ذكرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) أن مسألة استقطاب الشباب لا تُمَثِّل تحديًا بالنسبة لجميع متاحف العالم، خاصةً تلك التي جعلت من مهمتها استكشاف المستقبل، مثل متحف الاكتشاف الأسترالي.
وقالت مديرة الدّراسات المتحفيّة بجامعة كوينزلاند الأسترالية كارولين ويلسون بارناو -في العدد الأخير من رسالة “اليونيسكو” الصادرة للفترة ما بين شهري أكتوبر وديسمبر- إن استخدام التقنيّات الرقميّة يُمكن أن يساعد على جذب فئة الشباب للمتاحف.
وأشارت كارولين إلى أن متحف الاكتشاف الأسترالي عمل -منذ افتتاحه في عام 2018- على إشراك المراهقين والشباب في تأمّلات نقديّة حول الاتّجاهات العالمية الراهنة، من خلال تنظيم معارض شهدت بعض النجاح.
من جانبها، قالت مديرة متحف الاكتشاف الأسترالي كريستين ألفورد إن الدراسات حول زوار المتحف أوضحت أن حوالي 30% من الجمهور تنتمي إلى الفئة العمرية بين 15 إلى 25 عامًا، وهي الفئة التي تجد المتاحف عمومًا صعوبة في جذبها، موضحةً أن معارض المتحف تتناول موضوعات تستقطب اهتمام الشباب.
وأضافت كريستين أن المتحف وضع استراتيجيات محدّدة للاقتراب أكثر ما يمكن من اهتمامات الشّباب وجعلهم فاعلين بالكامل وليس مجرّد زوّار، مشيرةً إلى أن المتحف ينظم “منتدى المستقبل” لتحديد شكل العروض وموضوعاتها، حيث تُعقد هذه الاجتماعات وفقًا لمنهجية تتيح للجمهور إمكانية ضبط جدول الأعمال بأنفسهم.
وتابعت كريستين أن المتحف يُنظم كل سنتين أو ثلاث سنوات منتدى يجمع حوالي مائة شخص، بينهم شباب وأطفال في المدارس ومعلمون وأكاديميون وممثّلو القطاعات الصّناعية، للمشاركة والتفكير في مستقبل المتحف.
وتجتمع إدارة المتحف مع لجنة من الشّباب عشر مرات في العام، حيث يُتاح لأعضاء مجلس الشباب التعبير عن آرائهم بشأن النماذج والمفاهيم المعروضة مقابل الحصول على أجر، وتدريب على التصميم.
ويُعتبر معرض “معطّل” -الذي يستضيفه المتحف في تلك الأيام- التّجسيد الأفضل لهذا الأمر، وفيه دُعي الجمهور إلى تخيل صورة إيجابية للمستقبل بطريقة ملموسة، وتحليل مختلف إمكانات هذا الخيار وأخذ الإبداع البشري بعين الاعتبار.