التخطي إلى المحتوى

نتابع لكم عبرموقعنا خليج نيوز….”الزهراء” سيدة نساء العالمين – الأسبوع

شهر ربيع الآخر قد لا يكون الشهر الذي شهد أكثر الأحداث الإسلامية شهرة، لكنه كان مسرحا لعدد من الأحداث التاريخية المهمة التي شكلت جزءا من تاريخ الأمة الإسلامية. ومنها وفاة شخصيات بارزة مثل فاطمة الزهراء ـ رضي الله عنها ـ ابنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وزوجة علي بن أبي طالب، وأم الحسن والحسين. ورغم أن هناك اختلافا حول تاريخ وفاتها، إلا أن بعض الروايات تشير إلى أن وفاتها كانت في شهر ربيع الآخر من عام 11 هـ، بعد وفاة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بستة أشهر، حيث لم تتحمل فراقه. وكانت من آخر وصاياها أن تدفن ليلا بعيدا عن الأعين، وقد نفذ زوجها علي بن أبي طالب تلك الوصية.

ولدت ـ رضي الله عنها ـ في مكة قبل بعثة النبي بخمس سنوات، وهي الابنة الرابعة للرسول من زوجته خديجة بنت خويلد ـ رضي الله عنها ـ ولقبت بالزهراء لكثرة عبادتها ونقائها، وعرفت أيضا بأنها “أم أبيها” لمكانتها الخاصة عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهى سيدة نساء العالمين، وأحب الناس إلى قلب رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

نشأت فاطمة ـ رضي الله عنها ـ في بيت النبوة، وشهدت مراحل مهمة من الدعوة الإسلامية. عاشت مع والدها ووالدتها في مواجهة الصعوبات التي مرت بها الدعوة في مكة، خاصة بعد وفاة والدتها خديجة، حيث كانت فاطمة السند والدعم لوالدها. وكانت مقربة جدا من النبي، وكانت ترى في أفعاله وأقواله القدوة والمثال.

تزوجت فاطمة ـ رضي الله عنها ـ من علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ في السنة الثانية للهجرة. وكان زواجها من علي، ابن عم النبي، زواجا مليئا بالمحبة والبساطة، إذ عاشت حياتها الزوجية في بيت متواضع، لكنها كانت راضية وسعيدة، وأنجبت منه أربعة أبناء: الحسن، والحسين، وزينب، وأم كلثوم. والمعروف عن أبنيها الحسن والحسين أنهما سيدا شباب أهل الجنة، مما يدل على عظم مكانتهم ومكانة والدتهم في الإسلام.

وقد كانت فاطمة رضي الله عنها تجسيدا للمرأة الصابرة والمجاهدة. وقفت إلى جانب والدها في أصعب الأوقات، سواء في مكة أثناء تعرضه للأذى من قريش، أو في المدينة حينما كان يقود الأمة الإسلامية. فكانت نموذجا للمرأة المسلمة التي تجمع بين العبادة والخدمة لأهلها ومجتمعها.

ومن المواقف الشهيرة التي تبين حب النبي لفاطمة وتقديرها، ما ورد في الحديث الصحيح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: “فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها فقد أغضبني”. وكان النبي يشدد على حب ابنته، ويعتبرها جزءا منه، مما يبرز مكانتها المميزة.

فاطمة الزهراء لم تكن مجرد ابنة للنبي، بل كانت شخصية مركزية في الإسلام. تعتبر قدوة للنساء المسلمات في العفة والصبر والعبادة. فقد جمعت بين دورها كأم وزوجة وعبادة الله، وتفانيها في خدمة أسرتها وأبنائها. لقد جسدت القيم الإسلامية بكل معانيها، وكانت مثالا على التضحية والبساطة في الحياة.

فاطمة الزهراء ـ رضي الله عنها ـ كانت ولا تزال مصدر إلهام للنساء والرجال في تاريخ الإسلام. بفضل تقواها وصبرها، لذا فقد حصلت على مكانة رفيعة في الإسلام، فضلا عن عظيم حب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لها، وعظيم محبتها له، وتضحياتها لأجل الدعوة الإسلامية التى جعلت منها شخصية لا تنسى في قلوب المسلمين، وستظل سيرتها مثالا للطهر والعفاف، والصبر على البلاء، ونموذجا للمرأة المسلمة تقتدى به النساء على مر العصور والأجيال.

اللهم احفظ أمهاتنا وأخواتنا ونساءنا وبناتنا وجميع نساء العالمين من كل مكروه وسوء، وردهن إلى دينك وقرآنك وسنة نبيك ردا جميلا.

[email protected]