عبر تطبيق
في قلب حي شبرا العريق، وتحديدًا في عام 1942، ولدت فكرة عُدت شرارة إيمان أضاءت الطريق لأجيال، حيث تأسست جمعية مدارس الأحد، تلك المؤسسة التي حملت على عاتقها مهمة غرس القيم الدينية والأخلاقية في نفوس الأطفال والشباب، وتزويدهم بالمعرفة الدينية الصحيحة، وذلك من خلال تقديم برامج تعليمية شيقة وممتعة تعزز القيم الروحية والأخلاقية.
وفي إطار حرص الجمعية على نشر المعرفة الدينية وتوسيع دائرة المستفيدين، تأسست مجلة مدارس الأحد في عام 1947، والتي مثلت منصة هامة لنشر المقالات والدروس الدينية بلغة مبسطة ومناسبة لفئة الأطفال والشباب، كما قدمت العديد من الأنشطة والمسابقات التي ساهمت في إثراء تجربة القارئ، وسرعان ما أصبحت صوتًا مسموعًا في عالم النشر الديني للأطفال والشباب، حيث حملت على صفحاتها مقالات شيقة ودروسًا مبسطة، وأنشطة متنوعة، كلها تهدف إلى تنمية العقل والقلب، وغرس حب المعرفة والتعلم.
«البوابة نيوز» زارت بيت مدارس الأحد، والتقت إسحق الباجوشي، خادم بيت مدارس الأحد، والباحث في التاريخ القبطي، وعضو لجنة التاريخ القبطي، والذي روى لنا في السطور التالية، تاريخ تأسيس مدارس الأحد ومجلتها العريقة، وأهم الشخصيات التي شاركت في إنشائها وتطويرها.
قال «الباجوشي»، إن المنزل تم تأسيسه عام 1942، والذين بدأوا في فكرة التأسيس يُطلق عليهم الفرسان الثلاثة، وهم: إدوارد بنيامين، المؤسس الأول، وهنري الخولي، ميخائيل عياد، ثم انضم لهم ويليام سليمان قلادة، وسليمان نسيم، ومختار فايق بشاي،وكانوا يأتون للصلاة في كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بطوسون،وكانوا من الصعيد ومغتربين، وكانوا وقتها شبابا في العشرينات من العمر.
وتابع: «إدوارد بنيامين في هذا الوقت كان يبلغ من العمر 22 أو 23 عامًا، وفكر في إنشاء هذا البيت، فبعد عيد الغطاس، في يناير1942، وجد ولد صغير يمشي في الشارع، فيسأله على اسمه، ورد الولد: اسمي مينا، ففزع إدوارد بنيامين من اسم الولد، قال إننا لسنا معتادين أن نجد طفلًا في الشارع، ولا تقوم الكنيسة برعايته».
وأضاف، «فكر مع أصدقائه الذين أحضروا الطفل بعد انتهاء القداس، وفكروا في إنشاء منزل، وقاموا بتسميته بيت مدرسة الأحد، لأنهم كانوا خُدام مدرسة الأحد، فقاموا بتسمية المنزل باسم خدمتهم، وقاموا بتجميع مبلغ 15 جنيهًا، وقاموا بالبحث في شبرا عن مكان يستأجرونه ليكون مكانًا يضموا فيه الأولاد، ووجدوا هذا المنزل، وهي فيلا لشخص اسمه عبدالملك بك حنا الجواهرجي، وقالوا له نريد أن نستأجر المكان، وكان مكتوب لافتة إيجار للدور الأرضي مقابل سبعة جنيهات، والدور الثاني مقابل 17 جنيهًا، وبسبب أن ظروفهم وقتها لم تكن تسمح باستئجار الفيلا كلها، أو استئجار مكان أغلى، فقاموا باستئجار الدور الأرضي مقابل 7 جنيهات، وأخبروا مالك الفيلا، أن المنزل سيكون دارًا للأيتام، فرد عليهم أنه لن يأخذ الإيجار في مقابل أن يكون رئيس مجلس إدارة شرفي للدار».
وأضاف: في يوم 8 فبراير 1942، ويوم 28 فبراير من نفس العام، تم افتتاح المنزل، وأسسوه بعدد من الأسرة الحديد، والترابيزات الحديد، والمقاعد الحديدية، وعدد من الأواني ووابور جاز، واستقدموا سيدة لتقوم بالخدمة والطبخ وغسيل الملابس، وكتبت كل المجلات التي صدرت منذ عام 1942 حتى عام 1946 عن بيت الأيتام النموذجي في مصر، حيث كان الشباب يقدمون الخدمة على أكمل وجه، لأن هذه هي مهنتهم».
وأوضح: «بعد ذلك بدأ إدوارد بنيامين ورفاقه بالتفكير في أن هناك مشكلة في التعليم بالكنيسة، وذلك ليس بسبب عدم وجود مُعلم ينغير أكفاء، ولكن نتيجة صراعات الكراسي، فقالوا لأنفسهم سنغرد بعيدًا عن صراع الكراسي، وكان في هذا الوقت يصلي الأرشيدياكون حبيب جرجس مع المؤسسين في البيت، وهو أمر وارد ومُثبت في محضر جلسات السنين الأولى للبيت، وتم تحديد يوم 8 مايو 1942 موعدًا لزيارة البابا يؤانس للبيت بسبب تأسيسه، ولكن وافته المنية قبل الزيارة، بعد ذلك جاء البابا مكاريوس الذي جلس على الكرسي البابوي لمدة عام ونصف العام، زار خلال هذه المدة البيت مرتين، ثم بعد ذلك جاء البابا يوساب، وهو كان رجل تعليم من الطراز الأول، وجاءت فكرة إنشاء جامعة قبطية، ولكن الفكرة لم تكتمل».
وتابع الباجوشي قائلا، «فكر المؤسسون في فكرة رسالة البعث الجديد، وبالفعل في أبريل عام 1947، تم إصدار مجلة مدارس الأحد، والتي سميت بمجلة مدارس الأحد: رسالة البعث الجديد، وذلك حتى تقوم الكنيسة القبطية من جديد دينيًا وعقائديًا وتعليميًا وتفسيريًا وتاريخيًا ورعويًا أيضًا، بالإضافة إلى كون المجلة ستواجه المشاكل التي تواجه الكنيسة في ذلك الوقت، ولكن واجهت المجلة مشكلة، وهي أن إدوارد بنيامين ليس عضوًا في نقابة الصحفيين، فاضطر أن يأتي بأحد أعضاء النقابة ليحمل على عاتقه المجلة، وهو مسعد صادق الذي كان رئيسًا لتحرير المجلة، ولكن تولى إدوارد بنيامين رئاسة التحرير التنفيذية».
وكشف «الباجوشي» عن أن مجلة مدارس الأحد شهدت الكتابة الأولى للبابا شنودة، عندما كان خادمًا في شبابه قبل الرهبنة، ويحمل اسم نظير جيد، وكانت قصيدة بعنوان: «كم قسى الظلم عليكي»، وتم نشرها في غلاف المجلة، ثم بدأ بعد ذلك في كتابة مقالات روحية، وتم نشرها في مجلة الحق، التي أصدرها الأب يوسف الديري في شبرا البلد، ثم بعد ذلك أعد إدوارد بنيامين قاعدة للنهوض بالكنيسة، ولكن بعد إعداد القاعدة بعامين، غادر «بنيامين» إلى إثيوبيا بسبب المشكلات التي حدثت على مياه النيل في هذا الوقت، حيث كانت إثيوبيا تريد بناء سد، وكانت إسرائيل تريد احتلال إثيوبيا بحجة يهود الفلاشا، كما كان هناك مشاكل بالكنيسة القبطية هناك، وهنا ظهر دور خفي وغير معلن لمدارس الأحد.
وتابع: «ذهب بنيامين إلى إثيوبيا في أكتوبر عام 1949، وسلم مهمة إدارة مجلة مدارس الأحد لنظير جيد، الذي عُين مديرًا لتحرير المجلة، ثم أصبح عضوًا في مجلس إدارة البيت، ثم رئيسًا لمجلس إدارة البيت، ورئيسًا لتحرير المجلة، وفي يوليو 1954 ترك المجلة والبيت واتجه إلى الدير»، لافتًا إلى أن نظير جيد قدم إصلاحاته للكنيسة القبطية من داخل مدرسة الأحد، حيث أصدر كتاب قوانين الرهبان، وذلك لتنظيم حياة الرهبان، كما صدر أول كتاب له عام 1950، وهو حماية الكنيسة، وفي نفس العام أصدر مجلة مدارس الأحد المصورة، وفي السنة الثالثة لصدورها حدثت بعض المشكلات في التمويل، إلى أن أخذها جرجس رفلة وبدأ في إصدارها داخل بيت مدرسة الأحد.
وأشار خادم بيت مدارس الأحد، إلى أنه بعد ذلك أصدر بيت مدارس الأحد مجلة مرقس صديقك المؤنس للأطفال، بالإضافة إلى أن البابا شنودة أصدر مجلة الكرازة في الإكليريكية، وخرج من رحم مدرسة الأحد حوالي 11 أو 12 مجلة قبطية، مازال يصدر منها مجلتان فقط حتى الآن، الأولى الخاصة بالنشء والثانية الخاصة بالفكر المسيحي.
وأضاف: «بعد ذلك تولى ميخائيل عياد مقاليد الأمور في بيت مدارس الأحد والمجلة الخاصة بها، ثم تولى بعده ويليام سليم انجلادة، وكان الأب متى المسكين يرعى البيت روحيًا، كما تبنى نظير جيد، وذكر البابا شنودة هذا في كتابه انطلاق الروح، كما كان الأنبا غريغوريوس أو وهيب عطا الله يرعى البيت فكريًا وعلميًا، حيث كان مُشرفًا على المجلة بصفته رئيس اللجنة العليا لمدارس الأحد لفترة، وكانت هناك مقالات تذهب للأنبا غريغوريوس لمراجعتها وإعطاء الموافقة بالنشر من عدمه، وهذا يدل على سعة إطلاع الأنبا غريغوريوس وإلمامه، فالأنبا غريغوريوس كان واحدًا من الذين ساندوا بيت مدارس الأحد في فترات عصيبة مرت على البيت».
المجدد
ثم انتقل «الباجوشي» بعد ذلك للحديث عن فترة مختار فايق بشاي أو كما كانوا يطلقون عليه «بابا مختار»، قائلًا: «هو المؤسس والشخصية الثانية المحورية في هذا البيت، لأن هو المُجدد، فقام بتطوير الفكرة عندما تولى مقاليد إدارة البيت في غضون الستينات، وكان يريد شراء مطبعة لتكون خاصة بالبيت، ولكن البيت لم يستطع شراء المطبعة، وفي ذلك الوقت كانت المجلة تطبع في الخارج، لدرجة أن كان هناك أعداد تتأخر في الطباعة والوصول إلى أماكن توزيعها، وكانوا لا يرون مشكلة في ذلك بسبب أن الخدام والكهنة يعذروننا في التأخير، إلى أن تم تأسيس مجلة النشء، والتي يتزامن مرور 50 عامًا على صدورها هذا العام، والتي كان تأخير صدورها وتوزيعها كارثة الكوارث، لأنها لازم توصل للأولاد في ميعادها يوم15 من كل شهر».
وتابع: «وفي عدد يونيو 1976، تأخر عدد مجلة النشء في المطبعة، وكان هذا عدد شهر مايو، واضطر بابا مختار أن يكتب على العدد أنه عدد يونيو، وهو ما سبب له كارثة داخلية، وصمم وقتها على إنشاء مطبعة خاصة بالمجلة، وبالفعل تبرع عدد من الأشخاص من أحباء المجلة واستقدموا المطبعة من ألمانيا في عام 1976، وجاء الأنبا غريغوريوس لتدشين المطبعة، والبابا شنودة قدم تهنئة للمطبعة في مجلة الكرازة».
وأضاف: «بابا مختار كان يقوم بتحرير ومراجعة المجلة مع الدكتور عادل شكري، والذي كان لا يزال شابًا في هذا الوقت، وأخبره بابا مختار بضرورة الانضمام إلى إدارة البيت، وكان تفكيره أن يكون هناك صف تاني وثالث لإدارة البيت، ولم يكن هناك أي مشكلة فينقل الرسالة من شخص لشخص، حيث كان الكبار أصحاب الرسالات كانوا يفعلون ذلك».
وأوضح: «بابا مختار كان لديه عادة في بيت مدارس الأحد، وهي أنه يجمع كل أولاد الناس اللي بيقعدوا في الشارع علشان ياكلوا مع الأولاد في البيت، ومكنش بيفرق ما بين مسلم ولا مسيحي، وكان فيه رجل مسلم بيحب بابا مختار أوي، وكان كل يوم بييجي البيت ويتغدى معاه، وفي يوم من الأيام وهو خارج لقى ناس بتقيس البيت من بره، واتضح بعد كده إنه أحد ورثة البيت جايب مشتري علشان يبيع له البيت، وراح الرجل وقالهم إن البيت ده بتاع بابا مختار، فالمشتري افتكر إن دي عملية نصب ومشي، ودخل ابن صاحب البيت واتكلم مع بابا مختار وحكى له اللي حصل، وبابا مختار قاله احنا مستأجرين البيت، ولكن ده هعتبره صوت من السماء وهنشتري البيت، وبالفعل تم تشكيل لجنة لجمع التبرعات، وتم شراء الأرض والمبنى باسم قداسة البابا شنودة الثالث، وتم الشراء من الورثة واحد واحد، فكان أول وتاني عقد من الورثة كان باسم قداسة البابا، والعقد الثالث فكان باسم الأنبا يؤانس، مطران الغربية، بصفته عضو اللجنة الخماسية، والعقد الرابع باسم البابا شنودة أيضًا، وأصبح البيت وقفًا للبطريركية، والتي أجرت المكان لنا، بحيث لم تم حل البيت في أي وقت، فيؤل إلى البطريركية كمان خدم يل خدمة روض الفرج».
وأكمل: «سنة 1947، حدثت مشكلة في كنيسة الملك طوسون، وهي أن الكهنة تشاجروا مع بعض، وكان هناك مشاجرة أخرى مع بعض أعضاء اللجنة، والكهنة سحبوا السلاح على بعض، فأغلقت الحكومة كنيسة الملاك طوسون، ونُقلت مدارس الأحد بنين وبنات إلى هنا في روض الفرج، فأصبح عندنا مدارس أحد بنين وبنات في شبرا، منذ عام 1947 إلى اليوم، وأولاد المدرسة موجودين مع قداسة البابا شنودة، ومع قداسة البابا تواضروس.
وأردف: «أما النشاط الخامس وهو نشاط مهم، وهو المطبعة، مش عشان الطباعة والفلوس لا، ده عشان الرسالة، لأن مطبعة بيت مدارس الأحد طبعت كتير من الموسوعات، أولها موسوعات التفسير، يعني طبعت لنجيب جرجس حوالي 17 كتابا، وموسوعة نور الحياة بتصدر من هنا، حيث صدر 18 جزءًا، ومجلة معهد الدراسات طُبعت هنا أكتر من مرة، وكتاب أسبوع القبطيات طُبع هنا أكتر من مرة أيضًا، مجلة راكوتي كان يتم تنسيقها هنا، ومجلة رسالة ماري مينا كانت بتطبع هنا أيضًا، والجزء الأول من كتاب 100 شخصية قبطية على أرض مصر تم طباعته هنا أيضًا، وأعتبره من الدرر التي خرجت من مطبعة بيت مدرسة الأحد، بالإضافة إلى أن البيت طبع كتاب الوسائل العملية لحبيب جرجس، وترجمة مجموعة من كتب الأب أنتوني كونيارس، حيث وصلنا لحوالي 70 أو 80 كتابا، ما عدا النبذات التي تعدت 300 نبذة، وهي التي أنعشت الروح المسيحية بمصر في الفترة الأخيرة».
واستطرد: قام الدكتور عادل شكري بتشجيع حلمي القمص يعقوب، لإصدار موسوعة مدارس النقد والتشكيك والرد على الشبهات في الكتاب المقدس، والموسوعة وصلت لأكثر من 27 جزءًا، وطُبعت في مطبعة بيت مدارس الأحد، واتباعت بسعر زهيد جدًا، والموسوعة الثانية هي كتب الأب عبدالمسيح بسيط أبو الخير، والتي شهدت رواجًا كبيرًا في النطاق الكنسي، وخاصةً في التدريس بالكليات الإكليريكية والمعاهد الدينية، حيث كانت الكتب ترد على بعض الشبهات».
ولفت: «البيت حاول عمل الموسوعة القبطية، وعندنا خطابات من عزيز سوريال عطية، وإن شاء الله ننشر هذه الخطابات قريبًا، وهي خطابات تبادلها عزيز سوريال عطية مع كلًا من سليمان نسيم وإدوارد بنيامين ونظير جيد، وهي بدأت عام 1940 وصدر منها جزء واحد بعنوان دائرة المعارف القبطية، وتم طباعته في المنيا، ولكن لم تُستكمل، ثم بدأ التفكير في كيفية عمل موسوعة تُعرف العالم عن تاريخ الأقباط، وتكون باللغتين العربية والإنجليزية ولكن لم تُستكمل أيضًا، وفكروا يعملوا هذه الموسوعة في الفترة من عام 1951 إلى عام 1953، ودي اللي كانت فيها الخطابات، ولكن الموضوع لم يُستكمل أيضًا، إلى أن جاء البابا شنودة بين 1982 و1983، وبدأ إطلاق موضوع ما يُعرف بإنشاء الموسوعة القبطية، أو عام إعادة التفكير في الموسوعة القبطية، التي صدرت بعد ذلك عام 1992 في الولايات المتحدة الأمريكية، وصدر منها 8 أجزاء، حيث كانت بذرتها الأولى داخل بيت مدارس الأحد».
ونوه الباجوشي إلى أن البابا تواضروس يدعم مجلة بيت مدارس الأحد روحيًا، حيث وافق على إجراء حوار معها، في عام 2020، وكان حوارًا لمدة 3 ساعات ونُشر على صفحات المجلة، وتحدث البابا تواضروس مع الدكتور عادل شكري، وقال له: «أنا كنت بقرأ اسمك كتير على المجلات، أخيرًا قدرت أشوف دكتور عادل»، ثم بعد ذلك في حفل الصحافة، كرم الدكتور عادل، ونزل البابا تواضروس من على المنصة ليطمئن عليه.
أما عن الدعم المادي لبيت مدارس الأحد، فقال «الباجوشي»: «لايوجد لدينا دعم مادي، البيت تابع للبابا، لكن لا ندفع إيجار لأن البيت ملكنا، ولا نأخذ أي دعم مادي من البطريركية، فالبيت قائم على التبرعات فقط، كما أن المجلة ليس لها أي عائد مادي أيضًا، ولكن بتدعم من بعض أحباء المجلة ورسالتها»، وعن كيفية الإنفاق على دار الإيواء، قال: «الإنفاق على دار الإيواء يكون أيضًا من خلال التبرعات، وهناك بعض العوائد المادية البسيطة للمطبعة، التي تأتي عند طباعة مواد تجارية أخرى».
دار الإيواء
وتابع: دار الإيواء بها الآن حوالي 17 طفلًا، يدرسون في مراحل تعليمية مختلفة ما بين الإبتدائي حتى الجامعة، فالأولاد يخرجون من الدار بعد الزواج»، موضحًا: «المنزل في عام 1955 كان به 85 طفلًا، ولم يكن المكان يستوعب كل هذا العدد، فتم تقسيم دار الإيواء إلى منزلين، بيت مدارس الأحد (أ) وهو هذا المنزل، والثاني بيت مدارس الأحد (ب) وكان عبارة عن شقتين في شارع خورشيد، وكان يسكن بها الأولاد البالغون الذين يستطيعون العمل والصرف على أنفسهم».
وأشار خادم بيت مدارس الأحد، إلى أن نظير جيد «البابا شنودة» هو من قام بتقسيم بيت مدارس الأحد إلى قسمين «أ، ب»، وقام بعمل لائحة داخلية، وكانت عبارة عن طفرة في علم الاجتماع، كذلك أن الطفل الذي يسكن في بيت مدارس الأحد «ب» ويأتي له زيارة، تكون الزيارة في بيت مدارس الأحد «أ»، والذي يُعد بيته الأصلي، مُردفًا: «نظير جيد كان له رؤية أثناء وجوده في بيت مدارس الأحد في قصة التعامل مع الفقراء، يعني لو أنا كموظف طردت طفل من المنزل، أنا اللي اتطرد مش هو، حتى استقالة نظير جيد من بيت مدارس الأحد كان سببها طرد أحد الأطفال من البيت».
واختتم خادم بيت مدارس الأحد، والباحث في التاريخ القبطي، وعضو لجنة التاريخ القبطي، أن كل كتابات نظير جيد القوية جدًا، تمت في بيت مدارس الأحد، ولم يُنشر بعضها أيضًا، فعلى سبيل المثال كتاب قوانين الرُهبان، لم ينشر بعد أن قمنا بإعداده في بيت مدارس الأحد منذ حوالي 3 سنوات، ولكن لم يُنشر بسبب مقتل الأنبا أبيفانيوس، خوفًا من حدوث مشكلة في هذا الوقت.
نموذج يحتذي
وتظل جمعية ومجلة مدارس الأحد، نموذجًا يُحتذى به في مجال العمل الديني والاجتماعي، فمن خلال جهودها المتواصلة، تمكنت من صقل أجيال من الشباب، وغرس في نفوسهم القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة، فنحن مدينون لهذه المؤسسة العريقة بما قدمته لنا، وعلينا جميعًا أن نُساهم في دعمها واستمراريتها، حتى تبقى منارة تضيء درب الأجيال المقبلة.
من داخل بيت مدارس الاحد