سارع القادة الأفارقة إلى تقديم التهاني لدونالد ترامب بعد فوزه الانتخابي، معربين عن نيتهم في تعزيز العلاقات مع واشنطن.
وأكد الرئيس الكيني ويليام روتو استعداد بلاده لتعزيز العلاقات الثنائية، في حين أعرب الرئيس النيجيري بولا تينوبو عن أمله في شراكة مفيدة للطرفين، وعلى الرغم من هذه الإيماءات، يحذر الخبراء من أن أهمية أفريقيا في أجندة السياسة الخارجية لترامب لا تزال ضئيلة.
وضع أولوية منخفضة
أوضح تشارلز راي، رئيس برنامج أفريقيا بمعهد أبحاث السياسة الخارجية والسفير الأمريكي السابق في زيمبابوي، أن السياسة الخارجية الأمريكية كانت تاريخيًا تحيد أفريقيا، وغالبًا ما تنظر إليها في المقام الأول كقوة موازنة للقوى المتنافسة مثل روسيا والصين. وبينما تحدثت إدارة الرئيس جو بايدن عن أفريقيا كشريك حيوي، إلا أن الإجراءات الملموسة لم تتطابق مع هذا الخطاب، كما لاحظ راي.
وأضاف راي “ستكون أفريقيا في أسفل قائمة أولويات ترامب”، متوقعًا أن أي مشاركة أمريكية في القارة ستتأثر بأسلوب القيادة “المدفوع بالأنا” لترامب.
انعزالية «أمريكا أولًا»
رددت موريثـــي موتيجــــــا، مـــــديــــرة برنامــــج أفريقــيا في مجموعة الأزمات، مشاعر مماثلـة، ووصفت ترامب بأنه “انعزالي ملتزم” ومن المرجح أن تتراجع سياسته الخارجية عن المشاركة العالمية. ويتفق الخبراء على نطاق واسع على أن فلسفة ترامب “أمريكا أولًا” ستشكل نهجه، مع اهتمام محدود بأفريقيا بما يتجاوز المكاسب الاستراتيجية الفورية.
صفقات محتملة
على الرغم من التشاؤم، يعتقد البعض أنه قد تكون هناك فرص لاتفاقيات عملية. اقترح جيه بيتر فام، المبعوث الخاص السابق إلى منطقة البحيرات الكبرى والساحل في أفريقيا في عهد ترامب، أن الإدارة الجديدة قد تسعى إلى سيناريوهات “مربحة للجانبين”، مثل تجديد قانون النمو والفرصة في أفريقيا (AGOA). يمنح هذا البرنامج الدول الأفريقية المؤهلة حق الوصول إلى الأسواق الأمريكية معفاة من الرسوم الجمركية وكان جانبًا أساسيًا من العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وأفريقيا.
ومع ذلك، أكد فام أن المشرعين الأمريكيين يفحصون ما إذا كانت الدول الأفريقية تلبي شروط قانون النمو والفرص في أفريقيا وتتوافق مع مصالح السياسة الخارجية الأمريكية.
في حين أعرب القادة الأفارقة عن تفاؤل حذر بشأن التعامل مع إدارة ترامب، تشير آراء الخبراء إلى أن التحولات السياسية الجوهرية قد تكون غير مرجحة. وقد تواجه القارة استمرار التهميش ما لم تظهر مصالح تجارية أو استراتيجية محتملة تجذب انتباه الرئيس.
نتابع معا الان اخبار