أثار الفنان ياسر فرج ضجة كبير علي مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية بعد إعلانه أسباب اختفائه عن الفن، وأنه لا يستطيع إيجاد أي فرصة للعودة مرة أخرى.
“البوابة نيوز” التقت به في حوار خاص، لنعرف منه أسباب الغياب، وما حدث معه طوال السنوات الماضية، كاشفاً عن أسرار يبوح لها للمرة الأولى، فكان لنا معه الحوار التالي:
بعد منشورك الأخير عبر حسابك الشخصي على “فيس بوك”، ثارت ضجة كبيرة، وصرحت بأن رجوعك للتمثيل مرة أخرى، ليس سهلاً على الإطلاق، ماذا كنت تقصد؟
بصراحة منذ فترة طويلة وجدت كثيراً من الناس يسألونني عن أسباب غيابي وابتعادي عن الفن، ولماذا كل هذا الاختفاء، وعندما أسير في الشوارع يتساءلون كثيراً، وخلال الفترة الماضية قمت بكثير من المحاولات للعودة، لكنني فوجئت بأن الرجوع ليس شيئاً سهلًا، بل إنه أصبح صعباً للغاية، على عكس زمان، فكنا نجد فنانين اختفوا، ثم عادوا مرة أخرى، مثل: فتحي عبد الوهاب، ياسر جلال، طارق لطفي، وبالنسبة لي فقد ابتعدت فترة طويلة، بسبب مرض زوجتي ووفاتها، وفي هذه الفترة ظهر فنانون جدد.
هل عرض عليك طوال فترة غيابك أي أعمال فنية؟ وهل تواصل معك مخرجون أو منتجون؟
دائماً جمهوري ينتظرني بالشكل المعتاد لي، وبالأدوار المؤثرة، وليس شرطا بنفس المساحة، ولكن علي الأقل بالمضمون الجيد، وعرض على خلال الفترة الماضية الكثير من الأعمال، لكنها لم تكن على نفس المستوي والصورة التي ينتظرها مني المشاهد، ولا تناسبني، لذلك رفضت كل الذي عُرض عليا، كي لا أخذل جمهوري، حيث أنا دائماً أضعه نصب عيناي، ولا أوافق أن أكون أقل من توقعات المتابع، وقد قدمت علي مدار السنوات الماضية فقط ضيف شرف، واكتفيت بذلك، وأرى أن هذا الدور خارج منافسة أي فنان، و أقولها بكل صراحة، بالمعني الدارج “لو متعرضش عليا حاجة تناسبني من الأفضل أن أقعد في البيت”.
بعيداً عن عملك في مجال الفن هل اخترت مجالاً آخر للعمل فيه طوال السنوات الماضية ويكون تعويضاً للغياب؟
خلال السنوات الماضية كانت زوجتي مريضة بالسرطان، وكنت أمُكث معها طوال الوقت، إلى أن توفاها الله، وخلال هذه المدة لم أحصل على مليم واحد من الفن، وظللت كذلك على مدار سبع سنوات، ولم أبخل علي زوجتي وأم أولادي بجنيه واحد، وصرفت كل ما املكه طوال فترة مرضها، وفي تلك الفترة لم تكن لدي فرصة للتفكير في الفن، ولا في دخل إضافي، ولا أي شيء، لأني كنت مضغوطًا للغاية، وحتى بعد وفاتها، أعيش مستورا والحمد لله؛ حيث إنني أمتلك شركة إعلانات صغيرة.
في فترة جلوس أي فنان أو إنسان من عمله، يبدأ في فلترة من حوله، ويري الأمور علي حقيقتها.. فما الذي تغير في حسابات الفنان ياسر فرج في تلك الفترة؟
للأسف الشديد، من بعد وفاة زوجتي، وخلال فترة غيابي عن الفن، وجدت أن كل الأشخاص الذين حولي طلعوا عكس توقعاتي، والصورة التي رسمتها لهم، باستثناء اثنين أو ثلاثة من أصدقائي ومعارفي، وكل من حولي، وهؤلاء الأشخاص القلائل من خارج الوسط الفني، وهم الذين كانوا سنداً لي طوال الفترة الماضية الصعبة، وبصراحة عندما وقعت ظهرت كل الأقنعة، والجميع خذلني.
ما أصعب اللحظات التي مررت بها في حياتك؟
لا أريد المبالغة، ولكن وحياة أولادي كل يوم عيشته كان صعبًا، ومن أصعب اللحظات التي مرت بي مرحلة مرض زوجتي ووفاتها، وبعد رحليها بفترة أيضاً نفس درجة الصعوبة، لأننا كبيت وأسرة كنا نتأهل لكي نعيش من غير زوجة وأم.
حدثني عن ياسر الأب وعلاقته بأولاده.
لدي ثلاثة أبناء؛ فريدة في الفرقة الثانية من معهد السينما، وياسين 16 عامًا، وسرين 12 عامًا، من زوجتي رحمها الله، ولي ابنه اسمها ليلي من زوجة سابقة، وهي تعيش مع والدتها، وعلاقتي بهم جيدة للغاية، وأنا أب ديموقراطي وليس ديكتاتوريا.
كان لك أكثر من تجربة زواج، وتم الانفصال، لا أريد الخوض في أسباب الخلاف والمشاكل، ولكن على المستوى الشخصي ما الذي تعلمته من تلك التجارب؟
تعلمت أن معظم الستات يفكرن بمشاعرهن فقط، وهي التي تقودهن، فقبل الدخول لأي تجربة زواج يشعرن أن لديهم قدرة على تحدي الظروف، لكن عندما ينزلون إلى أرض الواقع، ويخوضن التجربة يتغيرن كثيراً، وتتغير معهن تصوراتهم، وهذا يؤدي إلى المشاكل، وعدم استمرار الزواج.
وهذا يشعرني أنها خذلتني، لأن عند الزواج من الشخص، ومعرفة ظروفه، وما يمر به، تكون داعمة له قبل الزواج، أما بعد الزواج، والعيش في الواقع، تنسحب، وهذا بالنسبة لي خذلان، وفي النهاية أري أن المرأة قبل الزواج شيء وبعد التجربة شيء آخر تماما.
بعد كل الذي مررت به هل شعرت بفترة يأس أو إحباط، سواء كان ذلك بسبب الانفصال أو البعد عن مجال الفن؟
الحمد لله، لم أشعر بفترة يأس أو إحباط طويلة، رغم ما مررت به، ولدي يقين كبير بأن ربنا معي طوال الوقت، ولم يتركني قط، ووالدي الله يبارك في صحته هو من غرس في هذا اليقين.
وهذه حقيقة ألمسها جيداً عند أي مشكلة أمر بها، ويكون من الصعب علي أن أجد لها حلا، لكن ثقتي في ربنا تفوق كل توقعاتي، وإذا مر بي أحياناً شعور من الإحباط والاكتئاب فيقيني بالله يعطيني دافعا أكبر، وهو الذي يغرس في الأمل.
عملت مع عدد كبير من النجوم، فهل هناك أحد منهم كان يسأل عنك طوال الفترة الماضية؟
مفيش ولا نجم وقف معايا، طوال السنوات اللي فاتت، ولا حد كان بيسأل عني”، وأنا كإنسان كنت لا أنمي علاقات وطيدة مع النجوم، وأنا طوال الوقت لدي اقتناع بأنه لا يهمني أن أكون وطدت علاقتي بأي فنان، بناءً علي مصلحة، بقدر أن يكون لي صديق حقيقي، وجميعهم زملاء لي، وأكن لهم كل الاحترام والتقدير.
قدمت عشرات الأعمال، فما الأقرب إلي قلبك؟ وهل هناك أي دور ندمت عليه؟
بالفعل قدمت كثيراً من الأعمال، وكلهم أقرب لقلبي، خاصة في الدراما، لكن علي مستوى السينما هناك عملان أشعر بالندم علي تقديمهما، وهما “ابقي قابلني” و”عايشين اللحظة”، وهذان الفيلمان كنت أتمني ألا أشارك فيهما علي الإطلاق.
أخيرًا.. ما رسالتك لجمهورك؟
أريد أن أقول لجمهوري، شكراً على كل شيء، لأنكم الأمل الذي يغرس في، و رسالتي للقائمين على المنظومة الفنية في مصر: أنا ومثلي كثيرون يستحقون فرصة، لكي نتواجد علي الساحة مرة أخري، ولماذا تستسهل شركات الإنتاج تواجد النجوم التي أمامهم فقط، فينبغي إخراج الموهبة المدفونة في المتاهة التي نعيشها.
نتابع معا الان اخبار