نتابع لكم عبرموقعنا خليج نيوز….«هذه أرضنا ودارنا مش راح تخذها».. أرواح شهداء غزة تذكركم بعام الصمود والمقاومة
عام على مجزرة غزة.. عام على الصمود والمقاومة.. هل حقا عام فقط؟ لا بكل تأكيد فـغزة مثال واحد للصمود والاستشهاد في سبيل القضية الفلسطينية.. لكن فلسطين كلها واحة للصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي.. الصغير قبل الكبير، وهذا ما جاء في رسالة الطفل الفلسطيني أحمد، التي هزت مشاعر العالم كله، عندما قال بالعامية الفلسطينية: «أنت بدك تطلعنا من أرضنا هذه أرضنا، وعرضنا، دارنا مش راح تخذها مهما عملت، ورغم استشهاد الأطفال الصغار والشباب سنظل نقاوم وسنكسر خشمكم، الشهداء فداء أرضنا، فداء فلسطين».
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حصد أرواح أطفال غزة الأبرياء بشكل يومي، حيث تستقبل المستشفيات الشهداء والجرحى أغلبيتهم من الأطفال دون سن العاشرة.
وأبرزت الحرب أبشع صورة للكيان الغاشم الذي لا يفرق في حربه بين مقاتل وطفل، ورضيع لم يبلغ أيام، حيث ينشر الجنود الإسرائيليون مقاطع فيديوهات توثق قتل الأطفال ويتفاخرون بذلك.
أرقام مخيفة
وفقًا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فوصل عدد الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، إلى 42792 شهيد من بينهم 17029 طفل أي ما يقرب من 40% من عدد الشهداء الكلي، بينهم 2100 طفل رضيع، كما يوجد 26 ألف طفل بدون ذويهم إثر استهدافهم في الحرب جراء القصف المتعمد والمتواصل للقضاء على كل ما هو حي داخل القطاع.
المجازر الإسرائيلية ضد أبناء غزة
وارتكبت قوات الاحتلال العديد من المجازر المروعة ضد الشعب الفلسطيني الذي راح على إثرها عدد كبير من الأطفال والنساء.
مجزرة المعمداني
ومن ضمن المجازر مجزرة مستشفى المعمداني، التي جرت وقائعها في 17 أكتوبر 2023، عندما شنت الطائرات الإسرائيلية غارات جوية مكثفة على ساحة المستشفى المكتظ بالنازحين والمرضى والجرحى، وهو ما أدى الى استشهاد نحو 500 فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء، حيث تحولت ساحته إلى بركة من الدماء، وظهرت جثث الشهداء وهم ممزقين إلى أشلاء متفرقة ومحترقة، وتُعد تلك المجزرة من أبشع المجازر الإسرائيلية وكارثة حقيقية ضد الأبرياء في غزة.
مجزرة جباليا
ومن ضمن المجازر التي ارتكبتها إسرائيل ضد أبناء غزة، مجزرة مخيم جباليا، التي وقعت في 31 أكتوبر 2023، عندما قرر الاحتلال نسف مربع سكني بالكامل، من خلال قصفه بـ 6 قنابل تزن الواحدة طنًا من المتفجرات، مما أدى إلى ارتقاء 400 شهيدًا فلسطينيًا معظمهم من النساء والأطفال والرضع.
مجزرة المغازي
واقترفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة أخرى تُسجل ضمن المجازر الدامية في سجلها الإجرامي، وهي مجزرة المغازي، عندما دمر سلاح الجو الإسرائيلي مجموعة من المنازل في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، في 24 ديسمبر الماضي، حيث استهدف النازحين والمهاجرين أثناء الليل الكاحل، وهو ما أسفر عن استشهاد 70 فلسطينيًا، من بينهم عددًا كبيرًا من الأطفال.
الأسلحة المستخدمة لقتل أطفال غزة
وتمتلك إسرائيل أحدث الأسلحة تطورًا في العالم التي تستخدمها لإبادة أبناء غزة وخاصة الأطفال منها، مثل قنابل MK 84، أمريكية الصنع، التي تسمى بالمطرقة، بسبب قدرتها الهائلة على إلحاق الضرر الشديد إثر انفجارها ووصولها إلى عمق تحت الأرض يقدر بـ 11 مترًا، وقادرة على قتل الكائنات الحية في نطاق يزيد عن 300 متر، حيث تزن 2000 رطل، إضافة إلى استحواذ قوات الاحتلال على قنابل من نوع GBU 39 جو أرض، وهي قنبلة صغيرة الحجم تتيح للطائرات الحربية حمل أكبر عدد منها لشن أكثر من غارة جوية في مناطق متفرقة بالقطاع.
ومن ضمن الأسلحة التي استخدمتها قوات الاحتلال لقتل أطفال غزة رشاشات النقب 7، وهي رشاشات من عيار 7.62 ميلمترات قادرة على اختراق الجدران السميكة، وإصابة أي هدف داخل المباني المحصنة، مع استخدامها أحدث الطائرات المقاتلة وهي طائرة F35 الشبح حيث تتميز بتقنية التخفي وقوة النيران الكبيرة ونطاق العمليات الواسع والمدى الطويل.
واستخدمت إسرائيل في الحرب أحدث الأسلحة المدمرة مثل القنابل الفوسفورية المحرمة دوليًا والتي تشبه أسلحة الدمار الشامل، مع التوسع في استخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تقوم بقتل كل شيء متحرك دون تفرقة بين رجل وطفل أو إنسان أو حيوان، لأنها مبرمجة على قتل الأشياء المتحركة.
حرب التجويع
ولم يشبع الإجرام الإسرائيلي في استخدام الأسلحة المدمرة والمحرمة دوليًا في حصد أرواح المدنيين والأطفال وأبناء غزة، ولكنها لجأت إلى سلاح جديد وهو سلاح التجويع لقتل كل الأطفال والنساء والشيوخ والرجال والشباب وهو سلاح إبادة جماعية لجأت إليه لأن المجتمع الدولي والمنظمات الدولية وقفت عاجزة أمام هذا الإجرام ولا تستطيع عقاب إسرائيل على استخدامه أو التوقف عنه.
ويطبق الاحتلال حرب التجويع ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل من خلال تدمير كافة مصادر إنتاج الغذاء في القطاع مع فرض حصار خانق يمنع ويعرقل دخول أي مساعدات غذائية لأبناء غزة، وتدمير مصادر مياه الشرب من محطات مياه وآبار، كما منعت دخول هذه المياه إلى داخل القطاع في حصار هو الأبشع من نوعه في التاريخ.
وهو ما جعل الجوع سلاحًا للإبادة الجماعية لجميع أبناء غزة وعلى رأسهم أطفالها الذي يصل عددهم وفقًا لإحصائية الأمم المتحدة إلى 600 ألف طفل معرضين بالقتل بالقنابل أو الجوع أو المرض أو سوء التغذية وهو ما عرض أطفال غزة إلى مجاعة حقيقية تفتك بالعشرات منهم يوميًا تحت وطأة الجوع.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن كل 4 من أصل 5 أطفال في غزة يمضون يومًا كاملًا دون طعام ولا يتناولون وجبة غذائية إلا كل 3 أيام، وأن 90% من الأطفال يعانون من سوء التغذية، حيث يوجد نحو 3500 طفل معرضون للموت بسبب ندرة الطعام والشراب.
وقال المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان، إن الاحتلال يمنع وصول أي مساعدات غذائية أو بضائع منذ أسابيع لأكثر من 400 ألف فلسطيني في غزة، وهو ما يهدد بموتهم جوعًا أو عطشًا، مضيفًا أن نحو 200 ألف فلسطيني في شمال غزة وتحديدًا في «بيت حانون – جباليا – بيت لاهيا» لم يصلهم أي مواد غذائية أو ماء شراب، نتيجة الحصار الخانق والعمليات العسكرية داخل القطاع.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق التزاحم الشديد من أبناء القطاع على أحد موزعي الغذاء للحصول على أقل القليل من الطعام حتى يبقوا على قيد الحياة.
لماذا تستهدف إسرائيل أطفال غزة؟
ويستمر جيش الاحتلال في استهداف أطفال غزة على مدار الساعة وكأنه يسابق الزمن في حصد رؤوس أكبر عددًا منهم، حيث يرتكب الجنود جرائم إبادة جماعية ضد الإنسانية لم يشهد لها مثيل، مع عدم الالتفات إلى أي من الأعراف والقوانين الدولية التي تمنع استهداف الأطفال في الحروب.
وينظر الاحتلال إلى أطفال غزة على أنهم رجال المقاومة الفلسطينية في المستقبل، وسيسيرون على نهج آبائهم للدفاع عن الأرض والحق الفلسطيني، لذلك يواصلون سفك دماء الأطفال والنساء خوفًا من الجيل القادم، وذلك من خلال استهداف المنازل وخيام النازحين المكتظة بالسكان دون أي قواعد أخلاقية أو قيم إنسانية، حيث يمتلك جنوده أحدث الأسلحة المتطورة التي يستخدمها للإبادة والتطهير العرقي.
ويريد الاحتلال الإسرائيلي أن يكون تعداده السكاني أكثر من الفلسطينيين، لأن العامل الديمغرافي مؤثر في الوجود على الأراضي الفلسطينية، حيث يعتقد صناع القرار في الدولة اليهودية أن أكبر الأخطار التي تهدد دولتهم هو تزايد عدد الفلسطينيين في فلسطين المحتلة وهو ما يطلقون عليه خطر القنبلة البشرية الفلسطينية.
ووضعت دولة الاحتلال خططا متعددة لإيقاف تزايد أعداد الفلسطينيين ولكن خطة الإبادة الجماعية في غزة هي ذروة الإجرام الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، وهو ما يفسر تلك المعلومات التي تقول إن إسرائيل تتعمد تدمير البنيات التي تكتشف أنها مكتظة بالسكان للقضاء على أكبر عدد من الفلسطينيين ولا تلجأ لمواجهة قوات المقاومة الفلسطينية بشكل مباشر لأن الجندي الإسرائيلي يخاف من المواجهة والموت.
موقف المنظمات الدولية من استهداف الأطفال في غزة
وقال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة، «اليونيسيف»، جيمس إلدر، إن الدمار الذي يلحق بالمباني السكنية وقتل الأطفال وذويهم لن يجلبا السلام إلى المنطقة والأطفال، مشيرًا إلى أن الحرب على الفتيات والصبيان في غزة تؤكد أن الحرب في غزة هي حرب على الأطفال.
وحث جيمس إلدر العالم على التحرك لإنهاء تلك المأساة الإنسانية التي يتعرض لها أطفال غزة الأبرياء، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار هو الحل الوحيد لإنقاذ حياتهم وتوفير الرعاية الصحية لهم.
ودعا الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر إلى وقف فوري لإطلاق النار لمنع تفاقم استهداف الأطفال والرضع الخدج في قطاع غزة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية دون اعتراض إسرائيل لوصولها لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يواجهون أزمة جوع حقيقية.
صمود أطفال غزة
وفي رسالة صمود لقيت الكثير من التفاعل بين أبناء الشعب العربي أطفالًا وكبارًا هزت كلمات الطفل الفلسطيني أحمد مشاعرهم عندما قال بالعامية الفلسطينية: «أنت بدك تطلعنا من أرضنا هذه أرضنا، وعرضنا، دارنا مش راح تخذها مهما عملت، ورغم استشهاد الأطفال الصغار والشباب سنظل نقاوم وسنكسر خشمكم، الشهداء فداء أرضنا، فداء فلسطين».
وكانت كلمات أحمد كالمطر الذي يسقط قنابل في وجه الاحتلال، إنهم أطفال فلسطين الذي يخافهم نتنياهو وأتباعه ويقصفهم بأحدث الطائرات الأمريكية الأكثر فتكًا ودمارًا، ولكنه حتما سيخرج لهم من تحت الأنقاض في كل وقت 100 ألف أحمد يصرخون في وجههم، لن نترك أرضنًا وسنبقى صامدون.
اقرأ أيضاًالصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة لـ 42718 شهيدا و100282 مصابا
استشهاد 15 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء في بيت لاهيا شمال غزة
قوات الاحتلال الإسرائيلي تحرق مدرسة جديدة في جباليا شمال قطاع غزة