التخطي إلى المحتوى

تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
google news

فى أحد الأحياء الشعبية بالجيزة كانت “آية” تعيش حياة هادئة وسط والديها، لكن أحياناً تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فتلك العيشة لم تدم طويلا، حيث قرر والداها الانفصال، وتزوج الأب من زوجة أخري.

ظلت الطفلة ذات الـ١٥ربيعاً تتنقل تارة بين منزل والدتها وتارة بين منزل والدها، لكن زوجة والدها لم تشعر تجاهها بأى مشاعر للحب وكانت دائماً ما تتسبب لها بمشاكل مع والدها.

لم تكتف زوجة والد “آية” بذلك فحسب بل قامت بالطعن فى شرفها وشككت والدها فيها، ‘”بنتك مشيها بطال، وهتحط شرفك فى الأرض”، بتلك الكلمات استطاعت زوجة والد “آية” زرع بذور الفتنة بين الأب وطفلته، حتى أنها عرضت عليه التخلص من “آية” حتى يدافع عن شرفه.

“البداية”

 

بالفعل؛ ظن الرجل أن سلوك ابنته لا يليق بما يريد، وترك لصوت الشك أن يملأ كل زاوية من قلبه.

وفي يومٍ مشئوم، اختلطت أصوات الغضب بالشعور بالألم، لم تكن “آية” تعلم أن تلك اللحظات ستصبح النهاية.

 

الأب تخلص من ابنته بعدما أقنعته زوجته بـ”سوء سلوكها”

 

تجرد الأب من مشاعره، وأقدم على ارتكاب جريمة لا يمكن وصفها إلا بالوحشية، انتهت حياة “آية” بطريقة مروعة، حيث قام الأب بتقطيع جسدها إلى أجزاء متعددة، متجاهلًا ما كان يجب أن يكون شعور الرحمة الأبوي.

“جثه بدون رأس”

وبعد أن أتم جريمته، ظن الأب أنه قادر على التخلص من الأدلة والهرب من تبعات فعلته.

فوضع أجزاء الجسد في حقائب، وتخلص منها في مناطق متفرقة، وكأنها نفايات، حيث ألقي بها بين أزقة المدينة.

لم يكن الأمر ليختفي، ففي أحد الأنفاق عثر المارة على حقيبة مدممة، بداخلها جزء من جسد فتاة بلا أطراف أو رأس.

وكأن القدر انتفض لبراءة الطفلة، وأراد أن يكشف عن الفعل الشنيع، بلاغات وصلت للشرطة، وتحركت الفرق الأمنية بقيادة المقدم محمد نجيب رئيس مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور.

 

“كشف المستور”

بدأت الشرطة البحث، ومع تقدم التحريات، ظهرت دلائل وأدلة تشير إلى مصير تلك الفتاة.

وعند وصول باقي الأجزاء، كشف التحقيق عن التفاصيل الكاملة لتلك الجريمة، واتضح أن والدها هو مرتكب الواقعة، بالاشتراك مع زوجته، وتم القبض عليهما.

حصلت “البوابة نيوز” على أمر الإحالة،  فى تلك القضية التى حملت رقم ٢٧٢٢ لسنة ٢٠٢٤ كلي شمال الجيزة.

 

“خطة الشيطان”

تبين من أمر الإحالة أن وحيد رمضان طه عبد الله، وخلفية على خلف نادى، في يوم ۲۰۲۳/۱/۲۹ بدائرة مركز شرطة كرداسة محافظة الجيزة، قتلا المجني عليها الطفلة / آية وحيد رمضان كريمة الأول، عمدا مع سبق الإصرار بأن أوهمت الثانية الأول بسوء سلوكها.

وخلقت لديه فكرة الخلاص منها، فبيتا النية وعقدا العزم علي قتلها، فأعدا مخططا إجراميًا للخلاص منها وتحينا الزمان المناسب، فخلت الأولي المكان وما أن تهيأ لهما الظرف إستل الأول سلاح أبيض ” سكين ” وأجهز علي المجني عليها.

فأزرته الثانية بنحر عنقها حتى فاضت روحها قاصدين قتلها محدثين إصابتها الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياتها، ولتيقنهما وفاتها جزءا جسدها إلى أشلاء باستخدام أداه زردية علي النحو المبين بالتحقيقات.

وأضاف أمر الإحالة أن المتهمين حازا وأحرزا سلاحا أبيض (سكين) بدون مبرر من الضرورة الحرفية أو المهنية تقتضي ذلك علي النحو المبين بالتحقيقات.

حازا وأحرز أداة (زردية) مما تستخدم في الاعتداء علي الأشخاص، بدون مبرر من الضرورة الحرفية أو المهنية تقتضي ذلك على النحو المبين بالتحقيقات.

بناءً عليه: يكون المتهمان ارتكبا الجناية والجنحة المؤثمتان بالمادتان ۲۳۰ ۲۳۱ من قانون العقوبات والمواد ١ / ٢٥١ مكررا / ١١/٣٠ من القانون رقم ۳۹٤ لسنة ۱۹٥٤ المعدل بالقوانين أرقام ١٦٥ لسنة ۱۹۸۱, ٥ لسنة ٢٠١٩, ١٦٣ لسنة ٢٠٢٢، والبندين رقمي (٦- ٧ من الجدول رقم 1 المرفق بالقانون الأول والمعدل بقرار وزير الداخلية رقم ١٧٥٦ لسنة ٢٠٠٧، والمادة ١١٦ مكررًا من القانون رقم ۱۲ لسنة ۱۹۹٦ بشأن إصدار قانون الطفل المُعدل بالقانون رقم ١٢٦ لسنة ٢٠٠٨.

وبعد الاطلاع على المادة ٢١٤ / ٤,٢١ من قانون الإجراءات الجنائية المُعدل بالقانون رقم ١٧٠ لسنة ١٩٨١، نأمر:

أولا: بإحالة القضية إلى محكمة الجنايات المُختصة بدائرة محكمة استئناف القاهرة لمُعاقبة المتهمان طبقا لمواد الاتهام والوصف الواردين بأمر الإحالة رفق قائمة بمؤدى أقوال الشهود وأدلة الإثبات مع استمرار حبس المتهمين احتياطيا على ذمة المحاكمة الجنائية.

ثانيا: ندب المُحامي صاحب الدور للدفاع عن المتهمين.

ثالثًا: إرفاق صحيفة الحالة الجنائية للمتهمين.

والمقيدة برقم ٢٧٢٢ لسنة ٢٠٢٤ كلي شمال الجيزة شامل ٢٣٦٨

 

“شهادة الشهود”

أوضح أمر الإحالة أن الشاهد الأول: أشرف.ح ٦٠ سنة، صاحب شركة مقيم حدائق الأهرام الجيزة، تلقى اتصالا هاتفيًا من أحد العاملين بالشركة خاصته وأخبره بعثور عامل نظافة علي جثه بدون رأس بجوار الشركة، فأبلغ السلطات المختصة.

والشاهد الثاني: محمد .ع، ٢٦ سنة، سائق توكتوك مقيم منشية البكاري- الهرم، الجيزة، تلقي اتصالا تليفونىا من المتهمة الثانية، وطلبت منه مساعدتها والمُتهم الأول في حمل إناء ونقله إلي منطقة كفر طهرمس، فاستجاب لهما وحال وصولهم إلي محل العثور علي الجُثمان طلب منه المتهم الأول التوقف وفوجئ بإلقائه ما بداخل الإناء بجوار القمامة وانصرفوا.

كما تبين بأمر الإحالة أن رئيس مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور، تلقي بلاغ العثور علي جثمان المجني عليها، فأجري تحرياته التي دلته علي أن وراء ارتكاب الواقعة المتهمان لوجود خلافات بينهما والمجني عليها، فاتفقا علي الخلاص منها.

ونفاذًا لذلك الاتفاق أعد المتهم الأول سلاحًا أبيض “سكين” وما أن تهيأ له الظرف حتي سدد لها طعنة باستخدام السلاح الأبيض المار بيانه قاصدًا الخلاص منها، حال تواجد المتهمة الثانية للشد من أزره.

وعقب تأكدهما من أنها فارقت الحياه، قطعاها إلى أشلاء لإخفاء جرمهما، فاستصدر إذنًا من النيابة العامة لضبطهما، ونفاذًا لذلك الإذن تمكن من ضبطهما وحوزتهما السكين المُستخدم في الواقعة، وبمواجهتهما أقرا له بارتكابهما واقعة قتل المجني عليها.

 

“تمثيل الجريمة”

أجرى المتهمان محاكاة تصويرية لكيفية ارتكابهما واقعة قتل المجني عليها آية وحيد رمضان علي نحو يتطابق مع إقرارهما بالتحقيقات.

كما عثرت النيابة العامة بمحل الواقعة علي الأداة المُستخدمة في تجزئة جثمان المجني عليها، وثُبت بتقرير الصفة التشريحية لجثمان المجني عليها آية وحيد رمضان: إن بها إصابات قطعية حيوية بالأوعية الدموية الرئيسية بالعنق وعلامات تشير لحدوث الوفاه نتيجة نزيف حاد.

لذلك فإن الوفاة تعزي إلي إصابة قطعية بالعنق حدثت من أداة ذات حافة حادة من السكين أو ما في حكمه. أن الوفاة جائزة الحدوث من مثل التصوير الوارد بمذكرة النيابة العامة.

نتابع معا الان اخبار