قال اللواء حاتم باشات، رئيس لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب الأسبق وعضو حزب الجبهة الوطنية، إن زيارة رئيس زامبيا، هاكيندي هيشيليما، إلى مصر ولقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي تعكس التقدير العميق الذي تحظى به مصر في القارة الإفريقية، والدور المحوري الذي تلعبه على المستويين الإقليمي والدولي.
كما أنها تؤكد على عمق الروابط التاريخية التي تجمع البلدين، وحرص القيادة المصرية على تعزيز أواصر التعاون مع الدول الإفريقية بشكل عام وزامبيا بشكل خاص في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والاستثمارية، من أجل تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التكامل الإفريقي.
وأضاف باشات، في تصريحات اليوم، أن الرئيس السيسي خلال المباحثات ركز على توسيع آفاق التعاون مع زامبيا، ليس فقط في المجالات السياسية أو الأمنية، بل في القطاعات الاقتصادية الحيوية مثل الزراعة، والصناعة، والثروة السمكية، وهي قطاعات واعدة في القارة الإفريقية، كما أن زامبيا تعد من أغنى الدول إنتاجا للنحاس، وهو ما يفتح آفاقا جديدة للتعاون في قطاع التعدين وتعزيز الاستثمارات المشتركة وبما يتماشى مع رؤية مصر لتعزيز التكامل مع الدول الإفريقية، خاصة في ظل رئاسة مصر للعديد من المبادرات الإقليمية وتعزيزها لآليات العمل المشترك داخل الاتحاد الإفريقي.
وأوضح أن الزيارة شهدت توافقا في الرؤى بين البلدين حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها دعم الموقف العربي والمصري الرافض للتهجير القسري للفلسطينيين، والتأكيد على ضرورة دعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والرفض القاطع لأي محاولات لفرض واقع جديد يؤدي إلى تغيير التركيبة السكانية في غزة أو دفع الفلسطينيين إلى الهجرة القسرية، لافتا إلى أن هذا الموقف يحظى بدعم العديد من الدول الإفريقية، التي تدرك خطورة هذه المخططات على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وأشار باشات، إلى أن اللقاء أسفر عن توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين مصر وزامبيا، مما يعكس اهتمام الجانبين بتعزيز الشراكة الاقتصادية والتنموية، كما أن الرئيس الزامبي أشاد بالدور المصري في القارة الإفريقية، مؤكدا حرصه على الاستفادة من الخبرات المصرية في مجالات مثل الصحة، والتعليم، والطاقة المتجددة،و ضرورة تعزيز الاستثمارات المصرية من خلال تسهيل الإجراءات القانونية وجذب المستثمرين المصريين إلى زامبيا.
وأكد باشات، أن الزيارة تفتح صفحة جديدة في العلاقات المصرية الزامبية، وتدفع نحو تحقيق المزيد من التعاون المشترك، مشددا على أهمية إنشاء خط طيران مباشر بين البلدين لزيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري، وتشجيع صغار المستثمرين على دخول السوق الإفريقية.
ولفت باشات، إلي أن آخر زيارة للرئيس السيسي إلى زامبيا كانت في يونيو 2023 خلال قمة تجمع الكوميسا و كانت نقطة انطلاق مهمة، حيث تم خلالها تحديد أولويات التعاون بين الجانبين، معربا عن أمله في أن تتكرر مثل هذه الزيارات بين قيادات البلدين لتعزيز العلاقات الاستراتيجية وتحقيق الأهداف المشتركة التي تخدم مصالح الشعبين الشقيقين.