نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هدوء البيتكوين: لماذا قد يكون لهذا الصعود المزيد ليقدمه؟, اليوم الخميس 1 مايو 2025 02:32 مساءً
قبل أسابيع قليلة فقط، كان البيتكوين، إلى جانب الأسهم والأصول عالية المخاطر الأخرى، تحت ضغط شديد. تصاعد النزاع التجاري بين القوى الاقتصادية الكبرى أدى إلى حالة من الابتعاد عن المخاطرة، حيث سعى المستثمرون إلى الأصول الآمنة، مما دفع البيتكوين إلى الدخول في مرحلة تصحيح حاد. وبرغم السرديات التي تروج للبيتكوين كأصل تحوطي على المدى الطويل، إلا أنه، في المدى القصير، لم يكن بمنأى عن موجات التخارج الجماعي.
الأسواق لا تبقى ثابتة
في الأسابيع الأخيرة، بدأ يظهر تحول تدريجي ومهم. ظهرت مؤشرات تفيد بإمكانية استئناف الحوار التجاري بين القوى الكبرى، مما أعاد بعض التفاؤل الحذر إلى الأسواق. حتى مع غياب التأكيدات الرسمية الصلبة، كانت مجرد فكرة احتمال عودة المفاوضات كافية لتحريك شهية المخاطرة من جديد — وكان البيتكوين من أبرز المستفيدين.
ومع ذلك، يجب الاعتراف أن المسار ليس خاليًا من العقبات. التصريحات المتضاربة حول وضع المفاوضات أبقت حالة من الضبابية قائمة، مما منع البيتكوين من مواصلة ارتفاعه بشكل حاد. بدلاً من ذلك، نلاحظ أن العملة الرقمية تتماسك ضمن نطاق ضيق بين 92,000 و93,000 دولار، منتظرة محفزات جديدة لتأكيد اتجاهها المقبل.
في هذا السياق، يعلق XMarabia نادير بلبركة – محلل ومحاضر – غرفة البث المباشر بقوله:
"حركة البيتكوين الأخيرة تعبر عن توازن دقيق بين عوامل الدعم والمخاطر القائمة. من الواضح أن السعر يتماسك في نطاق محايد نسبيًا، ما يعكس حالة ترقب عام في الأسواق، بعيدًا عن موجات التفاؤل المفرط أو التشاؤم الحاد."
هذا التماسك يعتبر إشارة إيجابية. فالصعود المستدام عادة ما يبنى على تحركات مدروسة وليس على طفرات غير منطقية. الأسواق التي ترتكز على قواعد صحية تكون أكثر قدرة على مقاومة الصدمات المستقبلية.
على صعيد آخر، يظهر المشهد الاقتصادي الأميركي إشارات مختلطة. فعلى الرغم من أن بيانات مؤشرات مديري المشتريات وسوق العمل أظهرت تباطؤًا نسبيًا، إلا أنها لم تصل بعد إلى مستويات تدفع صانعي السياسات إلى تغيير توجهاتهم بشكل جذري. السيناريو الأساسي لا يزال يتجه نحو بدء دورة خفض أسعار الفائدة خلال النصف الثاني من العام الجاري.
في هذا السياق، فإن انخفاض تكاليف رأس المال وتخفيف السيولة المالية المتوقعين قد يشكلان دعمًا إضافيًا للأصول عالية المخاطر مثل البيتكوين. وكما أظهرت تجارب الأسواق السابقة، فإن فترات السياسة النقدية التيسيرية كانت دائمًا بيئة مواتية لارتفاع أسعار الأصول الرقمية.
ولكن ربما يكون التطور الأكثر أهمية هو عودة رؤوس الأموال المؤسسية إلى ساحة البيتكوين. فقد سجلت صناديق التداول المرتبطة بالبيتكوين المدرجة في الولايات المتحدة تدفقات صافية إيجابية على مدار ست جلسات متتالية، وهو تحول ملحوظ مقارنة بعمليات التخارج التي شهدناها في الربع الأول من هذا العام.
هذه التدفقات، وإن كانت حذرة، تشير إلى بداية استعادة الثقة تدريجيًا. من المؤكد أن المستثمرين الكبار لا يعودون إلى الأسواق بناءً على عواطف لحظية؛ بل يعودون عندما يعتقدون أن أساسيات السوق تتحسن.
ومن اللافت أيضاً تزامن ارتفاع أسواق الأسهم الأميركية مع تدفق الاستثمارات نحو صناديق البيتكوين، مما يدل على أن المزاج الاستثماري يتحول ببطء نحو تبني المخاطرة مرة أخرى، وإن كان بوتيرة مدروسة.
بالطبع، لا يعني هذا أن البيتكوين في منأى عن التصحيحات القصيرة. غياب تطورات إيجابية ملموسة على صعيد المفاوضات التجارية أو صدور بيانات اقتصادية سلبية قد يؤدي إلى بعض الضغوط البيعية المؤقتة. بعد صعود استمر لثلاثة أسابيع، فإن حدوث جني أرباح بسيط يبدو أمرًا طبيعيًا.
لكن عند النظر إلى الصورة الأشمل، نجد أن عوامل الدعم تتزايد:
آمال خفض أسعار الفائدةاستقرار الأسواق المالية العالميةعودة تدفقات المؤسسات كلها تصب في مصلحة استمرار الاتجاه الصاعد للبيتكوين على المدى المتوسط.
في عالم مليء بالتقلبات، يبدو أن أداء البيتكوين الهادئ والمتزن خلال الأسابيع الأخيرة يحمل دلالات مهمة. الصعود البطيء والمدروس غالبًا ما يكون أكثر استدامة من القفزات السريعة. وربما يكون هذا الهدوء الذي نشهده الآن هو مقدمة لفصل جديد أكثر قوة في رحلة البيتكوين.