خلال فترة ولايته الأولى كرئيس، قاد دونالد ترامب جهودا كبيرة لحظر تطبيق تيك توك، وهو ما أشعل الرأي العام وأصبح القرار محل اهتمام عالمي، وقال ترامب وقتها أن موقع مشاركة مقاطع الفيديو الشهير يشكل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي، ولكن عشية عودته إلى البيت الأبيض، يُشاد بالرئيس المنتخب باعتباره منقذ التطبيق وتحول الأمر تمامًا فماذا تغير؟.
من قرار الحظر إلى الترحيب به.. القصة الكاملة لتحول ترامب مع تيك توك
بعد انقطاع الخدمة عن مستخدمي تطبيق تيك توك في أمريكا الأيام الماضية، قال ترامب على موقع التواصل الاجتماعي الخاص به، إنه سيصدر أمرا تنفيذيا بعد أن يؤدي اليمين الدستورية لولاية ثانية، لتأجيل حظر تيك توك: «حتى نتمكن من إبرام صفقة لحماية أمننا القومي»، لافتا إلى أن الشركات لن تتحمل المسؤولية عن انتهاك قانون يهدف إلى إجبار شركته الأم التي يقع مقرها في الصين على بيع تيك توك، وفق تقرير وكالة الأسوشيتد بريس.
وبعد ساعات، عاد تطبيق تيك توك للعمل في أمريكا، ما أراح جحافل المستخدمين، وذلك بعد أن قال ترامب في تجمع حاشد قبل تنصيبه: «بصراحة، ليس لدينا خيار وعلينا إنقاذه»، مضيفًا أن الولايات المتحدة ستسعى إلى مشروع مشترك لاستعادة تطبيق مشاركة مقاطع الفيديو القصيرة الذي يستخدمه 170 مليون أمريكي، وجاء في إعلان عودة تيك توك: «شكرًا على صبركم ودعمكم، ونتيجة لجهود الرئيس ترامب، عاد تطبيق تيك توك إلى الولايات المتحدة».
مناقشات قلبت الموازين
إن السلطة القانونية التي يتمتع بها ترامب لاتخاذ قرار أحادي بعدم تطبيق القانون، الذي أقر بدعم من الحزبين في أبريل/ نيسان وأيدته المحكمة العليا يوم الجمعة كادت تنهي الأمر، لكن التطورات السريعة خلال عطلة نهاية الأسبوع في أمريكا، والمناقشات حول التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي والأمن القومي، أشارت إلى مدى متابعة ترامب عن كثب لهذه التحولات، وتسببت في عودة تيك توك مرة أخرى.
والآن يمكن لترامب أن ينسب لنفسه الفضل في إحياء تطبيق يضم 170 مليون مستخدم ويحظى بشعبية خاصة بين الأمريكيين الأصغر سنا، والذين يقضي العديد منهم ساعات يوميا على المنصة للحصول على الأخبار وكسب المال والعثور على الترفيه، بيل بيشوب، الخبير في الشؤون الصينية، الذي كان يتابع عن كثب هذه المناقشة قال:«هذا أحد تلك الأشياء التي أصبحت فيها السياسة المحلية مقلوبة ومجنونة لدرجة أنه اتضح أن هناك جانبًا إيجابيًا فقط لترامب الآن»، وأضاف أنه إذا انتهى الأمر بتطبيق الحظر، فسيقول ترامب إنه كان في عهد الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، وإذا عاد، فسيكون ترامب المنقذ وسيكافأ من قبل المستخدمين وكذلك الشركة، التي قال إنها أصبحت الآن مدينة لترامب، وسيكون لديها حافز للتأكد من أن المحتوى على المنصة مواتٍ له.
وتأتي خطوة تيك توك في الوقت الذي تعمل فيه شركات التكنولوجيا والرؤساء التنفيذيون بجد لتحسين مكانتهم مع ترامب، كما تمتع مالك X والرئيس التنفيذي لشركة Tesla إيلون ماسك بوصول غير مسبوق إلى الرئيس المنتخب بعد إنفاق أكثر من 200 مليون دولار وحملة شخصية لمساعدته في انتخابه.
التقى الرئيس التنفيذي لشركة Meta، مارك زوكربيرج مع ترامب في مار إيه لاغو وأعاد تشكيل سياسات منصات التواصل الاجتماعي الخاصة به لتتوافق بشكل أوثق مع رؤية ترامب للعالم في وقت سابق من هذا الشهر، إذ أنهى عمليات التحقق من الحقائق من قبل طرف ثالث، وتخفيف القواعد ضد خطاب الكراهية، وإنهاء سياسات التنوع والمساواة في شركته، وتعيين دانا وايت، الرئيس التنفيذي لشركة Ultimate Fighting Championship وشخصية مألوفة في مدار ترامب، في مجلس إدارتها.
0 تعليق