التخطي إلى المحتوى

نتابع لكم عبرموقعنا خليج نيوز….”الحياء زينة المرأة” خطبة الجمعة بأحد مساجد كفر الشيخ

"الحياء زينة المرأة" خطبة الجمعة بأحد مساجد كفر الشيخ

الشيخ الدكتور صفوت عمارة

أحمد الشرقاوي

قال الدكتور صفوت محمد عمارة، أحد علماء الأزهر الشريف: إنّ خُلُق الحياء يُعرَّف بأنه خُلُق يبعث على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق من الحقوق، وهو خُلُق جميل يدعو إلى التحلي بالفضائل، والبعد عن الرذائل، وعرفَ الإمام النووي الحياء بأنه انقباض وخشية يجدها الإنسان من نفسه عندما يُطلع منه على قبيح، فالحياء رأس القيم الأخلاقية، وعماد الشعب الإيمانية، كما ورد في الحديث: «.. .والحياء شعبة من الإيمان» [البخاري ومسلم]، والحياء رائد الإنسان إلى الخير، فعن عمران بن الحصين رضي اللَّه عنه، قال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «الحياءُ لا يأتي إلا بخيرٍ» [رواه البخاري ومسلم]، وفي رواية لمسلم: «الحياءُ خيرٌ كله»، وهذا يدل على أنه لا استثناء فيه، وأنه كله خير.

وأضاف «عمارة»، خلال خطبة الجمعة اليوم بمسجد أم المؤمنين عائشة بمدينة كفرالشيخ، أنّ خُلُق الحياء من الأخلاق الحسنة، وبخاصة في النساء، فهو زينة المرأة وتاج فوق رأسها، فالوجه المصون بالحياء كالجوهر المكنون في الوعاء، وكاللّآلئ في البحار، ولن يتزين الإنسان بزينةٍ هي أبهى ولا أجمل من الحياء، فعن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، أن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «ما كان الحياءُ في شَيءٍ إلا زانهُ، ولا كان الفحشُ في شيءٍ إلا شانهُ» [رواه ابن ماجة والترمذي]، فإذا كان الحياءُ في الرجال جميلًا، فهو في النساء أجمل، لأنه لها أستر وأكمل، كما قال اللَّه تعالى: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} [القصص: 25]. أي: مُستحيِية في مشيها، غير مُتبخترة، ولا مظهرة زينة، فهذا يدل على خُلقها الحسن.

وأكد الدكتور صفوت عمارة، أنَّ مناط تقدم الأمم أو تأخرها هو مدى تمسكها بأخلاقها، وعلينا أن نتعلم من ابنة شعيب التي ضربت المثل والقدوة في الحياء حتى استحقت أن يحكى عنها القرآن ويخلد قصتها إلى يوم القيامة عندما رأى نبي اللَّه موسى عليه السلام، فتاتين يريدان السقيا ولكنهما يتأخران حتى لا يختلطا بالرجال فما كان منه إلا أن تقدم وسقى لهما، وبعد ذلك تولى إلى الظل فما كان من أبيهما بعد أن عرف قصته وما فعله من الخير لابنتيه إلا أن أرسل إليه ليشكره، وزوجه إحداهما،

وأشار الدكتور صفوت عمارة، إلى أنَّ خُلُق الحياء شعبةٌ من شعب الإيمان، فعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «الإيمان بضعٌ وسبعون أو بضعٌ وستون شعبةً، أفضلها قول لا إله إلا اللَّهُ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان» [البخاري ومسلم]، ولقد كان النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أشد الناس حياءً، يقول عنه الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي اللَّهُ عنه: “كان رسول اللَّه أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئًا يكرهه عرفناه في وجهه”.فاللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهد لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئ الأخلاق لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.