عبر تطبيق
أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أن القمة الأولى التي تجمع الاتحاد الأوروبي مع مجلس التعاون الخليجي اليوم الاربعاء، تكتسب أهمية استراتيجية، ووصفتها بأنها “تاريخية”، مشيرة إلى أن الاجتماع يمثل نقطة تحول في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج، معتبرة أن هذه الشراكة الاستراتيجية تشكل أساسًا جديدًا للتعاون بين الجانبين.
وقالت فون دير لاين، فى كلمتها الافتتاحية امام القمة الأولى الأوروبية الخليجية المنعقدة فى بروكسل: “نحن نرى بعضنا البعض الآن كشركاء استراتيجيين، وهذا يعني الاستماع إلى بعضنا واحترام بعضنا والثقة المتبادلة”.
وأضافت أن هذه الشراكة تتطلب دعم كل طرف للآخر والعمل المشترك لصياغة مستقبل مشترك، مشيرة إلى أن الأمن والازدهار في الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي أصبحا “لا غنى لأحدهما عن الآخر”.
وتطرقت فون دير لاين في كلمتها إلى قضايا الأمن، مؤكدة أن الطموحات الاقتصادية لا يمكن أن تتحقق دون استقرار أمني.
وأشارت إلى أن الحرب الروسية على أوكرانيا والصراع فى غزة، قد قوضت الأمن الإقليمي في أوروبا والخليج، داعية إلى وقف فوري للتصعيد في المنطقة، مشيرة إلى تصاعد التوترات مع إطلاق إيران هجمات صاروخية على إسرائيل، وهجمات الحوثيين التي استهدفت السفن وعرقلت حرية الملاحة.
وقالت: “نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان، وحماية المدنيين الأبرياء، وتقديم المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح جميع الرهائن”.
وأضافت أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لتحقيق أمن مستدام في المنطقة، معربة عن التزام الاتحاد الأوروبي ببناء السلام على أساس حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
تحدثت فون دير لاين، أيضًا عن تأثير الحرب الروسية على أوكرانيا على أوروبا، واصفة إياها بأنها “حرب ضد سيادة دولة مستقلة ومسالمة”. وأضافت أن هذه الحرب تمثل هجومًا على القيم العالمية وحق أي دولة ذات سيادة في تحديد مستقبلها.
وناشدت دول الخليج للعمل مع الاتحاد الأوروبي لوقف هذه الحرب التي وصفتها بغير القانونية.
كما تناولت رئيسة المفوضية الأوروبية مسألة النمو المستدام وأهمية تأمين الموارد الأساسية لتحقيقه. أشادت بالتقدم الكبير الذي حققته دول الخليج في تنويع مصادر الطاقة، مشيرة إلى أن القمة الأخيرة لمؤتمر المناخ COP28 أثبتت التزام الجانبين بالشراكة في التحول الأخضر.
وأوضحت أن دول الخليج وأوروبا بحاجة إلى المواد الخام الضرورية لدعم تطوير التقنيات النظيفة، مشددة على أن التعاون بين الطرفين في هذا المجال يمكن أن يكون له تأثير كبير.
وأضافت: “أوروبا تمتلك التكنولوجيا المستدامة المتطورة التي يمكن أن تجلبها إلى عمليات التعدين والتكرير في الخليج”.
وأكدت أن هذه الشراكة يمكن أن تسهم في بناء صناعات المستقبل وتطوير المهارات المحلية لدعم هذا التحول.
وأضافت فون دير لاين، أن شراكات الطاقة يمكن أن تكون الأساس لعصر جديد جريء من التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج، مشيرة إلى أن الخليج يشهد تحولًا كبيرًا في مجال الطاقة، وأن المنطقة تتمتع بإمكانيات هائلة لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف وتكنولوجيا احتجاز الكربون.
وأوضحت أن مشاريع الطاقة النظيفة من شركات خليجية أصبحت أكثر بروزًا، سواء داخل المنطقة أو خارجها.
وتحدثت عن مشروع الممر الاقتصادي (IMEC) الذي يربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا، واصفة إياه بأنه خطوة طموحة نحو تعزيز الروابط الاقتصادية بين القارات الثلاث، مؤكدة أن هذا المشروع يعكس رؤية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج في تطوير بنية تحتية حديثة وشبكات طاقة نظيفة.
وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية، أشارت فون دير لاين إلى أن التجارة والاستثمارات تشكل العمود الفقري للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج.
وقالت إن العلاقة الاقتصادية بين الطرفين تزداد قوة، ودعت إلى تعزيز الروابط الاستراتيجية في مجالات التجارة، الطاقة، والابتكار، بما في ذلك الذكاء الإصطناعي، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات بين الشعوب.
كما أشادت بفتح غرفة التجارة الأوروبية الجديدة في المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة ستسهم في تعميق الروابط الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج.
اختتمت فون دير لاين كلمتها بالتأكيد على أهمية التعاون في مواجهة التحديات الحالية، سواء كانت تلك المتعلقة بالنزاعات أو التحولات الاقتصادية والتكنولوجية، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي سيظل شريكًا ثابتًا للسلام والتقدم الاقتصادي في المنطقة، داعية إلى استغلال الفرص المتاحة لتحويل الصراعات إلى فرص للتعاون والتنمية المشتركة.