ترجمة فرنسية لرواية "ربيع الغابة " لجمال مطر .. تعرف على تفاصيلها خليج نيوز

صدر حديثًا عن دار النشر الباريسية  "لارمتان"، ترجمة فرنسية لرواية"ربيع الغابة " الصادرة عن دار العين للنشر، للكاتب الإماراتي  جمال مطر، وبترجمة المترجمة المغربية القديرة وفاء ملاح، ومراجعة الكاتب الفرنسي لوك باربوليسكو. وقد ذيلت الدار الغلاف الأخير للرواية بنبذة آسرة، تسلط الضوء على سيرة الكاتب وعوالم روايته الفريدة.

النسخة الفرنسية لرواية ربيع الغابة 
النسخة الفرنسية لرواية ربيع الغابة 

عن رواية "ربيع الغابة"

يروي لنا الروائي أحداث هذه الحكاية العجيبة على لسان حيوان، لتتشكل شخصيات الرواية بأكملها من عالم الحيوان الرحب. ولعل هذه الرواية تُعدّ درة فريدة في عالم الأدب، إذ تنطق بالحكمة على ألسنة البهائم، في تقليد يذكرنا بـ "كليلة ودمنة"، لكن مع فارق جوهري، فـ "كليلة ودمنة" ليس رواية بالمعنى المتعارف عليه، بل هو سفر حافل بالحكايات المروية على ألسنة الحيوانات.

تنطلق شرارة الأحداث من دعابة عابرة بين فأر وأسد، لكن هذا الفأر الصغير سيُكتب له شأن في أرجاء الغابة، تمامًا كما تجلى في صفحات "ربيع الغابة". يستلهم الفأر قوته من مهاراته اللغوية الفذة، فهو خطيب مفوه، ومتحدث بارع، يمشي على الأرض بخفة ورشاقة، لكنه يترك أثرًا عميقًا في نفوس الآخرين. ومنذ اللحظات الأولى لظهوره، يتكشف لنا خبثه المبطن ومكره الخفي، لتتجسد شخصية الفأر في بوتقة تجمع بين صفتي الدهاء والمكر.

930bde871a.jpg

ومع ولوج الفأر إلى بلاط الأسد المهيب، تتفجر المشاكل وتتصدع أركان المجتمع الحيواني المتماسك في الغابة. بدهاء محكم، يبدأ الفأر في ابتزاز الكائنات الأخرى، متظاهرًا بأنه كائن مضطهد، لا يجد من يحبه أو يأبه به، حتى البعوض الذي يقتات على الدماء يعاف دمه ويزدريه لفساده. بهذه الحيلة البارعة، يتمكن الفأر من استمالة بعض الحيوانات إلى صفه، ليُنتخب حاكمًا للغابة ليوم واحد فقط، في غياب الملك المهيب، الأسد. وأول قرار يتخذه هذا الحاكم الطارئ، هو عزل الملك العادل عن عرشه، مستندًا إلى مبررات واهية، لتبدأ حالة من الفوضى العارمة والخراب المستشري في الغابة، منذ اللحظات الأولى لعهده المشؤوم.

أسماء المطوع: رواية ربيع الغابة طرحت العديد من القضايا الإنسانية الجوهرية 

وتشيد الناقدة أسماء المطوع بالرواية، قائلة: "لقد طرحت الرواية باقتدار جمٍّ، طيفًا واسعًا من القضايا الإنسانية الجوهرية، كالسلطة والنفوذ والولاء والدهاء، وذلك بأسلوب مبتكر ومغاير، يزخر بالحس المسرحي المرهف والنفس الشعري العميق. وقد قدم لنا الكاتب جمال مطر أبطالًا من عالم الحيوان، في حبكة درامية متقنة، تتمركز حول قصة فأر ذكي، يُختار ليحل محل الأسد في حكم الغابة خلال فترة غيابه. وقد سعى هذا الفأر الماكر، ببراعة فائقة، إلى قلب نظام الغابة رأسًا على عقب، ليحقق مآربه الشخصية الدنيئة." وتضيف المطوع، مشيرة إلى أن الكاتب قد وظف لغة شعرية سامية، وأن كل سطر من سطور الرواية يفيض بالحكم والعبر البليغة.

جميل مطر 
جميل مطر 

وفي لقاء مع الكاتب، تحدث عن روايته المترجمة حديثًا إلى الفرنسية، قائلًا: "لقد سعيت جاهدًا لأن أجعل من روايتي "ربيع الغابة" بؤرة للروح الرمزية، ولذا قررت أن أروي أحداثها على ألسنة الحيوانات، على منوال حكاية "كليلة ودمنة" الخالدة، التي خطها يراع ابن المقفع (724 ـــ 759) في العصر العباسي الزاهر. إلا أن روايتي تختلف جوهريًا عن رواية "مزرعة الحيوان" لجورج أورويل، التي تتحدث بلسان البشر، وتتحاور مع الحيوانات في بعض الأحيان."

جميل مطر: فكرة الرواية  جاءت من 15 عاما 

ويسترسل الكاتب في الحديث عن منبع إلهام الرواية، قائلًا: "بدأت فكرة الرواية تراودني منذ خمسة عشر عامًا، أثناء سماعي لطرفة فكاهية تدور حول فأر. ومنذ ذلك الحين، أخذت تلك الفكرة تنمو وتترعرع في ذهني، وتحولت إلى مشروع فيلم "كارتون" – أي رسوم متحركة. وهكذا بدأت الفكرة تتبلور وتتشكل في مخيلتي، حتى تكللت جهودي بإتمام كتابتها".

ويتابع الكاتب، متطرقًا إلى التساؤلات التي أثيرت حول الرواية بعد نشرها باللغة العربية: “بعد نشر الرواية باللغة العربية، انهالت عليّ أسئلة جمة من القراء، من قبيل: هل هذه الرواية موجهة للصغار أم للكبار؟ ولماذا آثرتُ أن أرويها على ألسنة الحيوانات، لا على ألسنة البشر؟ وما هي الرسالة التي تنطوي عليها هذه الرواية، وغيرها من الأسئلة”.

ويختتم الكاتب حديثه، كاشفًا عن رؤيته الفنية للرواية: “لقد تدافعت إلى ذهني كل هذه التساؤلات وأنا أغوص في بحر الكتابة، إلا أنني تعاملت مع الفكرة على أساس أنها جنس أدبي مستقل، وأعددتها للشاشة الفضية، وما زلت أحلم بأن تتحول إلى فيلم سينمائي في يوم من الأيام. لقد كان بإمكاني أن أصوغ هذه الرواية في قالب شعري، لكنني فضلت الرواية كأسلوب أدبي قادر على استقطاب شريحة أوسع من القراء. وتدور الفكرة المحورية للرواية حول السلطة وكرسي الحكم، وحول مفهوم العدالة”.

ويضيف الكاتب، شارحًا أبعاد الرواية الرمزية: “تسعى الرواية جاهدة إلى رصد الانطباعات والسلوكيات المتناقضة التي تتأرجح في دواخل البشر، وذلك من خلال تجسيد الصراع الأزلي بين الخير والشر الكامن في نفوسهم. إذ كانت الحياة على سطح الأرض في أبهى عصورها وازدهارها، مدينة فاضلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لولا عبث الأشرار فيها. وفي روايتي، يمثل الشر الفأر، الذي يزهو بدهاء ومكر بالغين، لأنه يمتلك عقلًا شريرًا، مكنه من إقناع الملك بالخروج في نزهة، بل ومرافقته في هذه النزهة، ليتمكن من قراءة أفكاره الخفية، ويحقق مآربه وخططه الدنيئة”.

ويستطرد الكاتب في وصف الصراع المحتدم في الغابة، قائلًا على لسان الفأر: “كم أغبط العصفور في طيرانه الرشيق، وانتقاله السلس من شجرة إلى أخرى بكل حرية وانطلاق، لأنه لا يرزح تحت تسلط متسلط. لقد ماتت طفولتي البريئة التي ما زلت أبحث عنها”، هكذا ينجي الفأر في نسج مكيدته الشيطانية، حتى تنتخبه الحيوانات ملكًا متوجًا على الغابة. وفي أول يوم من حكمه، يستهل خطابه بالإشادة بفضائله المزعومة، ثم ينطلق منذ اليوم الأول لعهده في بث بذور الفرقة والشقاق بين الحيوانات، فيدأ في التخطيط المحكم لجمع الأقليات المهمشة في الغابة، ومنحهم العطايا والهبات السخية، ليستميل أصواتهم ويكسب ولاءهم الزائف.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وزارة الخارجية الروسية: موسكو تشعر بالقلق من التدهور الحاد للأوضاع في سوريا - خليج نيوز
التالى مسلسل الشرنقة الحلقة 2 … أحمد داود يعيش أحلام اليقظة - خليج نيوز