«التعليم العالي» نظمت 64 قافلة تنموية شاملة لـ86.141 مواطنًا من مختلف الفئات العمرية والشرائح المجتمعية
خبراء إدارة: علينا تغيير عقلية الموظف والاهتمام بريادة الأعمال والوظائف المعتمدة على تكنولوجيا المعلومات
في 17 سبتمبر الماضي، أطلق مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية “بداية جديدة لبناء الإنسان”. وتستهدف المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية “بداية جديدة لبناء الإنسان” إتاحة طريق للمواطن المصري نحو التنمية الذاتية، والصحية، والتعليمية، والرياضية، والثقافية، والسلوكية؛ من أجل تقديم مواطن صحيح متعلم، متمكن، قادر، واع، ومثقف للمجتمع.
وتشارك مختلف الوزارات المعنية بتقديم الخدمات لتنفيذ المبادرة على أكمل وجه، إلى جانب الأزهر الشريف، والكنيسة المصرية، والبنك المركزي المصري، وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وصندوق “تحيا مصر”، والمجلس القومي للمرأة، والمجلس القومي للطفولة والأمومة.
وأكد تقرير التنمية البشرية لمجلس الوزراء الذي نشر في ٢٠٢٠ ووفقا للبيانات الواردة في تقرير التنمية البشرية لعام ٢٠٢٠ الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، جاء ترتيب مصر في مؤشر التنمية البشرية في المركز ١١٦ من بين ١٨٩ دولة، ولا تزال مصر في فئة الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة.
ونوه التقرير أنه لأول مرة، يعد مؤشر التنمية البشرية في مصر أعلى من المتوسط للدول العربية. وتأتي مصر في المرتبة ١٠٢ وفقا لنصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي من أصل ١٨٩ دولة.
وتابع: على الرغم من أن مصر قد حافظت على نفس ترتيبها بين الدول وفقا لمؤشر التنمية البشرية بين العامين ٢٠١٩ و،٢٠٢٠ فإن قيمة المؤشر قد شهدت تحسنا بين العامين إذ ارتفعت إلى ٠.٧٠٧ في تقرير العام ٢٠٢٠ مقارنة بقيمة بلغت ٠.٧٠١ في تقرير العام ٢٠١٩ كما أن قيم المؤشرات الفرعية لذلك المؤشر قد شهدت تحسنا أيضا بين نفس العامين.
محاور المبادرة.. “صحة وتعليم”
وعن محاور التنمية في إطار المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية “بداية جديدة لبناء الإنسان”، تمت الإشارة إلى أنها تتضمن محور التعليم وما يشمله من تطوير للمناهج التعليمية، وتوفير برامج تدريبية متقدمة للمعلمين، إلى جانب تعزيز استخدام التكنولوجيا في التعليم، وإقامة المزيد من الأنشطة الطلابية ودوري المدارس.
ويشمل محور الصحة، العمل على تحسين الخدمات الصحية من خلال إطلاق حملات توعية وبرامج صحية وقوافل علاجية تغطي جميع محافظات الجمهورية، إلى جانب محور التوظيف الذي يستهدف خلق فرص عمل جديدة، وتقديم المزيد من البرامج التدريبية لتطوير المهارات بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل.
لماذا الصحة والتعليم؟
مجموعة من المكاسب والعوائد الشخصية والاجتماعية المباشرة وغير المباشرة والتي تجعل الاهتمام بالصحة والتعليم أساسيا في تحقيق الأهداف المختلفة للتنمية بجميع أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، بحسب تقرير لمجلس الوزراء عن التنمية البشرية نشر في ٢٠٢٠.
فالأفراد المتمتعون بصحة أفضل، ومستوى أعلى من التعليم، هم الأكثر مساهمة في خدمة المجتمعات التي ينتمون إليها، إذ إنهم أكثر قدرة على العمل والإنتاج والابتكار ومواجهة الأزمات وحل المشكلات أو التكيف معها، مقارنة بالأفراد الأقل منهم صحة وتعليما.
كما أنهم أكثر وعيا وميلا إلى اتباع أنماط إنتاج واستهلاك مستدامة تتصدى للتحديات البيئية والمناخية، وهم أيضا أكثر قدرة على تحقيق مستويات أعلى من الدخل الشخصي تمكنهم من الخروج من دائرة الفقر وتضمن لهم المستوى المقبول من المعيشة.
وبحسب “التقرير” أيضا وقد شهدت الأعوام الماضية التزاما من جانب مصر بإدخال إصلاحات في مجالات الصحة والتعليم والبحث العلمي والسكن اللائق، مع التركيز على الأبعاد المتعلقة بالجودة والتنافسية بشكل خاص، سواء من خلال الالتزامات الواردة بدستور عام ٢٠١٤ ّ بشأن هذه القطاعات، أو من خلال تبني
ثلاثة محاور كاملة في استراتيجية التنمية المستدامة: رؤية مصر ٢٠٣٠ لقضايا الاستثمار في البشر؛ منهما محوران ضمن البعد الاجتماعي؛ ”الصحة“ و“التعليم والتدريب“ ومحور ضمن البعد الاقتصادي وهو ”المعرفة والابتكار والبحث العلمي”.
مرحلتان للمبادرة
ويتم تنفيذ مبادرة “بداية جديدة لبناء الانسان” على مرحلتين على التوالي، حيث تستهدف المرحلة الأولي إلقاء الضوء على الخدمات التي تقدمها الحكومة بشكل تحفيزي في مجالات التنمية البشرية المختلفة من تعليم بمراحله والصحة والعمل والثقافة والرياضة والحماية الاجتماعية.
بينما تأتي المرحلة الثانية “المشروع القومي للتنمية البشرية” الذي يخاطب المواطن المصري في جميع المراحل العمرية بكافة ربوع الجمهورية عن طريق التكامل بين مكونات وإمكانيات الدولة المصرية لتحقيق محاور التنمية البشرية الرئيسية من خلال برامج موجهة لكل فئة عمرية طبقًا لاحتياجاتها.
وتتضمن برامج الأطفال من سن صفر إلى ٦ سنوات الاهتمام بالطفولة المبكرة من حيث التنشئة البدنية والعقلية والنفسية والصحية بالإضافة إلى إنشاء الحضانات ورياض الأطفال وبناء كوادر العاملين بها.
فيما تتضمن برامج الشباب من سن ٦ إلى ١٨ سنة برامج رياضية وصحية وتعليمية وتدريبية لتحسين مهارات الشباب وضمان تجهيزهم لسوق العمل، وكذا البرامج المخصصة للكبار من سن ١٨ إلى ٦٥ سنة وما فوق لتشمل برامج تدريبية ورفع القدرات لتأهيل الأفراد لسوق العمل، بالإضافة إلى برامج لدعم كبار السن والمشاركة في المجتمع.
الاهتمام بالنشء
وأشار الدكتور أسامة عشم، أستاذ الموارد البشرية والخبير العالمي للتدريب، إلى أنه يمكن تحقيق تلك المبادرة عن طريق الاهتمام بالنشء، فالطفل على المدى الطويل يلبى كل احتياجاتك، ففي بعض الدول أساتذة الجامعة يقومون بالتدريس للأطفال، لأن الطفل أهم شخص في أي بلد، ويتم بناء المعتقدات والانتماء في مرحلة التعليم الأساسي، لأن عقله كأنه أنبوب مفتوح يستقبل المعلومة كما هي.
وتابع أنه لا بد أن يتم تغيير ثقافة ومعتقدات أن كل الأهالي يريدون أطفالهم أطباء ومهندسين وصحفيين، متسائلا: “أين العمالة اليوم، لدينا الشهادات وليس المؤهلات التى تبنى”؛ ومؤكدا أنه يجب أن يتم الاهتمام بالتعليم الفنى وجعله على نفس نسق التعليم الثانوي.
وأكد “عشم” أن الرئيس السيسي كان يريد بالعاصمة الإدارية ليس فقط الخروج من نفق القاهرة ولكن لكى تكون هناك فرص للإمكانيات البشرية، وأن يكون الاستثمارات هناك استثمار أيضا في البشر من خلال التكنولوجيا والحوكمة الجديدة فتدريب الجزء العقلى مهم للتعامل مع كل مستجدات السوق والمنافسة.
دورات تدريبية من الوزارات
تحت شعار “بداية جديدة لبناء الإنسان”، شاركت وزارة الطيران المدني ممثلة في أكاديمية مصر للطيران للتدريب للمرة الثانية على التوالي من خلال تقديم دورات تدريبية متعددة في كافة المجالات حيث نظمت الأكاديمية برنامجا تدريبيا في مجال تحليل البيانات بعنوان “Data Analysis Using Excel & Email Etiquette”، والتى استمرت فعالياتها على مدار ثلاثة أيام.
ومن المقرر أن يتم تكرار الدورة التدريبية مرة اخرى خلال شهري نوفمبر وديسمبر ٢٠٢٤، بهدف تنمية المهارات البشرية ورفع كفاءة الشباب في مجالات استخدام التكنولوجيا الحديثة.
حيث شملت الدورة التعريف بأهم الأدوات المستخدمة في مجال تحليل البيانات باستخدام برنامج Excel، كما تم استعراض أحدث الأساليب المستخدمة في مجالات الحاسب الآلي، وتم تدريب المشاركين على كيفية الاستفادة من تلك الأدوات لدخول سوق العمل؛ ومن بين الموضوعات التي تم التدريب عليها خلال فعاليات البرنامج التدريبي(Excel Beginner _ Pivot Table_ Pivot Charts_ Interactive Dashboard_ Email Etiquette ).
قوافل طبية
وجاءت أبرز أنشطة الجامعات في إطار تنفيذ المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية “بداية جديدة لبناء الانسان” في تقديم الخدمات الطبية من خلال العيادات الثابتة والمتنقلة للكشف المجاني على المواطنين في مختلف التخصصات الطبية منها: (جراحة المخ والأعصاب، طب الأطفال، جراحة العظام، الأمراض الجلدية، أمراض الباطنة، جراحة المسالك البولية، الأنف والأذن والحنجرة، الجراحة العامة، الأمراض الصدرية، النفسية والعصبية، طب وجراحة العيون، عيادة القلب والأوعية، الصحة الإنجابية، والأسنان).
كما تم صرف العلاج مجانًا لجميع المستفيدين من الخدمات الطبية، بالإضافة إلى الخدمات التمريضية من قياس الضغط والسكر، وإجراء التحاليل الطبية بالمجان، فضلًا عن تحويل الحالات الحرجة لتلقي واستكمال العلاج والفحص بالمستشفيات الجامعية دون تحمل أية أعباء مالية.
وأوضح الدكتور عادل عبد الغفّار المتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن الجامعات الحكومية نجحت في إطلاق ٦٤ قافلة تنموية شاملة، قدمت خدماتها لـ ٨٦.١٤١ مواطنًا من مختلف الفئات العمرية والشرائح المجتمعية.
حيث نظمت جامعات إقليم الدلتا، والتي تشمل (جامعة طنطا، المنصورة، المنوفية، دمياط، كفر الشيخ، جامعة مدينة السادات) ١٥ قافلة تنموية قدمت خدماتها لـ ( ٣٠.٢٩٧) مواطن.
كما أطلقت جامعات إقليم القاهرة الكبرى وتشمل ( القاهرة، عين شمس، حلوان، بنها)، ١١ قافلة تنموية شاملة قدمت خدماتها لـ(١٨.٢٤٢) مواطنًا.
وأطلقت جامعات إقليم قناة السويس وتشمل (جامعة قناة السويس، جامعة بورسعيد، جامعة الزقازيق، جامعة السويس)، ٦ قوافل استفاد من خدماتها (٩٩٦٨) مواطنًا.
ونجحت جامعات إقليم وسط الصعيد وتشمل (أسيوط، الوادي الجديد) في خدمة ( ٩٣٤٨) مواطنا من خلال إطلاق ٥ قوافل تنموية شاملة.
أما عن جامعات إقليم جنوب الصعيد والتي تضم جامعات (جنوب الوادي، سوهاج، الأقصر، أسوان) فقد أطلقت ١٨ قافلة تنموية شاملة قدمت خدماتها المتنوعة لـ( ٧٩٧٥) مواطنًا.
ونفذت جامعات إقليم الإسكندرية، وتشمل: (جامعة الإسكندرية، مطروح، دمنهور) ٦ قوافل تنموية شاملة، استفاد من خدماتها ( ٣٧٧٣) مواطنًا.
وأطلقت جامعات إقليم جنوب الصعيد وتشمل (جامعة جنوب الوادي، سوهاج، الأقصر، أسوان)، ١٨ قافلة تنموية شاملة استفاد من خدماتها (٧٩٧٥) مواطنًا.
رأس المال البشري
يمثل الاستثمار في رأس المال البشري أحد المقومات الأساسية في بناء المجتمع وهو من الحقوق الأصيلة للإنسان، كما يعتبر جوهر عملية التنمية المستدامة، إذ لابد من وجود المهارات التقنية.
نبتعد هنا عن النصائح التقليدية لخبراء التعليم لنصبح أكثر عملية وفاعلية، ويعطينا أحمد حسن، مهندس بيانات لدى منظمة الفاو التابعة للأمم المتحدة ومحاضر فى دورات ومنح وزارة الاتصالات، أن الوظائف والمهارات التقنية أصبحت لا بد منها فى أى مجال، ومن المستحب أن يتم تعليم الطلبة فى المدارس مهارات العرض والتواصل فكلها مهارات أصبحت مطلوبة مع مهارة تعلم لغة ثانية.
وأضاف “حسن”، فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»، أن هناك عددا من الوظائف مطلوبة بقوة مثل هندسة وعلوم البيانات وجمعها بوسائل تكنولوجية بشكل منظم وتندرج تحت عدد من المسميات الوظيفية مثل وظيفة تحليل البيانات ووظيفة مهندس الروبوتات ومبرمج التطبيقات وكتابة محتوى الويب والذكاء الاصطناعي، وكلها مهارات تقلل من مشاكل الشركات والمؤسسات وتحق لها النمو والانتشار والمكاسب المادية.
كيف أبدأ؟
يشرح “حسن” أنه يجب على الشاب أن يركز فى مهنة يريد أن يبدأ بها أو يتحول لها ولكن تلك المرة يبدأ من الخطوة الأخيرة وهي أن يقرأ جيدا ما هى الوظائف المطلوبة على شبكة الوظائف لينكد إن وما هى المهارات التى يجب اكتسابها، ثم يحدد أى مجال يريد أن يعمل به ويبدأ أخذ الدورات المناسبة لها.
ويعطى مثالا قائلا “إذا كان المطلوب مثلا مهندس بيانات فالمهارات المطلوبة اللغة ومهارات العرض، ومن ثم البدء فى اكتساب المهارات تلك من خلال منصات التعليم الأونلاين، إذا لم تتوفر الماديات لأخذها”.
وتابع أن المهارات الشخصية مثل مهارات التواصل واللغة أصبحت من سمات الشركات الحديثة، قائلا “صاحب العمل بيحب ناس متحدثة ولديها قبول للحديث عن الشركة ويقنع العملاء بدفع أموال للشركة، بجانب الأمور الأكاديمية التقنية، يفتقد الطالب المصرى مهارات عرض عمله وعمل شركته والتواصل مع العملاء”.
التعليم التقليدي غير مرحب به
يعارض الباحث التقني للفاو، فكرتين فى النظام التعليمي المصري وهم “فكرة أن الجميع يريد دخول كليات القمة، وأن الجميع يريد أن يكون تحصيله فوق التسعين درجة مئويا، قائلا “بأى حال من الأحوال التعليم التقليدي لن يحتل المستقبل، ويعتمد أكثر على المنصات المفتوحة واللغة التقنية”.
وتابع أنه أيضا هناك مهن كثيرة غير الطب والهندسة والبرمجة مثل المحاسبة والمحاماة وهما مهنتان أيضا سيكونا ضمن نطاق سوق العمل الجديد والشركات الناشئة ستحتاج لهما.
العمل الحر “الفريلانسر”
بدأت يوداسيتي كتجربة فى التعلم عبر الإنترنت، عندما اختار مدربا جامعة ستانفورد سيباستيان ثرون وبيتر نورفيج تقديم دورة “مقدمة فى الذكاء الاصطناعي” عبر الإنترنت لأى شخص مجانًا.
التحق أكثر من ١٦٠.٠٠٠ طالب فى أكثر من ١٩٠ دولة، كانت إمكانية التعليم على نطاق عالمى مذهلة، ومن هنا بدأ الإيمان بفكرة التعليم الأونلاين بمناهج مجانية كما يقول “حسن”.
ويطرح حسن لنا فكرة العمل الحر “الفريلانسر” وهى ما تسعى له منح وزارة الاتصالات بالتعاون مع يوداسيتى أكبر منصة التعليم أونلاين، فى مجالات التقنية والبرمجة، موضحا أنها توفر الكثير من المصادر والأموال أيضا، وتقوم بتخريج دفعات أقوياء فى مجال التقنية.
ويشير إلى أنه قام بتدريب عدد من طلبة كليات الطب والصيدلة وهما كليتان عمليتان فى مجالات تقنية كالبرمجة وفى وقت قصير استطاعت خريجة لإحدى كليات الطب البشرى أن تحقق دخلا كبير من العمل الحر “الفريلانسر”.
كيف نعظم الاستفادة من الزيادة السكانية؟
يُحمل البعض الزيادة السكانية الكثير، ويعتبرونها المشكلة الأولى التى تواجه جهود التنمية في مصر، حيث تؤثر تلك الزيادة سلبًا على الفرد والمجتمع، في حين أن خبراء التنمية كان لهم رأى آخر باعتبارها ثروة قومية بشرية مهدرة تحتاج فقط إلى من يوجهها لتؤتي بثمارها، كما يحدث في الصين والهند واليابان وغيرها مما يفوقنا في التعداد السكاني.
تفتح ظاهرة «الهبة الديموجرافية» نافذة الأمل، حيث تعمل مصر حاليًا على تعظيم الاستفادة من تلك الظاهرة، من خلال التوظيف الجيد لطاقات الشباب، وتحويلها إلى سواعد تعمل وعقول تفكر.
ويعد المجتمع المصري مجتمعًا فتيًا وشابًا، حيث تمثل الفئة العمرية الأقل من ٣٠ سنة ما يقرب من ٦١٪ من إجمالى السكان، كما يقع نحو ٢٧٪ من السكان ضمن الفئة العمرية بين ١٥ إلى ٢٩ سنة.
وتبلغ نسبة السكان في قوة العمل «سن ١٥ – ٦٤» نحو ٦٢٪ وتبلغ فئة السكان من سن «٠ – ١٤» نحو ٣٤٪ من إجمالي السكان، والفئة العمرية من ١٥ – ٣٥ نحو ٣٥٪، وهذا يعنى ضرورة تكثيف الجهود والاستعداد للنافذة الديموجرافية والتي تتطلب توفير عدد أكبر من الاستثمارات حتى تتم الاستفادة منها.
تغيير ثقافة الوظيفة
وتهتم المبادرة بالإضافة إلى الخدمات المقدمة من خلال الوزارات والجهات المشاركة بتقديم برامج لرفع المهارات والجدارات المطلوبة للتوظيف والتأهيل لسوق العمل “خدمة التوظيف للشباب Youth Employment Service” ، وكذلك المشاركة في برنامج سفراء المبادرة والذي يساهم في إعلاء قيم المشاركة الشبابية وإبراز الدور الحيوي والهام لهم في بناء المجتمع.
يشير “عشم” إلى أن الاستثمار في البشر يؤتي بأعظم الثمار والنتائج، ولكن اذا تم وضع كل فرد في دوره الوظيفي المناسب.
وتابع “عشم”، أن هناك أماكن ومؤسسات لديها تخمة في عدد العاملين في حين أن هناك مؤسسات أخرى لديها عجز، وهو ما يسمى بسوء استثمار الموارد البشرية، مرجعا هذا أيضا إلى تطلع البعض للعمل فيما يسمى “المنطقة المريحة” أى القريبة من منطقة سكنه ورفض فرص قد تكون في المدن الجديدة أو العاصمة الإدارية الجديدة.
واستكمل كل هذا مع ثقافة الوظيفة التى ينتهى دوامها عند الظهيرة وباقي اليوم على المقاهى والكافيهيات والإنترنت، وهو ما يسمى بإدمان الفراغ، وهو ما يجعل الزيادة السكانية عبئا دون أن يكون لها مردود اقتصادي قوى.
وأضاف أن الأمر أيضا أنه أصبح لدينا تكرار للوظائف، موضحا أنه من الأشياء المهمة في الموارد البشرية تحديد “الوصف الوظيفى” وهو ما يتحدد عليه المسمى الوظيفى.
ولكن هنا نعطى للموظف مسمى وظيفى لا يستحقه لمجرد أنه آن أوان ترقيته الرسمية وكذا الحال في المؤسسات الخاصة يخضع التقييم للمزاج وليس لمجموعة من القيم والأسس.
حملات التوعية الاجتماعية والنفسية
وفيما يتعلق بمحور حملات التوعية، شملت مساهمة الجامعات المصرية تقديم ندوات ومحاضرات توعوية للمواطنين حول العديد من الموضوعات من أبرزها: (التوعية بالأمراض المستوطنة وطرق علاجها، الصحة الإنجابية ووسائل منع الحمل وصحة المرأة، الكشف المبكر عن سرطان الثدي والفحص الذاتي للثدي، أهمية الكشف الطبي للمقبلين على الزواج، مخاطر التدخين والإدمان وتعاطي المخدرات بالتعاون مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي..).
بالإضافة إلى: (مخاطر التلوث وكيفية معالجته وتدوير المخلفات، التغذية الصحية السليمة، الإسعافات الأولية، الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر من الناحية القانونية والاجتماعية، آليات مكافحة الفساد، مواجهة العنف ضد المرأة بالتنسيق مع وحدات مناهضة العنف ضد المرأة وندوات تنمية الوعي البيئي والتوعية بالجرائم الإلكترونية والهجمات السيبرانية).
هذا إلى جانب برامج التوجيه والإرشاد النفسي للفتيات والمراهقين، وكيفية مواجهة ضغوط الحياة لمختلف الشرائح العمرية، وكذلك ندوات حول التربية الإيجابية، وتعزيز الصحة البدنية في مرحلة الطفولة المبكرة، وتنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى الأطفال، بالإضافة إلى ندوات تعريفية حول نشر ثقافة مبادرة بداية لبناء الإنسان.