للإعلام دور كبير في تشكيل وعي الشباب وتوجيه اهتماماتهم نحو الموضوعات المختلفة مثل المشاركة في الأعمال التطوعية والمجتمعية، وذلك من خلال تقديم بعض البرامج التوعوية والتقارير الإخبارية التي تُلقي الضوء على أهمية التطوع، وتقوم بإيصال فكرة للشباب بأن تلك المساهمة تجعل المجتمع أفضل وتمنحهم إحساسًا بالقيمة والإنجاز، أيضًا عرض قصص نجاح لعدد من الشباب الذين شاركوا في العمل التطوعي وحققوا تغييرًا إيجابيًا في مجتمعاتهم، فهذه القصص تُلهم الشباب الآخرين وتدفعهم لتجربة العمل التطوعي بأنفسهم، بالإضافة إلى قيام الإعلام بالترويج للفعاليات والمبادرات التطوعية مثل: حملات النظافة، التبرع بالدم، أو حتى توزيع الطعام، فالإعلان عن هذه الفعاليات بأسلوب مشوق يجذب الشباب للمشاركة، كذلك يمكن الاستعانة بشبكات التواصل الاجتماعي، والتي لها دور مؤثر في حياة الشباب واستخدامها كمنصة تشجعهم على العمل التطوعي من خلال حسابات الإنفلونسرز والمشاهير وقيامهم بالتحدث عن أهمية العمل التطوعي ونشر الصور والفيديوهات التي تعرض تجربتهم بطريقة جذابة.
ويساهم الإعلام أيضًا في زرع القيم الإيجابية للشباب من خلال عرض المسلسلات والأفلام والبرامج التي تعكس أدوارًا بطولية لشخصيات تقدم خدمات تطوعية لمجتمعها، تلك الرسائل الغير المباشرة تظل عالقة في اذهان الشباب وتشجعهم على تقليد تلك الابطال.
من جهة أخرى، يمكن للإعلام تنظيم مسابقات تتعلق بالمشاركة المجتمعية، مثل أفضل فكرة تطوعية أو أفضل فريق تطوعي له تأثير عن غيره، تلك الأنواع من الأنشطة تحفز الشباب على التفكير بشكل إبداعي وبالإضافة إلى الانخراط في العمل المجتمعي، أيضًا يمكن للإعلام أن يفتح الباب أمام الشباب للتعبير عن أفكارهم ومبادراتهم المجتمعية من خلال البرامج الحوارية حيث أن تلك الفرصة تجعلهم يشعرون بقدرتهم على إحداث التغيير.
فضلًا عن أن الإعلام يمكنه تسليط الضوء على الفوائد الشخصية للعمل التطوعي التي تعود على الشباب مثل: تطوير مهاراتهم الاجتماعية في التواصل مع الآخرين، وبناء شبكة علاقات جديدة، بالإضافة إلى تعزيز الشعور بالثقة بالنفس واكتساب خبرات عملية تُفيدهم مستقبلا، فعندما يعرف الشباب تلك المكاسب يصبح لديهم رغبة أكبر في المشاركة، كما يمكن للإعلام إطلاق حملات رقمية مثل: تحديات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لدعم قضية مجتمعية معينة، أو هاشتاجات عن العمل التطوعي، أو عرض فيديوهات قصيرة “ريلز” توضح خطوات البدء في التطوع.