عبر تطبيق
قال الكاتب والمفكر السياسي الدكتور عبد الرحيم علي، رئيس مجلس إدارة مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، إنّ طبيعة الصراع الحالي لا يمكن معرفتها دون معرفة عقلية من يقوم بالصراع، فمن يقوم بالصراع حاليًا هو بنيامين نتنياهو، إذْ يتحكم في كل شيء حاليا، ويجب قراءة رأسه وأهدافه.
وأضاف «علي» خلال لقائه ببرنامج «كلام في السياسة»، المُذاع على قناة «إكسترا نيوز»، من تقديم الإعلامي والكاتب الصحفي أحمد الطاهري: «أحيل المشاهدين لكتاب مهم لنتنياهو نُشر عام 1993، اسمه “مكان تحت الشمس”، يشرح فيه وجهة نظره بالكامل للصراع العربي الصهيوني، وكيفية حله، وذاهب إلى أين، وهذا كان قبل أن يتولى أول منصب لرئيس الحكومة عام 1996»، معقبا: «هذا الرجل يعتمد القوة أساس لفرض كل شروطه سلام أو اتفافيات، القوة هي الأساس، ولا يعترف بأي شيء آخر، ولديه تركيبة بأن أماكن محددة لن يعطيها لك مثل الضفة الغربية تحديدا رام الله، ومرتفعات الجولان، إذ يعتبر أن ذلك للأمن القومي الإسرائيلي مسألة حياة أو موت إذا حصل عليهم أحد بالنسبة لهم انتهى».
عبد الرحيم علي يوضح مَن هو صاحب قرار طوفان الأقصى
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي بعدما اغتال صالح العاروري والسفارة الإيرانية في سوريا في أعقاب أحداث طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 بدأ يتفرغ لتدمير البنية التحتية العسكرية الخاصة بحماس، مؤكدا أن إيران هي الطرف الذي اتخذ قرار تنفيذ عملية طوفان الأقصى، كما أنها قامت بعمل نموذج المحاكاة، ودرّبت على التنفيذ، مشيرًا إلى أن إسرائيل تعرف هذه المعلومات “بالحرف”.
وتابع: “قبل فترة من أحداث طوفان الأقصى، وفي اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي، سُئل نتنياهو عن مدى اطمئنانه لما يحدث في غزة، فأجاب بأنه يتمنى بأن يخطئوا الخطأ الأكبر، وأعتقد أنهم سيفعلون.. وما قاله نتنياهو حدث”، معقبًا: “ليس هذا فحسب، ولكن عندما سُئل نتنياهو عن الخطوة القادمة لحزب الله، أجاب بأن الحزب سوف ينضم لمعادلة الصراع وأتمنى أن يفعل سريعا، وقال إنه يريد حدثا يمنحه الشرعية الدولية والشرعية الداخلية حتى يطلب منه الشعب الإسرائيلي أن يحارب ليثأر له، وأن يقول العالمُ، إن إسرائيل على محك، وقال أيضا: إن إيران تلف حبل الإعدام على رقبتنا، ونحن لن نُذبح كالحمير”.
عبد الرحيم علي يكشف موقف نتنياهو من الحرب على غزة
وأشار إلى أن بنيامين نتنياهو ضد كل شيء يمس الأمن الإسرائيلي من ناحية الفلسطينيين، «إذا قلت له دولة، هيقول على عيني وراسي، لكن إذا وضعت فيها سلاح لأ، سيكون لها جيش لأ، ستستدعي اللاجئين لأ.. يجب أن نعرف كيف يفكر لكي نعرف كيف ندير معركتنا»، موضحا أن ما حدث بعد «طوفان الأقصى» يختلف تماما عما سبقه، حيث إن إسرائيل تُصر على إنهاء قدرات حماس تماما، مردفا: «عندما سأل مراسل مجلة التايمز نتنياهو في 4 أغسطس الماضي، حوار مهم للغاية، فسأله متى تنتهي الحرب؟ فقال له: حماس تترك السلاح وتذهب خارج غزة، تتوقف بعدها الحرب».
واستطرد: «نتنياهو لا يهمه مخطوفين أو رهائن أو وضع داخلي أو دولي، فالوضع الدولي يخدمه خاصة في ملف الانتخابات الأمريكية»، موضحا أن التاريخ سيثبت ما إذا كان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سمح أو لم يسمح بتنفيذ طوفان الأقصى، لكن، الأكيد هو أن معلومات ما حدث كانت لدى إسرائيل، معقبا: “من المؤكد أن نتنياهو تمنى وقوع حدث كبير يرد عليه باجتثاث حماس من الوجود”.
وأكد أن نتنياهو لن يهدأ قبل انتهاء آخر عنصر في حماس وتسليم سلاح حماس”، مشيرًا إلى أن حماس فقدت 70% من قوتها، أما حزب الله ففقد ما يتراوح بين 50% إلى 60% من قوته، وما زالت الحرب مستمرة، مشيرا إلى أن التقارب بين طهران ودمشق في الفترة الأخيرة يثير الكثير من الأسئلة وكان السبب وراء عملية «طوفان الأقصى»، مشيرًا إلى أنه منذ عام 2019 وحتى عام 2023 لم يزُر أي وفد فلسطيني من حماس لإيران.
وذكر أنه في 19 يونيو 2023 زار وفد من حماس إيران بقيادة رئيس حركة حماس السابق إسماعيل هنية ومعه صالح العاروري، وفي 21 يونيو تكون مقابلتهم بالمرشد الإيراني علي خامنئي، معقبا: «في لقاء هنية والعاروري مع خامنئي تم التأكيد على أن العدو الإسرائيلي لم يعد كما كان والآن حان وقت الهجوم عليه وهو ما جاء في الصحف الإيرانية، 12 عاما لم يزُرْ رئيس إيراني سوريا، لكن قبل عملية طوفان الأقصى زار الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي دمشق ومعه رئيس فيلق القدس الرئيس السوري بشار الأسد، بعدها بأسبوع وصل وزير النقل والطرق الإيراني لسوريا وعقد اتفاقا لإنشاء طريق الحاويات بين دمشق وبين العاصمة الإيرانية طهران».
وشدد على أنه بعد هذه الاتفاق جرى رصد حاويات ضخمة من طهران لسوريا وتم رصد شباب من غزة لسوريا، موضحًا أن التقارير الغربية تؤكد أنه في هذا التوقيت المحاكاة التي حدثت في غزة 7 أكتوبر تم التدريب عليه في معسكرات بدمشق تمت بصناعة إيرانية، مؤكدا أنه لا يمكن لأي ذراع من أذرع إيران التحرك دون استئذانها، متابعا: «أول ما قامت به إسرائيل انتقاما مما حدث في 7 أكتوبر الماضي، غير اقتحام غزة، ضرب السفارة الإيرانية في دمشق، واستهداف صالح العاروري، المخطط المشرف مع إسماعيل قاآني».
ونوه بأن ما حدث في 7 أكتوبر تم التدريب عليه في معسكرات إيرانية بسوريا، مواصلا: «إسماعيل قاآني بعد اجتماعه مع المرشد الإيراني يوم 27 يوليو ذهب إلى لبنان وقابل حسن نصرالله، والأحزاب الشيعية المسلحة في العراق، وجماعة الحوثي»، معقبا: «بعد هذه السلسلة من الزيارات، وهذه التركيبة العجيبة، الإسرائيليين ضربوا السفارة الإيرانية وقتلوا 4 من أعضاء الحرس الثوري الذين أشرفوا على معسكرات التدريب، ثم ضرب صالح العاروري نفسه».
وأوضح أن المواجهة بين إسرائيل وإيران ستقع، مواصلا: “قد لا يمر هذا الأسبوع دون أن تتعرض إيران لضربة”، معقبا: “لن يحدث أن تتجنب إسرائيل ضرب المفاعلات النووية الإيرانية.. أول ما ستفعله إسرائيل أنها ستضرب المفاعلات النووية الإيرانية”.
واستطرد: “هناك رعب داخل إسرائيل حول ردة الفعل، فإيران هددت إسرائيل بأنها إن نفذت الرد العسكري لن تترك مكانا حيويا في إسرائيل مثل الكهرباء والمياه والبنية الأساسية والبترول والغاز والنووي إلا وستنفذ ضربة ضده، ومن ثم، فإن إسرائيل أمام حرب وجود مع إيران”، معقبا: “منذ عام 1993 تقول إسرائيل إنها لن تدع إيران تُكمل امتلاك السلاح النووي، ومنذ أسبوع صرّح رئيس المخابرات المركزية cia أن إيران أصبحت على عتبة النووي، وقال إنها ستستطيع خلال أسبوع أن تصنع 4 قنابل نووية”.
وأشار إلى أن هدف عملية طوفان الأقصى هو أن تحصل إيران على “نَفَس” تصنع به القنبلة النووية، مواصلا: “تم التضحية بكل هذه الآلام والأرواح الفلسطينية من أجل هدف واحد فقط”، مؤكدا أن هذا الهدف هو صنع إيران للقنبلة النووية، لافتًا إلى أنه قبل زيارة وفد إسماعيل هنية وصالح العاروري إيران، وتحديدا في شهر مايو أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران بلغت 90% من التخصيب، وأنها قاب قوسين أو أدنى من عتبة السلاح النووي”.
وتابع: “إسرائيل صرّحت في المقابل أنها لن تسمح لعتبة النووي وستضرب قبل الوصول إلى عتبة النووي”، مشيرًا، إلى أن هناك أدوات في المشروع النووي ليست موجودة إلا في الصين وكوريا وأمريكا وروسيا، وكان هناك حديث حول استحالة مساعدة الصين لإيران، وكذلك كوريا، لذلك، دعمت إيران روسيا في أوكرانيا، إذ تريد طهران من موسكو الحصول على حاملة المتفجر وإس 400.
وقال إنه يعتقد أن روسيا سلّمت إيران صواريخ إس 400، مفسرًا ذلك أنه منذ أسبوع حذّر وزير خارجية روسيا إسرائيل من ضرب المواقع النووية الإيرانية وإلا فإن بلاده ستتدخل، معقبا: “لم يكن وزير الخارجية الروسي قادرا على الإدلاء بهذه التصريحات إلا دون تأمين هذا التدخل”.
ولفت إلى أن هناك مسألة توازن السلاح في الشرق الأوسط، ولكن، في النهاية كانت روسيا أمام حليف قوي جدا وهو إيران كان سينهار كما أنه دعمها في الأزمة الأوكرانية رغم أن العالم كله كان يقف ضدها، بل ومنحت إيرانُ روسيا الصواريخ”.
وأكد أن أهم بنود القرار الأممي 1701 هو نزع سلاح حزب الله، متسائلا: «من سينزع سلاح حزب الله؟، أعطيني شخص في العالم ينزع سلاح حزب الله، لا يوجد أحد»، موضحا أنه مستعد للموت فداء للقضية الفلسطينية «والدي قاتل من أجل فلسطين، ومصر قاتلت أعوام 1948 و1956 و1967 والاستنزاف و1973، وقاتلنا بالسلام وبالقانون واسترددنا طابا».
وأضاف أن هناك تجارب مهمة مثل فيتنام متمثلة في جبهة التحرير الفيتنامية، وتجربة جبهة التحرير في الجزائر، وتجربة كاسترو وجيفارا في كوبا»، مؤكدا أن الحرب الحالية تمثل لإسرائيل حرب «أكون أو لا أكون» ليست فقط لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولكن أيضًا لكل مواطن في إسرائيل، وأهالي المحتجزين الإسرائيليين.
وشدد على أن إسرائيل لن تسمح بوجود تهديد من حماس أو حزب الله أو الحوثيين أو الجماعات الشيعية المسلحة الموجودة في سوريا أو العراق»، منوها بأن الحرب الآن مسألة وجودية بالنسبة لكل مواطن إسرائيل، مؤكدًا أن الحرب لن تتوقف إلا بإنهاء أي خطر يمثله غزة وجنوب لبنان أو العراق أو اليمن أو إيران، موضحًا أنه بدون إنهاء الخطر الذي يهدد إسرائيل لن يتوقف نتنياهو من العمليات العسكرية على الإطلاق.
وأوضح أن هناك 4 مشاريع بمنطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن المشروع الصفوي في منطقة الشرق الأوسط يقابله المشروع المصري الوطني في منطقة الشرق الأوسط والذي يتصارع معه المشروع الصهيوني والمشروع الأمريكي، منوها بأن الشخص غير المتابع للمشهد الآن في الشرق الأوسط يرى أن إيران هي الدولة الإسلامية الداعمة للمقاومة، متابعًا: «روح الله الخميني قام بالثورة في عام 1979 وأسس ما يعرف بولاية الفقيه وهي عبارة عن ولاية النبي يستمد منها علي بن أبي طالب ولايته يستمد منها الأئمة الـ12 ولايته منها الإمام الغائب».
وواصل: «الخميني قال سننتظر الإمام الغائب مدى الحياة، وبالتالي، فإن الولي الفقيه ينوب عن الإمام الغائب حتى يأتي، ويكون الولي الفقيه ممثل الرسول، وهو ما كتبه الخميني في كتابه الدولة الإسلامية الصادر عام 1981»، معقبا: «الولي الفقيه عبارة عن ولي للأمة ومسؤول مسؤولية كاملة عن الأمة الإسلامية.. بعض علماء الشيعة في لبنان عند خروجهم عن السياق وأن الولاء يكون للأمة وتم تجنيبها، عند تنفيذ ذلك لابد من الاعتماد على المرتكزات الشيعية بالمنطقة»، موضحًا أن الخميني حرر خطة عام 1981 تم تسميتها بالخطة الخمسينية وهي لخمسين عام مقسمه لـ5 مراحل وأخر هذه الخطة الـ10 سنوات الحالية.
واستطرد قائلًا: «الخطة الخمسينية والتي جاءت في كتاب الخميني تنتهي بإشاعة الفوضى في كل المناطق الموجود بها الشيعة لتمكين حزب واحد شيعي من القرار في الوقت الذي ليس عليه أن يكون مسئول أول في الدولة»، موضحا أنه بعد 30 عاما مما حدث في فيتنام، كانت كل الأراضي الفيتنامية محررة، منوها بأنه في الجزائر في الفترة من 1968 إلى 2024 انتهت مشكلة الجزائر، متسائلا: “لماذا القضية الفلسطينية؟! لأنه لا يوجد ممثل شرعي للشعب الفلسطيني، وبالنسبة لمنظمة التحرير الفلسطينية، فإن حماس لم تكن تعترف بها”.
وتابع: “على المستعمر أن يقاوم بالسلاح تحت إطار عام، اسمه جبهة تحرير شعبية مكونة من كل الفصائل ممثلة لكل الشرائح لها عقل سياسي يدير يحدد الاستراتيجية والأهداف المرحلية، وكيفية النضال، مواصلا: «بندقية بلا عقل سياسي هي بندقية عمياء، وتكون في صدر الوطن وليس صدر الأعداء، ولا بد من عقل سياسي يدير المقاومة مثل ما فعلت الجزائر».
وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد وقف الحرب، إذ تعتبر إيران دولة من دول الشر، حتى إن كامالا هاريس المرشحة في الانتخابات الأمريكية قالت: إن إيران ستظل العدو رقم واحد لبلادها، موضحا أن الصحافة الأمريكية قامت ولم تقعد بسبب هذا التصريح، لأنها لم تعتبر أن الصين هي العدو رقم واحد، أما المرشح الجمهوري دونالد ترامب، فقد انسحب من معاهدة 2015 التي انضمّ إليها أوباما.
وواصل: “نقول كامالا هاريس، لأنها تنتمي إلى الحزب الديموقراطي ويمكننا القول بأنها تنتمي إلى اليسار، أما ترامب الذي ينتمي إلى أقصى اليمين، فقد قال إنه على نتنياهو ضرب المؤسسات النووية الإيرانية حالا، وأعلنت المخابرات المركزية الأمريكية قالت إن إيران سيمكنها تصنيع 4 قنابل نووية.. وبالتالي، لماذا تمنع أمريكا الحرب؟!”.
وقال إن مصر عقدت 150 لقاء مع الأطراف والفصائل الفلسطينية من فتح وحماس، موضحا: “7 شهور من المفاوضات من فبراير حتى سبتمبر 2009، وتم مقابلة جميع الأطراف وتم مناقشة بجميع الموضوعات والاتفاق على كل البنود بشأن التقارب الفلسطيني، وجرى عقد لقاءات لأعضاء حركة حماس مع حركة فتح وتم الاتفاق على اتفاق وتم التوقيع عليه”.
وأضاف: «بعدها زاروا سوريا وعادوا بـ6 ملاحظات جزء من الملاحظات خاص بمنظمة التحرير وجزء من الملاحظات خاص بتطهير الأجهزة الأمنية في غزة ورام الله وجزء من الملاحظات خاص بالدخول لمنظمة التحرير وتمثيل المنظمة للقضية الفلسطينية، تم الموافقة على الـ6 ملاحظات رغم معارضة 8 فصائل فلسطينية على هذه البنود».
وتابع: «بعدها عقد خالد مشعل مؤتمر في سوريا أمام الصحافة العالمية وأكد على أنه لقد انتهى عقد الانقسام بين حماس وفتح ومصر أجمعت كل الأطراف الفلسطينية على وثيقة واحدة وسيتم التوقيع عليها في الـ25 من أكتوبر 2009 في القاهرة، ولكن، في صباح اليوم التالي ذهب قادة حماس في زيادة عاجلة لطهران وأرسلوا رسالة لمصر بأنه لم يتم التوقيع على الوثيقة، وأُرسل جواب بأن حركة حماس ترفض رفضًا قاطعًا التوقيع على الوثيقة وتطالب باستمرار الحوار مرة أخرى».
وشدد على أن هذا الملف ومحاولة التقريب كانت سببًا في القطيعة بين مصر وحركة حماس منذ عام 2009 وحتى حرب عام 2012، مؤكدًا أن رغم كل هذه الأزمات إلا أن مصر حاضنة عربية.
وأكد أن منح مصر 100 مليار دولار وخصم ديونها كانت مرتبطة بالموافقة على تهجير الفلسطينيين، مردفا: «إذا الرئيس السيسي أراد أن يتخلص من كل مشاكل مصر في ثانية بحذف ديون ومنح 100 مليار دولار مقابل تهجير الفلسطينيين، لكنه لم يفعل ذلك»، موضحا أن مصر إذا وافقت على ذلك من شأنه تفريغ القضية الفلسطينية وتنهيها إلى الأبد، ولن يكون هناك قضية، لأن القضية عبارة عن شعب وأرض، ولكن مصر حاضنة عربية.
ولفت إلى أن لدى مصر مشروع آخر في المنطقة ينافي ويواجه المشروع الصفوي، الذي يهدف لإشاعة الفوضى في المنطقة والاستيلاء على دولها، موضحا أن إيران حصلت على السلاح الأمريكي لضرب العراق عن طريق إسرائيل، مشيرا إلى أن إيران هي من أدخلت القاعدة من أفغانستان ثم جعلتهم يمكثون في بيوت آمنة تابعة للحرس الثوري ثم أرسلتهم للشمال العراقي لتنظيم «التوحيد والجهاد» في 2003 بالعراق ثم الإعلان عن فرع القاعدة ببلاد الرافدين ثم ينضم مجلس مجاهدي العراق وينظم تنظيم «الدولة الإسلامية» بالعراق وبلاد الشام «داعش».
وتحدث الكاتب والمفكر السياسي الدكتور عبد الرحيم علي رئيس مجلس إدارة مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، عن الفرق بين المشروع الصفوي الإيراني والمشروع الإسرائيلي الصهيوني، قائلا: هناك فرق بين المشروعين لكنهما يصبان في وعاء واحد، فالمشروع الإسرائيلي الصهيوني، هو أن الدولة الصهيونية من النيل حتى الفرات، موضحا أن المشروع الصفوي مشروع إمبراطوري يعني عودة الإمبراطورية الفارسية من جديد، ويتطلب عودتها أن تكون الدول العربية بحوزة إيران.
وتابع: «لتحقيق هذا المشروع زرعت إيران أذرع في كل الدول، لكن مصر هي البلد الوحيد التي لم تستطع إيران وضع أذرع فيها، إذن، المشروع الصفوي هو الاستيلاء على كل ما كانت فيه قدم للإمبراطورية الفارسية عن طريق استغلال نقطة الشيعة».
وقال إن بنيامين نتنياهو يعتبر حركة حماس مثل «هتلر» أو «نازيين جدد»، لافتا أن توجيه إسرائيل ضربة لإيران مسألة وقت، مردفا: «ستكون الضربة إما الليلة أو غدا صباحا، لن يمر هذا الأسبوع على الإطلاق إلا بحدوثها»، موضحا أن الأحداث الحالية ستنتج جيل جديد أشرس من الحاليين، مردفا: «المطلوب حقن سياسي ووحدة وطنية فلسطينية وبرنامج نضال وسياسي ويقاد هذا الجيل وتوجه طاقاته بشكل صحيح ستتحقق من خلال ذلك الدولة الفلسطينية»، معقبا: «القضية الفلسطينية مركزية بالنسبة لمصر، ولا أحد يزايد علينا».
كما تحدث عن تحالف اليسار والإخوان إبان أحداث يناير 2011، مؤكدًا أنه كان شاهدا على تحالف قادة من اليسار مع الإخوان، إذ وقع سياسيون كبار وقادة أحزاب معارضة في فخ الإخوان في “فندق فيرمونت”ن لافتًا إلى أن أحد قادة اليسار وقف في ميدان التحرير وقال إن تروتسكي والإسلاميين يدا واحدة.
وأضاف: “هذا الشخص تحالف مع الإخوان، كما أن حمدين صباحي تحالف معهم وشارك في انتخابات 2011 ودعا للإخوان في بلده ثم انضم إلى قائمتهم وحصل على 3 مقاعد بينما حصل الإخوان على 68%، بما يزيد عن 300 مقعد”، موضحا أن مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا حصلت على الأغلبية في الانتخابات الفرنسية عندها قرر ميلونشون قائد اليسار وعناصر الوسط ويسار الوسط عمل تحالف مع حزب ماكرون لسد الطريق على لوبان منعا من توليتها رئاسة الحكومة.
وأكد أن هذا التحالف تضمن رئيسا لأحد الأحزاب، وهذا الشخص مالك صحيفة شارل إيبدو صاحبة الرسوم المسيئة للنبي عليه الصلاة والسلام، والذين قتل بعض الإسلاميين المتشددين صحفيين بها وحرقوها، إلا أن الإسلاميين والإخوان منحوا أصواتهم للشخص المالك للصحيفة وتحالف اليسار نكاية في مارين لوبان، منوها بأن العقل العربي يحتاج إلى إعادة ترتيب ومعرفة أولوياته وعدوه وصديقه وطبيعة أوطانه وماذا يعني الوطن والاستقرار والجيش والدولة والحدود.
واستطرد: “العقل العربي في حاجة إلى تعلم كل ذلك، وأرى أن كل مستخدمي السوشيال ميديا في حاجة إلى معرفة ماذا تعني مصر، يجب أن يدرسوا التاريخ لمعرفة ما هي جمهورية مصر العربية، موضحا أن القيادة السياسية وأجهزة المعلومات كانت تعي جيدا أن اللحظة الراهنة آتية بلا محالة، وبالتالي، فإنها تستعد منذ 10 سنوات وتتعاقد على المسترال والطائرات وسوخوي 35 وبناء قدرات القوات المسلحة، وتتحدث عن معركة الوعي، ويتم التأكيد على أهمية الجيش القوي والوعي القوي، لأن الوعي القوي يخلق جهة داخلية قوية جدا”.
ولفت إلى أن إسرائيل ستضرب إيران ضربة وتشل قدراتها شللًا كاملًا، موضحًا أنه لا يوجد عمل أو هجوم يشل الإرادة الإيرانية شلل تام إلا ضرب المنشآت النووية والنفطية في آن واحد، معقبا: «جرى تضخيم حجم خبر استهداف رئيس الحكومة الإسرائيلية في الجرائد والصحف والإعلام الإسرائيلي، لكي يكون لإسرائيل شرعية استهداف رأس إيران علي خامنئي، الرأس القادمة هو المرشد الإيران مقابل استهداف نتنياهو».
وأوضح أن رفع من حجم عملية استهداف منزل نتنياهو حتى يعطي لإسرائيل حق الرد باستهداف خامنئي، مشددًا، على عدم وجود مؤسسات أو دولة لكي تصنع القرار بشأن الأحداث في لبنان وغزة، مؤكدا أن إسرائيل لن تواجه جيشا نظاميا لديه دفاع جوي وقوات بحرية، بمعنى أن إسرائيل لن تدخل في مواجهة برية وجها لوجه مع دولة لديها جيش نظامي.
وأضاف أن عقلية إسرائيل هي الاعتماد على تكنولوجيا متطورة في الحرب، أو ما يسمى بالحرب التكنولوجية، والاعتماد على الطائرات والصواريخ، موضحا أن هناك معوقات أساسية تمنع إسرائيل لخوض حرب وجها لوجه مع إيران، منها المرور عبر سماوات معينة تخص دول معينة، ووجود المشروع النووي الإيراني.
وأشار إلى أن إسرائيل طلبت بطاريات ثاد من الولايات المتحدة الأمريكية، حينما قال نتنياهو، «بطارية واحدة فقط لا تكفي»، متابعا: «هذه البطاريات لا يوجد منها في العالم سوى 7 بطاريات، تملكها أمريكا فقط، كما طلب نوع معين من القنابل تخترق من 70 إلى 80 مترا تحت الأرض، أيضا أمريكا هي الوحيدة التي تملكها في العالم، كل ذلك يدل على أن إسرائيل ستضرب إيران ضربة قوية لكي تحتاج إلى هذه البطاريات».
ونوه بأن كل ما يهم أعداء مصر من الداخل والخارج تفتيت الجبهة الداخلية وزرع الشك في الجبهة الداخلية، ووجه الإعلامي أحمد الطاهري حديثه للمفكر السياسي عبد الرحيم علي، وقال له: “لدينا مطلب جماهيري، وهو أن تكون هذه الحلقة مرة في الشهر على الأقل”.
وأضاف الطاهري: “حلقة الدكتور عبد الرحيم علي ستكون مرة كل شهر حتى نفتح مسام العقل إذا جاز التعبير”، ودعا الإعلامي عبد الرحيم علي الله عز وجل أن يحفظ مصر وقادتها وكل من وضع رأسه على كفه لحماية مصر 24 ساعة من أخطار لا يعلمها إلا من توفرت له المعلومات ويرى جيدا ما يحدث في الخارج والداخل.
واختتم الكاتب والمفكر السياسي الدكتور عبد الرحيم علي حيثه بأنه يتوقع أن يفوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية بنسبة 100%، لافتًا إلى أن المزاج الأوروبي والمزاج الأمريكي يميني بامتياز: “إن فاز ترامب هتبقى ليلة إيران سوداء”.