واحدة من المشكلات التي كانت تواجه الدولة المصرية والحكومة هو غرق الإسكندرية، والتي كانت محطة رئيسية لابد من التوقف عندها والبدء بتنفيذ حلول جذرية لها، حتى تتجنب في المستقبل تغيرات المناخ التي غيرت خريطة العالم بأكمله.
لذلك جاء مشروع الإستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار بمدينة الإسكندرية، بعدما تعرضت مؤخراً لمجموعة من الظواهر الطبيعية، بسبب التغيرات التي طرأت على المناخ في العالم، وتأثر بها البحر الأبيض المتوسط.
من جانبه أكد محافظ الإسكندرية الفريق أحمد خالد حسن، أن كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية قامت بوضع أسس هذه الاستراتيجية والتصميمات والإشراف على المشروع، فيما قامت محافظة الإسكندرية برئاسة لجنة التسيير وإدارة المشروع والتنسيقات والمتابعة، بينما تولت إدارة المياه بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة إدارة المشروع ومتابعة تحقيق البرامج الزمنية وإزالة العقبات، وتم إسناد تنفيذ المشروع لإحدى الشركات المتخصصة، وتم توفير جميع الإمكانات لتحقيق الأهداف المطلوبة.
وقال المحافظ ان الأسس الاستراتيجية، لهذا المشروع الضخم، تضمنت إعداد تقديرات وكثافات مياه الأمطار لمدينة الاسكندرية، والإشراف الميداني وضبط الجودة على مدار 24 ساعة، وتعديلات التصميم اللحظية طبقا لمستجدات الأعمال، ووفقا لذلك تم تقسيم المدينة إلى مناطق طبقا لطبوغرافية المدينة، وتشمل منطقة شمال ترام الرمل واستغلال الجريان السطحي في اتجاه الكورنيش لتقليل أقطار المواسير وعمل مصبات على البحر، ومنطقة وسط وجنوب المدينة لتجميع المياه على محطات الرفع، ثم نقلها إلى ترعة المحمودية وبحيرة خلف المطار لإعادة استخدامها في أراضي الدلتا الجديدة، ثم يتم بعد ذلك الفصل التام بين شبكات الأمطار وشبكات الصرف الصحي.
وأشار الى أن المشروع جاهز لاستقبال “النوة” التي يمكن أن تشهدها مدينة الإسكندرية الأسبوع المقبل، لافتا في الوقت نفسه إلى أنه لم يتم اللجوء لقطع أي خدمات أثناء تنفيذ مراحل المشروع، وفي أثناء ذلك تم عرض فيديو قصير يوضح مراحل تنفيذ المشروع.
حول مراحل تنفيذ المشروع، أوضح المحافظ انه تم الانتهاء من المرحلة الأولى في أكتوبر 2022، والتي تضم كلا من: مشروع رقم (1) ويشمل (مكتبة الإسكندرية، ومبنى إدارة الجامعة وطريق الجيش)، ومشروع رقم (2) ويشمل (شارع شعراوي ولوران طريق الجيش)، ومشروع رقم (3) ويشمل (منطقة كيلوباترا – أمام مكتب المرور – طريق الجيش).
وأكد أن المرحلة أسهمت في حل مشكلة 14 نقطة ساخنة (10% من إجمالي النقاط الساخنة بالمدينة) وخدمة مساحة 1,059,321 م2 بشبكة منفصلة لمياه الأمطار، وتشمل المرحلة 10 مصبات على البحر، لافتا إلى أن مدة المشروع بلغت 90 يوما تتكون من 15 يوما للرفع المساحي، وعمل جسات استكشافية، وجسات تربة، بينما وصلت المدة الفعلية للتنفيذ إلى 75 يوما، وشارك في تنفيذ المشروع شركات مصرية وطنية بأكثر من 400 عامل.
وقال المحافظ ” تم الانتهاء من المرحلة الثانية في أكتوبر 2023، وتضم هذه المرحلة كلا من: المشروع رقم (1) الخاص بمنطقة ميدان فيكتور عمانويل وسموحة، والمشروع رقم (2) المتعلق بشارع النقل والهندسة وسموحة، بالإضافة إلى المشروع رقم (3) ويخص شارع محمد نجيب وطريق الجيش، متضمنة إعادة استخدام و تأهيل محطتي رفع 3 و 5،
وأضاف أن هذه المرحلة نجحت في حل مشكلة 14 نقطة ساخنة (10% من إجمالي النقاط الساخنة بالمدينة) وخدمة مساحة تبلغ 3,529,390 م2 بشبكة منفصلة لمياه الأمطار، بعدد 2 مصب على البحر، وبلغت مدة تنفيذ المشروع 5 أشهر.
بينما من المقرر أن تنتهي المرحلة الثالثة لشهر نوفمبر الجاري 2024، وتضم كلا من: المشروع رقم (1) الخاص بمنطقة سيدي جابر، والمشروع رقم (2) شارع عمر لطفي (سبورتنج )، ومن المخطط أن تحل مشكلة 14 نقطة ساخنة (10% من إجمالي النقاط الساخنة بالمدينة) وخدمة مساحة 973,070 م2 بشبكة منفصلة لمياه الأمطار، وبانتهاء المرحلة تكون قد استغرقت 4 أشهر لتنفيذها.
واختتم بالقول ان المشروع سيوفر ما لا يقل عن 400 فرد يوميا من مهندسين ومشرفين وفنيين وعمالة ماهرة؛ لتنفيذ هذه الاستراتيجية، بجانب توفير عدد 120 معدة يوميا بين حفار، ولودر، وونش، وسيارة نقل مخلفات، وهراس، وجريدر، وكساحة ومكشطة، كما تم الاتجاه لاستخدام المنتج المحلي؛ لضغط مدد التوريد، لكي يتزامن مع الجدول الزمني لتوفير المواد المناسبة في الوقت المناسب وبجودة ملائمة.