تعتبر الكنيسة الأنغليكانية واحدة من أبرز الكنائس المسيحية التي نشأت نتيجة لانشقاق تاريخي في الكنيسة الغربية، ويقارنها البعض أحيانًا بالكنيسة الكاثوليكية من حيث العقيدة والممارسات الدينية. إليكم أبرز الفروقات بين هاتين الكنيستين:
أصل الاسم:
حتى بداية القرن السادس عشر، كانت الكنيسة الأنغليكانية، أو الكنيسة الإنجليزية، تعتبر جزءًا من الكنيسة الكاثوليكية. كانت تشير إلى المؤمنين الإنجليز تمامًا كما يُطلق اليوم على الكنيسة الكاثوليكية في دول مثل الولايات المتحدة والأرجنتين. بمعنى آخر، كانت الكنيسة الأنغليكانية تعتمد بشكل كامل على روما والبابا.
التأسيس:
في بداية القرن السادس عشر، كان هنري الثامن ملكًا على إنجلترا، وقد أراد الانفصال عن زوجته الإسبانية كاثرين. أنجب هنري عدة أطفال من كاثرين، إلا أن ابنتهم الوحيدة التي نجت كانت ماري. وبعد أن أعلن البابا أن زواج هنري ساري المفعول، رفض الملك الانصياع للقرار وتزوج من آن بولين. وفي عام 1534، ضغط هنري على البرلمان ليعلن نفسه رأس الكنيسة الإنجليزية، ما أدى إلى الانشقاق عن روما وظهور الكنيسة الأنغليكانية ككيان مستقل. أما الكنيسة الكاثوليكية، فقد تأسست على يد المسيح نفسه واستندت إلى الأسس التي وضعها القديس بطرس أسقف روما والرسل.
رأس الكنيسة:
كان أول رأس للكنيسة الأنغليكانية هو هنري الثامن، ومن ثم انتقلت هذه الرئاسة بين الملوك والملكات اللاحقين لإنجلترا، وكانت الملكة إليزابيث الثانية آخر من تولى هذا المنصب. الآن، يُتوقع أن يصبح ابنها، الملك تشارلز الثالث، هو الرأس الجديد. أما بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية، فقد كان القديس بطرس هو أول بابا، ومنذ ذلك الحين تم الحفاظ على تسلسل البابوية دون انقطاع حتى البابا الحالي فرانسيس.
العقيده:
مرت عقيدة الكنيسة الأنغليكانية بتغيرات عدة على مر العصور. في بداياتها، كانت معتقداتها قريبة جدًا من الكاثوليكية، باستثناء الولاء للبابا. ومع مرور الوقت، وتحت تأثير المصالح الملكية والتأثيرات البروتستانتية والتغيرات الثقافية، شهدت العقيدة الأنغليكانية تغيرات ملحوظة. على سبيل المثال، تم السماح بترتيب النساء ككهنة وأساقفة، وفي يوليو من هذا العام، تم التأكيد على أنه “لا يوجد تعريف رسمي” للمرأة في الكنيسة الأنغليكانية. في المقابل، حافظت الكنيسة الكاثوليكية على عقيدتها منذ القرون الأولى للمسيحية، حيث لا يُسمح للنساء بأن يكن “كاهنات”.
في هذا السياق، أشار الوزير الأنغليكاني السابق، والآن الكاثوليكي، ويليام جونستون، إلى أن “الكهنوت في الكنيسة الأنغليكانية يشبه إلى حد ما وظيفة أو مهنة أكثر من كونه دعوة أو رسالة، ولهذا السبب، بما أن الرجال والنساء يمكنهم أداء نفس الأعمال، من وجهة النظر الأنغليكانية يمكنهم أيضًا أن يكونوا كهنة”.
بينما نشأت الكنيسة الأنغليكانية بسبب صراع سياسي وديني داخلي في إنجلترا، حافظت الكنيسة الكاثوليكية على تقاليدها وعقيدتها منذ بدايات المسيحية. وعلى الرغم من التشابه في بعض الممارسات الدينية، إلا أن الاختلافات بينهما تظل واضحة في القيادة والعقيدة والشروط الخاصة بالكهنوت.