قال الباحث السياسي الفلسطيني ياغي فراس، إن القمة العربية الطارئة تنعقد في ظروف استثنائية ومصيرية، تؤثر ليس فقط على القضية الفلسطينية، بل أيضًا على الأمن القومي العربي، وبشكل خاص على كل من مصر والأردن.
التحديات الراهنة تتطلب استجابة عاجلة وفعالة من الدوليين
وأضاف “فراس” في تصريحات خاصة لـ الدستور، أن التحديات الراهنة تتطلب استجابة عاجلة وفعالة من الدول العربية، حيث يجب أن تُخرج القمة توصيات عملية تسهم في مواجهة التهجير المحتمل وتحصين القضية الفلسطينية ضد محاولات تصفيتها.
وأوضح أهمية أن تضع القمة خطة واضحة لما بعد الحرب على قطاع غزة، تهدف إلى سحب الذرائع التي تتشبث بها حكومة الاحتلال المتطرفة، برئاسة نتنياهو.
وتابع: يجب أن تعكس النتائج المنتظرة من القمة رؤية عربية موحدة تُعزز من قدرة فلسطين على الاستمرار في نضالها، مع التأكيد على ضرورة دعم المبادرة العربية للسلام التي تدعو إلى حل الدولتين، حيث إن هذا الحل يحظى بتأييد دولي واسع ويُعتبر السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
ولفت الباحث الفلسطيني إلى أنه إذا ما حصلت القمة على دعم من الإدارة الأمريكية، فقد يشكل ذلك تحولًا استراتيجيًا في موازين القوى، من الممكن أن يضع نتنياهو في موقف محرج أمام الشركاء العرب، ما قد يجبره على إعادة تقييم استراتيجياته تجاه الفلسطينيين.
إن وجود موقف عربي قوي ومتماسك سيعزز من فرص السلام، ويؤكد أن العرب لن يقبلوا بأي شكل من الأشكال بتصفية القضية الفلسطينية.
وذكر ياغي في ظل الممارسات الحالية لنتنياهو، التي تتضمن فرض حصار خانق على غزة ومنع دخول المواد الأساسية مثل الغذاء والماء والوقود، فإن محاولاته لكسر إرادة المقاومة وتفكيك الدعم الشعبي ستفشل حتمًا، كما فشلت السياسات العسكرية السابقة، حيث إن التهديدات المتكررة باستئناف الحرب تعكس عدم وجود أجندة وطنية لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بل أجندة سياسية ضيقة تهدف إلى تعزيز سلطته في مواجهة الأزمات الداخلية.
وقال: لقد أثبت التاريخ أن قادة يبحثون عن البقاء في الحكم عبر القوة لن يحققوا السلام، بل سيؤدي ذلك إلى تفاقم معاناة الشعب الفلسطيني، موضحا أن ما لم يستطع تحقيقه نتنياهو خلال فترة خمسة عشر شهرًا من الحرب لن يتمكن من تحقيقه الآن، حيث إن المقاومة الشعبية الفلسطينية تزداد قوة وصمودًا.
واختتم تصريحاته بأن القمة العربية تمثل فرصة تاريخية لتوحيد الصف العربي وتعزيز موقف فلسطين. ينبغي أن تكون القرارات الناتجة عن القمة مدروسة وفعالة، تهدف إلى دعم حقوق الشعب الفلسطيني، وتوفير الأمن والاستقرار في المنطقة. إن النهوض بقضية فلسطين يتطلب تضافر الجهود العربية والدولية، لضمان عدم تفويت هذه الفرصة في مواجهة التحديات الراهنة.