في الثامنة صباحًا يتسابق المزارعون نحو أرضهم الزراعية والفرحة والبهجة تملأ قلوبهم وترتسم على شفاههم، من أجل حصاد محصول البطاطس، بعد مرور 120 يومًا من زراعته وريه وتنظيفه من الحشائش، منتظرين يوم الحصاد الذي يعوضهم عن الشقاء والتعب طوال موسم الزراعة، ويفتح لهم باب رزق وفير.
يوم حصاد البطاطس
يروى عبدالغنى عطية، 50 عاماً، من مركز تلا بمحافظة المنوفية: «يوم الحصاد يتجمّع الأقارب والعمال، والفرحة لا تفارق وشوشهم طوال ساعات حصاد محصول البطاطس، كما أن الأطفال يشاركوننا فرحة الحصاد التى ننتظرها من العام إلى العام، والحمد لله الإنتاجية مرتفعة هذا العام عن السابق، وبلغت إنتاجية القيراط الواحد 550 كيلو، أى ما يعادل 13 طناً للفدان، وسعر الكيلو من الأرض يتراوح بين 11 و13 جنيهاً».
مراحل حصاد البطاطس
وعن مراحل حصاد البطاطس، يُكمل «عطية» أن أولى مراحل الحصاد تتمثل فى ربط المحراث بالجرار الصغير، وحرث الأرض لإخراج البطاطس على السطح، ومن ثم يتتبعها المزارعون والعمال لتعبئتها فى الوعاء، وبعد ذلك فى الشكائر، وربطها بالخيط، حتى يأتى التاجر لتحميلها على السيارات، قائلاً: «يوم الحصاد بيكون باب رزق وخير لعمال كتير، حوالى 20 عامل من الرجال والسيدات، بخلاف الأقارب الذين يشاركوننا فرحة الحصاد».
تقول خديجة ممدوح، إحدى العاملات فى الأرض الزراعية، إنه تغمرها السعادة والفرح عند المشاركة فى عملية حصاد البطاطس، وتصطحب طفلها معها لتُعلمه طبيعة الشغل، ويعطى لها مالك الأرض أجرة جيدة هذا اليوم، فرحة بالخير الكثير الذى يعم على الجميع، بينما يقول عبدالمعطى شاهين، إنه ينتظر موسم حصاد البطاطس كل عام، لأنه يفتح أمامه باباً من الخير والرزق الوفير، كما أنه يصطحب أصدقاءه فى هذا اليوم، والفرحة لا تفارقهم طوال عملية الحصاد.
ويحكى محمد صابر، تاجر بطاطس، أنه عقب حصاد محصول البطاطس من الأرض الزراعية يحمله على سيارة نصف نقل، ويذهب به إلى المحطات أو الثلاجات، وتبدأ عملية التخزين والفرز، تمهيداً لنقله إلى المصانع، لأن هذا النوع من البطاطس يُسمى «الكروز» مخصّص لمصانع الشيبسى، كما يُستخدم أيضاً للطبخ، ولكن بشكل أقل، مشيراً إلى أنه ينتظر موسم حصاد البطاطس، من أجل الذهاب إلى المزارعين، وشراء المحصول على حسب سعر السوق.
المساحة المزروعة من محصول البطاطس
«محصول البطاطس أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية فى السوق المحلية، ويعتمد الفلاحون على زراعتها فى فصل الشتاء، لجنى الأرباح وتحقيق الاكتفاء الذاتى منها»، يقولها المهندس ناصر أبوطالب، وكيل وزارة الزراعة، ويكمل أن المساحة المزروعة من البطاطس فى محافظة المنوفية تبلغ 15 ألفاً و750 فداناً، بسبب خصوبة التربة الزراعية التى تتمتع بها المحافظة، وجميع المزارعين فى حالة من الفرحة والبهجة، بسبب الإنتاجية العالية هذا العام، مقارنة بالسنوات السابقة.
0 تعليق