بدون سابق إنذار يطل علينا «التزوير الكروى» فى ملاعب البراعم والناشئين والشباب بحالات وصور وأشكال متعددة فى فن الخداع، كل شخص يختار ما يناسبه للوصول إلى هدفه غير النبيل، «لاعب مميز على غير الحقيقة»، فهناك من يقوم بتمزيق أو إخفاء شهادة الميلاد الحقيقية الخاصة بنجله، ويستخرج بدلاً منها شهادة ميلاد أخرى فى سن أصغر من سنه الحقيقية، وهناك من يلجأ لـ«التسنين»، حيث يدعى أن نجله بلا شهادة ميلاد أصلاً، وعند طلبها منه لقيده فى اتحاد الكرة يذهب إلى مكتب صحة ما، ويستخرج منه شهادة ميلاد لنجله بسن أصغر من سنه المولود بها.
«عفت وعصمت وأمل» شهادات ميلاد بنات يلعب بها أولاد
وفى ابتكارات التزوير والخداع، هناك من أولياء الأمور من يقدم لابنه فى الأندية بشهادة ميلاد شقيقه الأصغر، وهناك من يستغل تقارب الأسماء فى النطق والكلمات بين الأخين، فيبدل الأكبر بالأصغر لكون الأكبر خارج سباق الكرة، وعلى نفس الشاكلة هناك من يلعب بشهادة ميلاد أخيه الأصغر المتوفى، وهناك من يلعب بشهادة ميلاد أخته الأصغر منه استغلالاً لأسماء تطلق على الجنسين من نوعية «عفت وعصمت وإلهام» على حد سواء.
وفى طريق الابتكار والتنوع فى «التزوير والتسنين» داخل بعض الأندية المصرية، ومناطق الكرة المختلفة نتوقف عند منطقة القاهرة حيث الشهرة والأضواء، قصص التزوير بها كثيرة ومتنوعة، ومن كثرتها نختار منها قيام جهاز الكرة فى قطاع الناشئين بنادٍ كبير بالتفاوض مع نظيره فى ناد منافس له على «تفويت تزوير مقابل تزوير» وبطولة مقابل بطولة، حيث بدأت القصة عند اكتشاف النادى الكبير وجود لاعب مزور فى الفريق المنافس الحاصل على بطولة 2009 فى موسم، وعندما حاول هذا النادى استغلال الحدث لصالحه لعل وعسى يصدر قرار من اتحاد الكرة بسحب اللقب ومنحه إياه اصطدم بأن النادى المنافس له -الكبير أيضاً- تحت يده أيضاً حالة تزوير تخص لاعباً عنده فى مواليد 2008، الطرفان هددا بعضهما بفضح الأمر، تدخل الوسطاء والعقلاء فى الناديين، وتم الاتفاق على التكتم على الأمر، ورفع الناديان شعار «سيب وأنا أسيب» ومات الموضوع، وكل فريق فاز ببطولة بالتزوير، ولا عزاء لباقى المنافسين.
وفى القاهرة، أيضاً تم قيد لاعب اسمه «أحمد. م. ع» ينتمى لنادٍ كبير فى المنطقة، وشارك اللاعب فى المباريات لما يقرب من موسم كامل دون الكشف عن الحقيقة حتى تم تسريب المستندات لنادى المقاولون العرب الذى سارع بالبحث عن الحقيقة، ووقعت فى يده المستندات الحقيقية للاعب والتى تفيد بتزويره فقدم أوراقاً تفيد بتزوير سن اللاعب وتم فحصها، وثبتت صحة الشكوى، ووفق المستندات تم اعتبار فريق المقاولون بطلاً لدورى سوبر منطقة القاهرة مواليد 2003، وقتها، والتوصية بشطب اللاعب من سجلات اتحاد الكرة.
«عثمان» تحول إلى «عدنان».. و«علي» إلى «علاء».. وشقيق يستخرج شهادة وفاة لنفسه لحماية أخيه من التزوير
وفى واقعة غريبة وطريفة فى نفس الوقت، يوجد توأم فى ملاعب الكرة المصرية بمرحلة الناشئين، التوأم هذا له قصة خاصة، واحد منهم مواليد 2007، والآخر مواليد 2009، نعم توأم، حقيقة وليست نكتة وفق التعريف الجديد لـ«التوأم» فى عالم التزوير والتسنين، حيث اختار الأب أن يلعب أحد شقى «التوأم» بشهادة الميلاد الحقيقية فى فريق مواليد 2007 بنادٍ ما، ولغرض فى نفسه، استخرج شهادة «تسنين» للولد الثانى تحمل تاريخ ميلاد 2009 ليلعب فى فريق مختلف، ليكون لدينا «توأم» كل منهما مولود فى عام مختلف، الواقعة صعبة ومحيرة، ولا يعرف حقيقتها سوى أهالى وجيران من نفس البلد، فبات عندنا فى ملاعب الكرة المصرية وفى الحياة عموماً حالة نادرة وغير مسبوقة لا فى الدنيا ولا فى الآخرة.
ومن القاهرة إلى بورسعيد وداخل نادٍ كبير بالمحافظة العريقة كروياً «عثمان» تحوّل إلى «عدنان»، حيث استغل الأول من مواليد 2004 الشبه بينه وبين شقيقه «عدنان» فى الاسم والشكل، ولعب بدلاً منه فى مباريات دورى 2005، واستمر الحال لفترة طويلة دون أن يفرق الحكام فارق الحروف بين عدنان وعثمان حتى كشف مسئولو نادى المريخ الواقعة من خلال الحصول على شهادة ميلاد اللاعب الأصلية والتى تثبت عمره الحقيقى قبل أن يشارك باسم شقيقه الأصغر.
وفى منطقة الشرقية لكرة القدم كانت هناك واقعة من نوع خاص جداً، حيث تمكن لاعب اسمه «على س.ع» من استخراج شهادة قيد باسم «علاء» تحمل تاريخ ميلاد أقل من ميلاده الحقيقى، وذهبت استمارة اتحاد الكرة الخاصة بالقيد للمدرسة بالاسم الجديد، والمدرسة وقّعت عليها وختمتها، وكتبت بها المذكور «على» وليس «علاء» ومع ذلك مرت الاستمارة من الجميع وتم قيده فى سجلات المنطقة ليشارك فى المباريات، حتى وقعت الحقيقة فى يد فريق ما بعد البحث فى سجلات المدرسة والسجل المدنى.
الأمر تطور سريعاً، وتم تصوير اللاعب مع الحكام للبحث عنه فى الملفات، وحين حاول النادى الذى ينتمى إليه اللاعب الدفاع عنه، والتأكيد أن أوراقه سليمة وقع هو الآخر فى المحظور، وقدم مستندات أكثر كارثية عبارة عن بطاقة شخصية ببيانات «على» الحقيقية، ولكن بصورة شقيق له اسمه «ط»، وتم استخراجها بتاريخ 7/2/2019 وحين تم كشف ذلك أيضاً وصل الأمر لدرجة قيام «ط» هذا باستخراج شهادة وفاة لنفسه لحماية شقيقه، ووصل الأمر فى النهاية للنيابة للتحقيق.
0 تعليق