مع حلول شهر رمضان المبارك، تزينت مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية بأجواء احتفالية مبهجة، حيث حرصت المحال التجارية على تعليق زينة رمضان والأضواء المضيئة، إلى جانب الفوانيس بمختلف أشكالها وألوانها، تعبيرًا عن البهجة والترحيب بقدوم الشهر الفضيل.
ولم تقتصر الاحتفالات على المحال التجارية فحسب، بل امتدت إلى شوارع وأحياء المدينة، حيث بادرت الأسر بتزيين المنازل والشرفات والمداخل بزينة رمضان والفوانيس، في مشهد يعكس الطابع المصري الأصيل للاحتفال بهذا الشهر المبارك.
ويعد فانوس رمضان من الرموز الشعبية المصرية المرتبطة بشهر الصيام، حيث نال اهتمامًا كبيرًا من الفنانين والباحثين، حتى أصبح جزءًا من الديكور العربي في العديد من المنازل المصرية الحديثة. ويرجع أصل الفانوس إلى العديد من الروايات التاريخية، أبرزها أن الخليفة الفاطمي كان يخرج لاستطلاع هلال رمضان ومعه الأطفال الذين يحملون الفوانيس لإنارة الطريق وهم يغنون تعبيرًا عن فرحتهم بقدوم الشهر الكريم.
وفي رواية أخرى، أمر أحد الخلفاء الفاطميين بتعليق الفوانيس على مداخل المساجد لإنارة شوارع القاهرة طوال ليالي رمضان، بينما تحكي قصة ثالثة أنه في العصر الفاطمي، لم يكن يُسمح للنساء بالخروج من منازلهن إلا في رمضان، وكان يسبقهن غلام يحمل فانوسًا لتنبيه الرجال بوجود امرأة في الطريق. ومع مرور الوقت، تحولت الفوانيس إلى تقليد رمضاني محبب، حيث يحملها الأطفال ويجوبون الشوارع بالأغاني والأناشيد التراثية.
ويعود تاريخ فانوس رمضان إلى يوم دخول المعز لدين الله الفاطمي إلى القاهرة في الخامس من رمضان عام 358 هـ، حيث خرج المصريون في موكب ضخم حاملين المشاعل والفوانيس الملونة لإضاءة الطريق أمامه، ومنذ ذلك الوقت، أصبح الفانوس رمزًا للفرحة وتقليدًا ثابتًا يحتفل به المصريون في كل عام.
