منذ بداية التصعيد الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر 2023، أدركت مصر أهمية تكاتف جهود المجتمع المدني في دعم الشعب الفلسطيني المتضرر جراء العدوان، حيث سعت الدولة لتوحيد وتنسيق هذه الجهود بشكل فعال من خلال المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية لتوفير مساعدات إنسانية عاجلة، وللتأكيد على موقف مصر الثابت في دعم القضية الفلسطينية.
التنسيق بين الدولة والمجتمع المدني
مصر كانت حريصة على التنسيق المستمر بين الحكومة والمؤسسات المجتمعية المختلفة لضمان توجيه المساعدات بشكل منظم وفعال. التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي كان أحد أبرز المنظمات التي تنسق الجهود بين المنظمات غير الحكومية والدولة، حيث كانت تضمن التوزيع العادل للمساعدات للمناطق الأكثر احتياجًا في غزة.
قوافل إغاثية مشتركة
وأرسلت قوافل إغاثية ضخمة بالتعاون بين المجتمع المدني والجهات الحكومية، حيث تضمنت هذه القوافل كميات ضخمة من المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية. وكانت قوافل الإغاثة تشمل دعمًا ميدانيًا من الفرق الطبية والكوادر المتخصصة لمساعدة المتضررين من العدوان الإسرائيلي.
كذلك، كانت هذه القوافل موجهة لتخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة من خلال التنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الإغاثية الدولية.
حملات التوعية والضغط الدولي
أسهم المجتمع المدني في مصر في تنظيم حملات توعية على المستويين المحلي والدولي للضغط على المجتمع الدولي لتوفير الدعم لفلسطين. وكان المجتمع المدني من خلال المنظمات الحقوقية والأحزاب السياسية قد أسهم في الدعوة لمواقف حازمة ضد الانتهاكات الإسرائيلية والضغط على القوى العالمية لوقف العدوان على الفلسطينيين وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح.
تفعيل دور الجمعيات الخيرية والمنظمات الأهلية
كانت الجمعيات الخيرية والمنظمات الأهلية في مصر قد تعمل على جمع التبرعات وتحويلها إلى مساعدات عاجلة، سواء على شكل غذاء، أدوية أو مستلزمات طبية.
العديد من هذه المنظمات، مثل جمعية الهلال الأحمر المصري، قدمت الدعم مباشرة للمتضررين في غزة، وقامت بتوفير فرق طبية ومنسقي مساعدات لتوزيع هذه المواد في المناطق الأكثر تضررًا.
دعم المبادرات الإغاثية والتحالفات الوطنية
تحالفات مثل التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي لعبت دورًا مهمًا في تنظيم المساعدات الإنسانية وتوجيهها للجهات الأكثر حاجة. ومن خلال هذه التحالفات، تم استقطاب التبرعات وتوفير المساعدات الطبية والإنسانية بشكل منظم وفعال لضمان توصيلها إلى قطاع غزة.
تسريع عملية إدخال المساعدات عبر معبر رفح
واحدة من الجهود البارزة التي وحدت الجهود المصرية هي فتح معبر رفح على مدار الساعة لدخول المساعدات الإنسانية، بمشاركة فعاليات المجتمع المدني في تيسير عملية الدخول وتوزيع المساعدات.
كما عملت المنظمات غير الحكومية في مصر على مراقبة العملية وضمان دخول المساعدات بدون عوائق إلى غزة.
التعاون مع المنظمات الدولية
مصر عملت بشكل وثيق مع المنظمات الدولية مثل الصليب الأحمر والأمم المتحدة لتوحيد الجهود الإنسانية في تقديم المساعدات وإيصالها إلى المتضررين في غزة.
كان هناك تنسيق بين الجهات الحكومية والمنظمات الأهلية لزيادة التنسيق الدولي وتسهيل مهمة إدخال المساعدات.
التكامل بين المؤسسات الدينية والثقافية
أدى دور المؤسسات الدينية في مصر أيضًا إلى تعزيز جهود الدعم الفلسطيني، حيث أطلق الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف حملات جمع تبرعات، بالإضافة إلى التوجيه الديني في دعم الشعب الفلسطيني في غزة.
كما نظمت الجامعات والمراكز الثقافية فعاليات تهدف إلى جمع التبرعات لتمويل المساعدات الإنسانية.
