في محافظة دمياط، ولدت أميرة عماد درويش لتكون رمزًا للكفاح والصبر. لم تكن حياتها عادية، فقد عاشت ظروفًا جعلتها مثالًا يُحتذى به للجيل الجديد. رغم شلل نصفي أصابها بعد حادث أليم، لم تتوقف أميرة عن السعي لتحقيق حلمها، ونجحت في رسم قصة ملهمة لن تُنسى، في عام 2018، سقطت أميرة من الطابق السادس في منزلها بعد اختلال توازنها بشكل مفاجئ. نجاها الله من الموت بأعجوبة، لكنها عانت من إصابة خطيرة أدت إلى قطع في الحبل الشوكي، مما تسبب في شلل نصفي دائم للطرفين السفليين.
قضت أميرة عامًا كاملًا طريحة الفراش، بين الألم والإحباط، واكتئاب حاد ولكنها قررت عدم الاستسلام، وقررت “أميرة” مواجهة التحديات بصلابة استثنائية. التحقت بشعبة علمي علوم في الثانوية العامة، واستثمرت ساعات طويلة في الدراسة يوميًا، بلغت 17 ساعة أحيانًا، لتحقيق حلمها بدخول كلية الصيدلة. وبالفعل، حصلت على نسبة 97%، متفوقة على الكثيرين رغم ظروفها الصحية.
رغم تفوقها، حالت قواعد التنسيق المرتفعة دون تحقيق حلمها بدخول كلية الطب أو الصيدلة في الجامعات الحكومية. وُجهت أميرة لكلية العلوم، ثم حاولت الالتحاق بكلية الفنون التطبيقية ونجحت في اختبارات القدرات. لكن الكلية لم تكن مهيأة لاستقبال طالبة بظروفها الصحية، مما جعلها تقف عند مفترق طرق جديد بين الالتحاق بكليات التجارة أو الآداب، لم تستسلم أميرة، بل كتبت مناشدات وظهرت في لقاءات صحفية تطلب من المسؤولين مساعدتها على تحقيق حلمها. وبرسالة صادقة وأمل كبير، لفتت قصتها أنظار رئيس الجامعة المصرية الصينية، الذي قرر قبولها في كلية الصيدلة بمنحة دراسية كاملة. كما تم تصميم مسار خاص داخل الجامعة لتسهيل حركتها باستخدام الكرسي المتحرك.
على مدار أربع سنوات، واصلت أميرة تألقها. تفوقت في دراستها وكانت دائمًا من الأوائل، مُثبتة أن الإصرار يمكن أن يتحدى كل العقبات. في عامها الدراسي الأخير، كانت أميرة على أعتاب التخرج وتحقيق حلمها بالكامل، قبل أن تكمل عامها الدراسي الأخير، رحلت أميرة فجأة عن عالمنا. خبر وفاتها كان صادمًا، لكنه ترك خلفه إرثًا من الإلهام. حكايتها ليست مجرد قصة طالبة تحدت الظروف، بل هي درس في الإصرار على الحياة والأمل في المستقبل، مهما كانت التحديات.
قصة أميرة درويش هي دعوة لكل إنسان لمواجهة الصعاب بالإرادة والعزيمة. لقد أثبتت أن الحياة ليست سهلة، لكنها مليئة بالفرص التي تنتظر من يقف ويعمل بجد لتحقيقها. دعواتنا لأميرة بالرحمة والمغفرة، ولأسرتها بالصبر، وللجميع بالتعلم من قصتها التي ستظل محفورة في الأذهان، ومازال أصدقاؤها يتذكروها يوميا فصفحتها الشخصية مليئة بالدعوات والذكريات بينها وبين أصدقائها الذين كانوا يتعبروها الطف الأشخاص ومصدر الهام لهم.
نتابع معا الان اخبار