انطلقت فعاليات المؤتمر العربي الثاني للطاقات المتجددة والمستدامة، الذي تنظمه نقابة المهندسين المصرية بالتعاون مع اتحاد المهندسين العرب، بحضور المهندس طارق النبراوي، نقيب مهندسي مصر ونائب رئيس اتحاد المهندسين العرب، و المهندس محمود حامد عرفات، أمين عام نقابة المهندسين المصرية ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، و الدكتور المهندس عادل الحديثي، أمين عام اتحاد المهندسين العرب، و الدكتور المهندس ناجي حسين المغربي، رئيس لجنة الطاقة بالاتحاد.
النبراوي يقدم التحية لشعب غزة
وفي مستهل كلمته بالمؤتمر، قدم المهندس طارق النبراوي التحية لشعب غزة على صموده لمدة 15 شهرًا أمام حملة الإبادة الصهيونية، مشيرًا إلى أن هذه الحملة لم يشهد التاريخ مثلها إلا في حادثتي هيروشيما اليابانية و النازية في الحرب العالمية الثانية.
مناقشة مستقبل الطاقة المتجددة
كما أوضح النبراوي أن المؤتمر يجمع نخبة من العقول والخبرات العربية والدولية لمناقشة واحدة من أهم قضايا العصر: الطاقة المتجددة والمستدامة ومستقبلها، مشيرًا إلأى أن العالم يشهد تحولاً جوهريًا نحو استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وهو تحول فرضته العديد من التحديات.
ولفت إلى أن الوقود الأحفوري، الذي اعتمد عليه العالم لعقود طويلة، يقترب من النضوب، وتتزايد أسعاره بشكل متسارع، مشددًا على الآثار البيئية السلبية التي يسببها الوقود الأحفوري، مما يجعل الحاجة إلى التحول للطاقة النظيفة ضرورة حتمية لضمان مستقبل آمن ومستدام للأجيال القادمة.
نقيب المهندسين مصر تعمل على تعزيز استخدام طاقة الرياح
وأوضح «النبراوي» أن مصر قد أولت اهتمامًا كبيرًا بملف الطاقة المتجددة، حيث تعمل على تسخير إمكاناتها الطبيعية لتطوير منظومة الطاقة النظيفة، مشيرًا إلى أن السد العالي يُعد من أكبر مولدات الطاقة المتجددة في العالم، إلى جانب مشروعات أخرى مثل خزان أسوان 1 و2.
وأضاف أن مصر حققت قفزات كبيرة في هذا المجال في السنوات الأخيرة، ومن أبرز المشروعات الواعدة محطة بنبان للطاقة الشمسية التي تُعد من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم، ومشروع محطة أبيدوس للطاقة الشمسية الذي يُضاف إلى جهود مصر في توليد الطاقة النظيفة. وأكد أن هذه المشروعات ليست مصدرًا للطاقة فحسب، بل هي شهادة على التزام مصر بحماية البيئة ودفع عجلة التنمية المستدامة.
وأشار النبراوي إلى أن مصر تعمل أيضًا على تعزيز استخدام طاقة الرياح، ولديها مشروعات طموحة على طول ساحل البحر الأحمر، الذي يُعد من أفضل المواقع عالميًا لتوليد الطاقة من الرياح.
كما أكد أن استثمارات مصر في الطاقة المتجددة لا تتوقف فقط عند تحقيق الاكتفاء الذاتي، بل تشمل أيضًا تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة قادر على تصدير الطاقة النظيفة إلى جيرانها وشركائها، مضيفًا أن الطاقة المتجددة ليست مجرد خيار تقني أو اقتصادي، بل هي التزام أخلاقي وحضاري تجاه الأجيال القادمة، وتمثل وعدًا بمستقبل أنظف وأكثر عدلاً، حيث لا تكون التنمية حكراً على دول أو شعوب معينة، بل حقًا مشتركًا للبشرية جمعاء.
من جانبه، قال الدكتور المهندس عادل الحديثي، أمين عام اتحاد المهندسين العرب: "واجب علينا وقد تحقق النصر من خلال صمود أهلنا في غزة أن نقدم لهم التحية ولشهدائها ولشهداء لبنان واليمن. من الواجب الأخلاقي والديني والإنساني على الحكومات العربية، وخاصة الغنية، أن تقوم بتعويض غزة عما شهدته وتسرع في إعادة إعمارها."
وأثنى الحديثي على الجهد الذي بذلته اللجنة المنظمة للمؤتمر للخروج به بهذا الشكل المشرف للمهندسين العرب، مؤكدًا أن اختيار مناقشة قضية الطاقة المتجددة جاء في وقت يتطلب التكاتف والتعاون بين الدول العربية في هذا المجال.
وأكد أمين عام الاتحاد على أن الوطن العربي زاخر بعلمائه المهندسين الذين يجيدون الاستفادة من الثروات الطبيعية مثل الشمس والمياه والرياح، مؤكدًا أن هذا المؤتمر يعد فرصة جيدة لتبادل الرؤى والأفكار، متمنيًا أن يخرج المؤتمر بتوصيات تعود بالنفع على الوطن العربي.
0 تعليق