في عالم الرياضة، حيث يتطلب التميز قوة بدنية وذهنية عالية، استطاعت آمنة مجدي، فتاة مصرية شجاعة ومثابرة، أن تكتب اسمها بحروف من نور كأحد أبرز الرياضيين في رياضة التجديف الداخلي. رغم إصابتها بمرض السكري منذ طفولتها، رفضت أن يكون هذا المرض حاجزًا أمام تحقيق أحلامها، بل جعلته دافعًا لمواصلة الكفاح وتحقيق النجاح.
عندما كانت آمنة في العاشرة من عمرها، تلقت تشخيصًا غيّر مسار حياتها: الإصابة بمرض السكري. بالنسبة لطفلة في هذا العمر، كان المرض اختبارًا صعبًا، لكن آمنة قررت منذ البداية أن تواجهه بشجاعة. وجدت نفسها تتحمل مسؤولية كبيرة، من مراقبة مستويات السكر في الدم إلى تنظيم نظامها الغذائي، مما ساعدها على اكتساب وعي مبكر بقيم الالتزام والانضباط.
كبرت آمنة وهي تبحث عن رياضة تعبر من خلالها عن ذاتها. وجدت في رياضة التجديف شغفًا يوازي طموحاتها. تقول آمنة: “من وأنا صغيرة كان نفسي ألعب رياضة. التجديف كان مختلفًا، لأنه رياضة يمكن أن تبدأها حتى في سن متأخر مقارنة برياضات أخرى مثل السباحة أو الجمباز”، وبدأت رحلتها مع التجديف قبل ثماني سنوات، وخلال هذه الفترة لم تترك يومًا دون تدريب. حتى في أوقات الإجازات، كانت تُصر على التواجد، حيث وجدت في التجديف ملاذًا يعزز من قدرتها البدنية والنفسية، ويساعدها في إدارة مرض السكري بطريقة أكثر فاعلية.
رغم شغفها الكبير، لم تكن الرحلة سهلة. كان الخوف من الألم يرافقها، كما كانت التحديات الصحية تمثل عقبة أمام تقدمها. لكن التجديف أصبح وسيلتها للتغلب على هذه المخاوف. ساعدها على فهم احتياجات جسمها بشكل أفضل، وإدارة مستويات السكر أثناء التدريب من خلال تخطيط غذائي وأخذ جرعات دقيقة من الإنسولين، آمنة لم تتوقف عند ممارسة الرياضة فقط، بل تفوقت وأصبحت صاحبة أفضل رقم في التجديف الداخلي للسيدات في مصر. هذا الإنجاز لم يكن مجرد انتصار شخصي، بل كان رسالة أمل وإلهام لكل فتاة تواجه تحديات مشابهة، بأن العزيمة قادرة على صنع المستحيل.
لا تنظر آمنة إلى نجاحها فقط، بل تحمل حلمًا أكبر. تقول: “في تاريخ مصر في التجديف، حقق الرجال إنجازات عظيمة، لكن بالنسبة للبنات، الإنجازات محدودة. نفسي أشوف بنات أكتر مقبلات على التجديف، ومعندهمش أي عوائق تمنعهم من الوصول للقمة”، وآمنة تؤمن أن المستقبل يحمل فرصًا كبيرة للنساء في رياضة التجديف بمصر، وأن الإرادة الجماعية للبنات ستقود إلى مرحلة جديدة لم تشهدها الرياضة من قبل.
قصة آمنة مجدي ليست فقط عن رياضة أو تحدٍ صحي، بل هي حكاية عن الإصرار على تجاوز العقبات، وتحقيق الأحلام رغم كل الظروف. إنها دليل حي على أن التحديات يمكن أن تكون فرصة لبناء مستقبل أفضل، وآمنة ليست مجرد بطلة رياضية، بل هي رمز للفتاة المصرية التي لا تستسلم، وتصر على تحويل أحلامها إلى واقع. دعوتنا لها بمزيد من النجاح، وللجميع أن يستلهموا من رحلتها التي ستظل علامة فارقة في الرياضة والحياة.
نتابع معا الان اخبار