في الآونة الأخيرة، برزت قضية خطيرة هزت الرأي العام في مصر، تتعلق بمخدر يُعرف باسم GHB أو “مخدر اغتصاب الفتيات” هذا العقار، الذي يُستخدم في بعض الدول لأغراض طبية محدودة، أصبح أداةً خطيرة في أيدي مجرمين لاستغلال الضحايا، خاصة النساء، من خلال فقدانهم الوعي والسيطرة على أنفسهم وقد كشفت التحقيقات عن استخدام هذا المخدر في جرائم بشعة، شملت الاعتداءات الجنسية والقتل وتصاعدت خطورة الأمر مع ضبط كميات كبيرة من هذه المادة الخطرة بحوزة شبكات إجرامية في القاهرة، مما أظهر الحاجة الملحة لتعزيز الوعي المجتمعي والإجراءات الأمنية لمكافحة هذه الظاهرة المدمرة.
طبيعة المخدر وتأثيراته
مخدر GHB، المعروف باسم “مخدر اغتصاب الفتيات”، هو مادة كيميائية تؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي المركزي. تُستخدم هذه المادة في بعض الدول لأغراض طبية محددة وتحت إشراف طبي صارم إلا أن استخدامها غير المشروع يشكل خطرًا كبيرًا، حيث يؤدي إلى فقدان الوعي، تشوش الأفكار، ضعف التحكم العضلي، وفقدان نسبة تصل إلى 90% من الذاكرة الحديثة. تبدأ تأثيرات هذا المخدر بعد نصف ساعة من تعاطيه، وتشمل التحدث بطلاقة، الضحك الهستيري، والرغبة في الرقص، ثم تتطور إلى خمول ونعاس يستمر لعدة ساعات، يليها آلام وخمول لمدة تصل إلى يومين.
الضبطيات الأمنية
تمكنت وزارة الداخلية من ضبط كميات كبيرة من هذا المخدر، بلغت 180 لترًا في القاهرة وشملت العمليات القبض على شخص أجنبي وبلوجر شهيرة متورطين في الترويج لهذه المادة المخدرة، التي قُدرت قيمتها المالية بنحو 145 مليون جنيه وتعد هذه الكمية المضبوطة دليلاً على انتشار هذه المادة بشكل غير مشروع واستهدافها للشباب.
الأضرار الصحية والاجتماعية
استخدام GHB يؤدي إلى آثار صحية مدمرة، حيث يستمر تأثيره من 10 إلى 12 ساعة، يعقبه شعور بالخمول والتعب الشديد، بالإضافة إلى فقدان القدرة على تذكر ما حدث أثناء فترة تأثير المخدر يعتبر هذا التأثير خطيرًا للغاية، حيث يجعل الضحية عرضة للاستغلال دون أن تكون قادرة على التذكر أو الدفاع عن نفسها.
خطورته على المجتمع
وفي هذا السياق يقول أيمن محفوظ المحامي والخبير القانوني، أن مخدر GHB (حمض جاما هيدروكسي بيوتريك) هو مادة مدرجة حديثًا ضمن الجدول الأول للمخدرات بموجب قرار رئيس هيئة الدواء رقم 600 لسنة 2023، ما يعني أنه يعتبر من المواد المحظورة بشدة في مصر واستخدامه أو الاتجار به يضع الشخص تحت طائلة القوانين الصارمة التي تتضمن عقوبات شديدة قد تصل إلى الإعدام في بعض الحالات.
واضاف محفوظ، أن حالات العقوبات وفقًا لقانون الجنايات المصري في هذه الحالات عديدة عقوبات بالإعدام (المادة 33) يعاقب بالإعدام والغرامة (100 ألف إلى 500 ألف جنيه) كل من استورد أو صدر مخدرًا دون ترخيص، ويعاقب بالإعدام من أنتج أو صنع مادة مخدرة بقصد الاتجار وتشمل العقوبة أيضًا الزراعة والاتجار.
وأوضح محفوظ، تهدف هذه النصوص إلى مكافحة جرائم المخدرات بصرامة في ظل خطورته الكبيرة على المجتمع ومع إدراج مخدر GHB في الجدول الأول، فإن الاتجار أو الحيازة غير المشروعة له يجعل المتهم عرضة لهذه العقوبات.
تؤدي إلي فقدان الوعي وعدم القدرة على المقاوم
وفي نفس السياق يقول محفوظ رمزي رئيس لجنة التصنيع بنقابة الصيادلة، أن المادة المعروفة بـ”GHB” أو “مخدر الاغتصاب” هي مادة خطيرة تستخدم بشكل غير قانوني، وغالبًا ما تُخلط مع مشروبات دون علم الضحية، مما يؤدي إلى فقدان الوعي وعدم القدرة على المقاومة، موضحًا أن هذا المخدر له تأثيرات نفسية وجسدية قوية، منها فقدان مؤقت للذاكرة، وانعدام السيطرة على الحركة، خاصة عند تناول جرعات تزيد عن غرام واحد.
وأضاف رمزي، بسبب خطورتها، تم حظر المادة في العديد من الدول مثل الولايات المتحدة وأوروبا، بعد رصد حالات وفاة نتيجة الجرعات الزائدة كما أن المادة تختفي من الجسم (الدم والبول) خلال 24 ساعة، مما يجعل اكتشافها صعبًا.
وتابع رمزي، إن هذه المادة غير مسجلة وغير متوفرة رسميًا، لكنها تهرب من الخارج، مما يزيد من خطورة انتشارها واستخدامها بطرق غير مشروعة لذلك يجب الحذر من هذا النوع من الجرائم والعمل على التوعية بمخاطرها.
نتابع معا الان اخبار