياة الأفراد والمجتمعات، ومن هذا المنطلق فإنني أراها دعوة صريحة لكل قائد أو مسؤول في جميع قطاعات الدولة المختلفة بأن لا يكتفي بالقيام بدوره الاعتيادي فقط وإنما يكون له دور في صنع أثر لا حارس على وضع قائم.