عبر تطبيق
هو نور عيني لو يطلب عمري تحت أمره، بهذه الكلمات البسيطة استطاع من خلالها محمود أحمد السويفي، ابن قرية الجعافرة بمركز إطسا بمحافظة الفيوم، أن يتخذ قرارا مصيريا في حياته، إذ نوى أن يتبرع بفص كبد، من أجل شقيقه «عبد الرحمن » بعد صراع دام مع المرض، ليجد نفسه على محاك الحياة بعد أن نال المرض منه، إلا أن «محمود » قرر أن ينتشله من الوجع والألم، ليعطيه قطعة من جسده.
وقرر محمود وبدون تفكير أن يخضع للجراحة جوار شقيقه بعد أن أخبرهم الطبيب بضرورة وجود متبرع لحالة شقيقه، فلم يتوار عن مساندة شقيقه وأعد ذاته للتبرع بكليته لشقيقه عبد الرحمن، ليستطيع العيش بحرية دون التقيد بمرض الفشل الكلوي، وليتخلص من عذابه الذي دام لسنوات.
وقال أحمد السويفي والد الشقيقين في حديث خاص ل “البوابة نيوز “إنه منذ معرفة ذلك الخبر أصيب بحاله من الحزن الشديد خوفا من أن يصيب ابنه مكروه، وفجأة وجد أن ابنه محمود أخبرها بأنه سوف يتبرع لشقيقه، وبسؤال الأطباء عن طبيعة المتبرع أكدوا أنه كلما كان من بين الأقارب تكون نسبة نجاح العملية ونجاة شقيقه أكبر.
وأضاف أحمد: محمودقرر التبرع بـ 40 من كبدي، وأجريت تحليلا لتحديد فصيلة الدم وتبين أن فصيلة الدم تطابقت فصيلة دم شقيقه، وتم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لها لإجراء الجراحة .
وأضاف أحمد والد الشابين بأنه تم تحديد موعد العملية بمعهد الكبد بمحافظه الجيزه، وبالفعل تم دخول الشقيقين محمود، وعبد الرحمن، غرفة العمليات، وتم استئصال فص من كبد محمود الشقيق الاكبر، وتركيبه في كبد عبد الرحمن الشقيق الأصغر ، فى عملية استمرت لأكثر من 10 ساعات، بذل خلالها كبار أطباء المستشفى التي أجريت بها العملية جهود كبيرة لنجاحها، ليفوق الشقيقان من البنج، وتنجح العملية، إلا أن الأطباء ينصحون فى مثل هذه العمليات بعدم الزيارة ولا دخول غرفة الافاقة الخاصة بالشقيقين لمدة 15 يوما، حرصا على صحتهما.