حلم "استقرار سوريا".. ابحث عن استقرار جيوسياسية المنطقة الأمنية خليج نيوز

يعيد ويركز المحلل السياسى، رئيس تحرير موقع المدن اللبانى منير الربيع، على ثلاث مسائل ظهرت مع أحداث الساحل السورى،  ونتائج تطور الأحداث التى تفيد المؤشرات أنها أكبر تحدٍ يصيب حكومة سوريا الانتقالية. 
الربيع، كتب رؤيته بعنوان: «كى لا تضيع سوريا: هيبة الدولة باحتضان الجميع». 
*مسائل سياسية وأمنية تعيد سوريا إلى دولتها المفتقدة، وتزيد مخاطر بدأت تنهش فى كيان سوريا بعد انتهاء وهروب الرئيس بشار الأسد، بينما تقول الوقائع إن هشاشة حال هيئة تحرير الشام، والفصائل المعارضة، تتصادم مع ما بات يعرف بفلول النظام السابق، وتكمن هذه المسائل وفق الآتى،  حسب التحليلات المتباينة:
*المسألة الأولى:

إن أخطر ما يجرى فى سوريا هو تحولها إلى قنبلة موقوتة انفجارها يدمرها وتطال شظاياه دول المنطقة، تحديدًا دول جوار سوريا.

*المسألة الثانية:
تحول «الأمل» إلى «فزع» حدث واحد يتكفل بزرع الرعب فى الأرجاء المختلفة، فبعد انتصار الثورة السورية وسقوط نظام بشار الأسد، ظهرت فرص حقيقية لتصحيح مسار التاريخ الذى أصيب بأعطاب كثيرة. لكن الفرصة يمكن أن تضيع. يمكن للخوف أن يجتاحك على حساب الفرح. ويمكن للدولة أن تتلاشى لصالح دويلات أو كيانات موازية.
*المسألة الثالثة:
تختلط القراءات فى كل الحسابات الجيوسياسية الأمنية؛ ذلك أنها تاهت بين مصالح الدول وصراعاتها، ومخاوف الشعب السورى وهذا المجتمع الحيوى، الذى عاد الاستدامة الحياة، بينما تعيد أحداث الساحل السورى لتعزيز إمكانية أن يغرق البلد فى حمام دم جديد.

.. ومع مثل هذه المسائل، ظهرت جهات دولية إقليمية متعددة تريد قسرًا، استغلال الفوضى، ما يتيح تداخل غريب مدمر فى تغيير مسارات الدولة السورية، والتأثير فيها، دون وضع حلول لإشكالية أن يستفاد سياسيًا وأمنيًا واجتماعيًا واقتصاديًا من خصوصية استثمار التنوع السورى، بحيث يكون منطلقًا لإرساء نموذج جديد على مستوى المنطقة. 
.. المحلل الربيع يرصد الرياح متعددة الاتجاهات، وقد بدأت تعصف بما تبقى من كيان ومن مرتكزات لأسس الدولة، وهى فى بداية البناء وتفعيل مطلقات الحكومة الانتقالية، التى فشلت فى أول امتحان دورها الأمنى والاجتماعى، فظهور فلول النظام السابق، يعنى ظهور تدخلات أجنبية ومكان تنافس يستعيد الأدوار، أكثرها سراسة تركيا وروسيا ودولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى. 
كل هذه الجهات الدولية والإقليمية، لن يكون لها أية أدوار مشروعة فى المفهوم السياسى والأمنى، بالتالى الدستورى، بكل أدوار حماية سوريا من الخارج، لأنها تلعب جيوسياسيًا لعزل الداخل، بطرق كانت فاعلة سلبيًا إبان النظام السابق، واليوم، لن يكون لأى محاولة عزل مكون أو أكثر، بالمذابح أو الإبادة، أو تطويقه، أو تجويعه، أو استهدافه عسكريًا، أن تصنع دولة مستقرة، بل ستنجم عنه صراعات لا تنتهي. وذلك ليس من مصلحة لا الإدارة السورية الجديدة، ولا أبناء الطائفة العلوية، ولا الدروز ولا الأكراد، ولا أى مكون يدعى الهيمنة.

*هل نحج الحوار الوطنى السورى؟ 
حتمية نجاح الحوار الوطنى السورى، قضية معلقة، وهى تقوم على جدلية خصوصية التنمية السياسية الأمنية والاقتصاديَّة عدا عن التشريعية الدستورية، وهنا يعزز المحلل الربيع، الإجابات بالتأكيد على أنه:
*١:
لم يكن يجدر الانخراط فى الحلّ الأمنى أو العسكرى وحده، ولا مواصلة معركة التهميش أو قطع الرواتب وتجميد آلاف الموظفين عن العمل.
*٢:
كان ذلك يحتاج أولًا إلى حلول سياسية واجتماعية. 
*٣:.
أخذت المعركة فى طابعها التسلسلى الراهن، الطابع العسكرى والذى يمكنه أن تحول للأسف، إلى صراع أهلى مديد، ويمكن أن يكون قابلًا للانتشار فى مناطق أخرى ومع جهات عدة.
*٤:
الحكومة الانتقالية، بالتالى الرئيس الشرع/ الجولانى، يحتاج إلى قدرات حكيمة لضبط الوضع الأمنى والعسكرى وإعادة تكريس الاستقرار، وفرض هيبة الدولة السورية.
*٥:
تحقّيق ذلك لا يتم  من دون خطة سياسية واضحة، وحوار وطنى فعلى وحقيقى، وإشراك كل البنى الاجتماعية السورية فى ذلك، سياسيًا واجتماعيًا. 
*٦:
ثمة حاجة فعلية لطمأنة كل الخائفين من شرائح المجتمع السورى،  وذلك لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إقدام الرئيس السورى أحمد الشرع على الدعوة إلى حوار وطنى عام وشامل تطرح فيه كل الجهات هواجسها ومشاكلها، وتصدر عنه مقررات واضحة يتم العمل على وضع جدول زمنى لتطبيقها وتحقيقها، فيشعر السوريون بأنهم شركاء وأصحاب دور فى صناعة هذا المستقبل.
*
*وزير الدفاع الإسرائيلى: القناع سقط عن الشرع/ الجولانى.
هذه الإشارات من التدخل الإسرائيلى فى أوضاع الصراع داخل الساحل السورى،  كشفت نوايا دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى،  فى هذه المرحلة من أوضاع سوريا، والمنطقة، تحاول أن تستغل العمل السياسى والأمنى،  والعسكرى،  وهى- حسب  تصريحات مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان رامى عبدالرحمن- تستغل الوضع فى سوريا من أجل توسيع نفوذها الإقليمى والسيطرة على أكبر مساحة من الأراضى السورى (..) بحجة حماية أمنها القومى. 
عبدالرحمن يرى فى حواره مع نشر فى «الدستور» ان الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى عمليًا يقوم أدوار مشبوهة:
والواقع العملى، أن التهديدات الإسرائيلية للسلطة القائمة فى سوريا كانت قبل وقوع المجازر، أما بعد المجازر؛ فقد تحدث وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس، وقال إن القناع قد سقط عن الجولانى. وأما عن احتمال الاجتياح الإسرائيلى فهو بعيد جدًا وإن حدث فهذا يعنى أننا خسرنا سوريا.

.. ونحن نتحير بأسف القول بأن ما يحدث هو عملية إبادة وتطهير عرقى تجرى اليوم فى سوريا.

يتوقف رامى عبدالرحمن، أمام حقائق مهمة، ويضع من طرف المرصد السورى لحقوق الإنسان، التزامات سياسية وأمنية يصفها، فى هذا الوقت العيب من تاريخ سوريا فيؤكد لـ«الدستور»:. 
قبل أن نتحدث عن العواقب علينا بداية توصيف وتسمية ما يجرى بحق الشعب السورى وتحديدًا من أبناء الطائفة العلوية.
*ما يحدث: عملية إبادة وتطهير عرقى تجرى اليوم أما مرأى ومسمع العالم بحق مكون أصيل من مكونات سوريا وإن لم يتم التعامل بحكمة، ويجب أن نحذر من ما يجرى فإن العواقب قد تكون كارثية:
* فإما: ستكون سوريا أمام سيناريو التقسيم الذى يخشاه السوريون. 
*أو: الكثير من المجازر والإبادات الجماعية.
.. وكشف مدير المرصد فى حواره مع «الدستور»، أنه:
حتى هذه اللحظة وثق المرضد السورى لحقوق الانسان أكثر من 745 قتيلًا من الطائفة العلوية والعدد الحقيقى قد يتجازوا «الألف» مع محاولات إخفاء الجثث ودفنها بغرض التقليل من عدد الضحايا.
*الكيان الصهيونى: سوريا يجب أن تكون تابعة لنا.
فى تحول سياسى عسكرى
قال رئيس لجنة الأمن القومى فى الكنيست الإسرائيلى، بوعاز بيسموت، إن «سوريا يجب أن تكون تابعة تمامًا لإسرائيل كما الأردن من دون قدرات عسكرية»، فيما أجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلى الجديد إيال زامير، زيارة إلى المنطقة العازلة التى يحتلها الجيش الإسرائيلى فى جنوب سوريا، عند الحدود مع الجولان المحتل.
يأتى ذلك، فيما أعلنت دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية  نيتها السماح للعمال الدروز فى سوريا، للعمل «قريبًا»، فى المستوطنات الإسرائيلية فى قرى الجولان المحتل، من ضمن برنامج يشمل تقديم أكثر من مليار دولار للمجتمعات الدرزية.

وفى التفاصيل قال  بيسموت خلال جلسة إقرار الموازنة فى الكنيست، إن سوريا يجب أن تكون تابعة لنا تمامًا مثل الأردن، من دون قدرات عسكرية، مضيفًا أن تل أبيب «لن تسمح بظهور قوة عسكرية فى سوريا بعد سقوط نظام الأسد»، «يجب أن تكون دمشق تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، وسنضمن دخولها تحت سيرتنا، وهو يقول ذلك وسط انشغال دول المنطقة وجوار سوريا والمجتمع الدولى، فى وضع سوريا، والكيان الصهيونى يراها: هى جسرنا للوصول إلى الفرات، وسوف نصل إلى العراق وكردستان فى المستقبل».
وتأتى تصريحات بيسموت بالتزامن مع زيارة رئيس الأركان فى جيش الاحتلال زامير، إلى المنطقة العازلة فى جنوب سوريا. وقال بيان للجيش الإسرائيلى إن زامير «تجوّل فى عمق المنطقة العازلة فى سوريا».
وأضاف أن المسئول العسكرى الإسرائيلى أجرى «تقييما للوضع وجولة فى المنطقة العازلة فى سوريا»، برفقة قائد المنطقة الشمالية أورى غوردين، وقائد الفرقة 210 يائير فالاى، وقادة آخرين.
ولفت إلى أن الزيارة جاءت مع بدء الجيش الإسرائيلى، صباح اليوم الأحد، بجولات تفتيشيّة لفحص الجاهزيّة، والانضباط، والروتين العملياتى، فى القيادة الشمالية. وفى السياق، أفادت القناة 12 الإسرائيلية، إن زامير اجتمع مع رئيس حكومة اليمين المتطرف التوراتى الإسرائيلى السفاح نتنياهو.
يأتى ذلك، الخطر المشرع، فيما أعلن وزير الأمن الإسرائيلى يسرائيل كاتس، عن أن الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى سيسمح قريبًا بدخول عمال دروز من سوريا، للعمل فى المستوطنات الإسرائيلية فى هضبة الجولان المحتلة.
وقال كاتس إن الحكومة الإسرائيلية «تقر حاليًا خطة دعم غير مسبوقة للطائفة الدرزية والشركسية فى إسرائيل، بقيادة نتنياهو، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش».
وأضاف كاتس «بصفتى وزيرًا للأمن، أحيى ولاءهم وشجاعتهم ومساهمتهم فى أمن إسرائيل فى أوقات صعبة ومصيرية، وسنواصل تعزيزهم وحماية أشقائهم فى سوريا، من أى تهديد».
بدوره، قال السفاح نتنياهو إن الحكومة الإسرائيلية تعمل على برنامج يشمل تقديم أكثر من مليار دولار للمجموعات الدرزية، مشددًا على الكيان (..) ملتزم بحماية الدروز فى سوريا والمنطقة، ودعمهم وتمكينهم داخل المجتمع الإسرائيلى.
من جهته، قال وزير المال الإسرائيلى  المتطرف سموتريتش إن هناك استعدادات لإنشاء إدارة هجرة كبيرة جدًا فى وزارة الأمن الإسرائيلية. وأضاف «نقدم مخططين غير مسبوقين للبلدات الدرزية بمبلغ 2.3 مليار شيكل للبنية التحتية ودعم السلطات المحلية».
وفى وقت سابق، قال صحيفة «وول ستريت جورنال»، إن الحكومة الإسرائيلية تخطّط لإنفاق أكثر من مليار دولار من أجل إقناع دروز سوريا برفض الحكومة الجديدة، بسبب ما تراه تل أبيب تهديدًا مباشرًا لها من «الإسلاميين المدعومين من تركيا»، فى سعيهم إلى توحيد البلاد.
*واشنطن تدعو لمحاسبة مرتبكى الانتهاكات فى الساحل السورى
فى تحول جديد، دخلت الولايات المتحدة الأمريكية على خط الأحداث فى الساحل السورى،  وقد قال وزير الخارجية الأمريكى.
ماركو روبيو، أن الولايات المتحدة: تندد «بإرهابيين إسلاميين متطرفين من بينهم متشددون أجانب».
.. ودعت الولايات المتحدة إلى محاسبة «الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين» لمسئوليتهم عن تنفيذ عمليات قتل فى الساحل السورى،  فيما دعت بريطانيا إلى حماية جميع السوريين وتحديد مسار للعدالة الانتقالية فى سوريا.

التدخل الأمريكى أعلن فى بيان، من الخارجية نص أن الولايات المتحدة تندد «بإرهابيين إسلاميين متطرفين من بينهم متشددون أجانب، قتلوا أشخاصًا فى غرب سوريا فى الأيام القليلة الماضية».
وأضاف الوزير الأمريكى أن واشنطن تقف إلى جانب الأقليات الدينية والعرقية فى سوريا، بما فى ذلك المجتمعات المسيحية والدرزية والعلوية والأكراد، وتقدم تعازيها للضحايا وأسرهم.
ودعا روبيو السلطات المؤقتة فى سوريا لمحاسبة مرتكبى هذه المجازر ضد الأقليات، حسب ما جاء فى البيان.
*الشرع/الجولانى يكلف لجنة مستقلة للتحقيق.
وفق ما نقل المرصد السورى لحقوق الإنسان، أن: عدد القتلى نتيجة أحداث الساحل تخطى الألف شخص، بينما قال الرئيس السورى الانتقالى إن «فلول النظام ومن ورائهم جهات خارجية يحاولون خلق حرب أهلية فى سوريا». مضيفًا، أن ما تواجهه سوريا ليست «مجرد تهديدات عابرة بل هى نتيجة مباشرة لمحاولات انتهازية من قبل قوى تسعى إلى إدامة الفوضى وتدمير ما تبقى من وطننا الحبيب».
وتابع الشرع، أن النظام السابق خلّف جراحات عميقة خلال فترة حكمه، وأن هناك من يحاول إثارة النعرات الطائفية فى سوريا، التى تتعرض لمحاولة زعزعة استقرارها وجرها لمستنقع الفوضى، حسب تعبيره، مشيرًا إلى أنه «لن نتسامح مع فلول النظام وليس أمامهم إلا تسليم أنفسهم»، ورمى الشرع بمسؤولية الأحداث التى وقعت فى الساحل السورى على فلول النظام السابق الذين «يحاولون خلق فتنة بدعم خارجى بهدف تقسيم بلدنا».
وبدأ التوتر يوم الخميس الماضى فى قرية ذات غالبية علويّة فى ريف محافظة اللاذقية الساحلية على خلفية توقيف قوات الأمن لمطلوب، وما لبث أن تطوّر الأمر إلى اشتباكات بعد إطلاق مسلّحين علويين النار، وفق المرصد السورى، الذى تحدث منذ ذلك الحين عن حصول عمليات «إعدام» طالت المدنيين العلويين.
والأحد، أصدر الرئيس السورى قرارًا يقضى بتشكل لجنة مستقلة للتحقيق وتقصى الحقائق فى أحداث الساحل السورى،  وتقديم تقريرها خلال 30 يومًا.
.. وفى نظرة تحليلية، البيان الرئاسى، ركز على إن (مهمة اللجنة) التحقيق بالأحداث التى وقعت بالساحل السورى بتاريخ 6 مارس 2025، استنادًا إلى مقتضيات المصلحة الوطنية العليا والتزامًا بتحقيق السلم الأهلى وكشف الحقيقة، وفق:
*١:
الكشف عن الأسباب والملابسات التى أدّت إلى وقوع الأحداث، 
*٢:
التحقيق فى الانتهاكات التى تعرض لها المدنيون وتحديد المسئولين عنها.
*٣:
التحقيق فى الاعتداءات التى طالت المؤسسات العامة ورجال الأمن والجيش وتحديد المسئولين عنها.
*٤:
تحويل المتورطين بارتكاب الجرائم والانتهاكات إلى القضاء.

*٥:
شدد بيان اللجنة أنه على جميع الجهات الحكومية التعاون الكامل مع اللجنة، والاستعانة بمن تراه مناسبًا، قبل أن تقدم تقريرها النهائى إلى رئاسة الجمهورية فى غضون 30 يومًا من تاريخ صدور القرار.
*»الدستور» تحصل على إسناد اعضاد لجنة التحقيق.
دون إيضاحات عن طبيعة اختيار اسماء اعضاد اللجنة، التحقيق، تضم اللجنة، وفق المصدر:
*القضاة:
-جمعة الدبيس العنزي. 
- خالد عدوان الحلو. 
- على النعسان - علاء الدين يوسف لطيف - هنادى أبو عرب - العميد عوض أحمد العلى. 
-المحامى ياسر الفرحان.
*حلم استقرار سوريا،، ابحث عن استقرار جيوسياسية المنطقة الأمنية.
* *حلم «استقرار سوريا».. ابحث عن  استقرار  جيوسياسية المنطقة الأمنية. 
المحلل السياسى السورى المقيم فى باريس، وليد النوفل وضع رؤية حول أحداث الساحل السورى،  اتفق فيها مع زميلته المحللة  لارا عيزوقى.. والتى  ركزت على حقائق منها:.
*أولًا:
بعد يومين داميين أعلنت وزارة الدفاع فى الحكومة السورية الجديدة وقوات الأمن العام، إيقاف العمليات العسكرية فى الساحل السورى حتى إخراج العناصر «غير المنتمين» إلى المؤسسة العسكرية والأمنية، بعد وقوع العديد من الانتهاكات هناك.

*ثانيًا:
أعادت القوات الحكومية الانتشار فى مدن الساحل الرئيسية بعد مواجهات عسكرية واسعة ضد فلول النظام فى الساحل، على خلفية قيام الأخيرة بـهجوم مدروس ومعد مسبقًا، يوم الخميس، على نقاط وحواجز القوات الحكومية فى المنطقة.

*ثالثًا:
أدت المواجهات الحاصلة إلى مقتل 121 عنصرًا من قوات الأمن و26 مدنيًا على يد عناصر من النظام السابق، فيما قتل 164 مدنيًا، بينهم 7 أطفال و13 امرأة، على يد القوات الحكومية والمجموعات التابعة لها، حسب أرقام وثقتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وهى الحد الأدنى وليست نهائية، وسوف يصدر تقريرًا مفصلًا بالأرقام المحدثة يوم الإثنين المقبل، كما قالت نور الخطيب من الشبكة السورية لحقوق الإنسان لـ«سوريا على طول».
*رابعًا:
اتهم رئيس جهاز الاستخبارات العامة السورى، أنس خطاب، قيادات عسكرية وأمنية سابقة تابعة لنظام الأسد بأنها تقف وراء التخطيط والتدبير للجرائم فى الساحل السورى، مضيفًا فى تغريدات له على منصة «إكس»، «أن هذه القيادات يتم توجيهها من بعض الشخصيات الهاربة خارج البلاد والمطلوبة للعدالة والقضاء».
*خامسًا:
فى عصر يوم الخميس، هاجمت مجموعات مسلحة مراكز ونقاطًا أمنية تابعة لقوات الأمن والجيش السورى الجديد فى محافظات الساحل، من غير المعلوم إن كان اندلاعه فى أعقاب مشاجرات بين قوات الأمن وشبان من أبناء بلدتى بيت عانا والدالية بريف جبلة أم أنه كان منظمًا أو تم التخطيط له بشكل مسبق، قال الصحفى رام أسعد، المقيم فى طرطوس، لـسوريا على طول.
*سادسًا:
سرعان ما توسعت التوترات فى عموم محافظات الساحل السورى، وسيطرت المجموعات المهاجمة على مراكز المدن الرئيسية وبعض المقرات الأمنية والعسكرية، كما فرضت حصارًا على قوات حكومية تحصنت فى ثكناتها، قبل أن تجلب دمشق تعزيزات عسكرية كبيرة لإعادة فرض سيطرتها على المنطقة، وتمشيطها من المجموعات العسكرية.

*سابعًا:
عزت الحقوقية والناشطة السياسية، خديجة منصور، المقيمة فى محافظة طرطوس، اندلاع الأحداث الأخيرة فى الساحل واتساع رقعتها إلى استغلال بعض أخطاء السلطة فى فصل الموظفين- وبالطبع هذا غير قانونى باستثناء العقود الوهمية- والوضع الاقتصادى السىء للناس، ما جعلهم ضعافًا يمكن التغرير بهم وجرهم إلى حرب، كما قالت لـ«سوريا على طول».
*ثامنًا:
هناك أخطاء وقعت على يد الحكومة الحالية، وهذه الأخطاء هى مدعاة للإصلاح والحديث بها، لا أن نذهب إلى العنف والقتل، حسب منصور، مستنكرة مواقف رجالات النظام السابق، الذين ظلوا متحصنين فى قراهم ويعملون على التجييش والتحريض على فتح جبهات مع الحكومة الحالية بحجة التجييش الطائفي من الحكومة الحالية، بالتالى جرّوا المنطقة إلى مزيد من العنف والقتل فى كلا الطرفين.
*تاسعًا:
أطلق الهجوم «فلول النظام» فى مدينة اللاذقية، يوم الخميس، وهم عناصر سابقون من الجيش والأمن والقوات الرديفة لنظام الأسد كانوا متواجدين فى المنطقة، حسب علاء عودة، مترجم مهتم بالشأن العام يقيم فى اللاذقية، مشيرًا إلى أن الهجوم كان منظمًا ومدروسًا، وأدى إلى مقتل عناصر من الأمن العام بالإضافة إلى مدنيين”، كما أوضح لـ«سوريا على طول».
*عاشرًا:
بعد انتشار خبر الهجوم، شهدت المحافظات السورية، التى كانت حاضنة للمعارضة، حالة من الغليان الشعبى، وخرجت العديد من المظاهرات منددةً بالهجوم ومعلنةً وقوفها إلى جانب الدولة فى عمليتها الجارية ضد فلول النظام السابق، وتحركت العديد من الأرتال التابعة للفصائل العسكرية المنضوية تحت وزارة الدفاع من محافظات أخرى للمشاركة فى العملية.
*حادى عشر:
دعا المجلس الإسلامى العلوى الموحد فى سوريا والمهجر، يوم الخميس، أبناء الطائفة العلوية للنزول إلى الشوارع والتظاهر فى مدن وبلدات الساحل، كما قال الصحفى رام أسعد، لكن بعد نزول آلاف الناس إلى الشوارع وهتفوا: يسقط الجولانى،  أطلق الأمن العام النار فى الهواء.
*ثانى عشر:
استنكر رجل دين علوى بارز وعضو فى المجلس الإسلامى العلوى «تهمة الفلول»، قائلًا فى حديثه لـمنصة: «سوريا على طول»، التى يشرف عليها النوفل: هذه التهمة هى تهمة جاهزة مثل تهمة الإرهاب عند النظام البائد، وتصلح [للاستخدام] فى أى زمان ومكان، مشيرًا إلى أن العلويين تعرضوا للاستفزاز من قبل العناصر الذين يتجولون فى المناطق السكنية ويطلقون ألقابًا وشتائم ضد العلويين.
وأضاف العضو: إن عدم تلبية مطالب العلويين وتهميشهم بشكل تعسفى كان سببًا مباشرًا لما حصل يوم الخميس، خاصة أن السيد الرئيس أحمد الشرع لم يجر أى لقاء معنا، رغم أنه التقى مع كل ممثلى الطوائف الأخرى، ناهيك عن معارضتنا فى تشكيل المجلس الإسلامى العلوي.
*ثالث عشر:
تشير العديد من التسجيلات المصورة التى جرى تداولها على وسائل التواصل الاجتماعى إلى أن طرفى المواجهات استخدما القوة بشكل مفرط، ونفذوا عمليات إعدام ميدانية، بعضها طال مدنيين. وأظهر تسجيل مصور عنصرين من القوات الحكومية يلقيان قذيفتين من طائرة مروحية فى إطار العملية العسكرية بالساحل السوري. مصدر عسكرى سورى قال إن القذيفتين استهدفتا مواقع تابعة لعناصر النظام السابق فى مناطق جبلية بريف اللاذقية.
.. مؤشرات خلصت إليها تحليلات النوفل، نقلت حقائق خطيرة:
*خطر أول:
قتال مفتوح، بمعنى أن جميع الأطراف استخدمت الوسائل المتاحة لها، بغض النظر إذا كانت قانونية أو شرعية، مع فارق أن الدولة معها القانون والتشريع والدستور والحق فى استخدام السلاح أو العنف، إضافة إلى أن الجميع يريد أن يخاطب ويشد أزر حاضنته أو من يتعاطف معه من المكونات الأخرى.
*خطر ثانٍ:
نتيجة الحشد المعنوى الكبير وتفلّت السلاح، شعر كل من يملك السلاح أو فقد أحد أقاربه فى الكمين [ضد الأمن العام] أنه معنى، وهذا أدى إلى تفاقم حالة الفوضى، مشددًا على أن الدولة وجهازها الرسمى فقط هى المعنية بالتعامل مع مثل هذه الأحداث.
*خطر ثالث:
النظام البائد هو الذى أبقانا فقراء ولا مجال لنا فى كسب لقمة العيش إلا بالتطوع فى الجيش أو فى وظائف الدولة وكان حريصًا كل الحرص على ذلك، وأنتم تعرفون ذلك وقرانا وأماكن سكنانا شاهدة بذلك.
*مصادر لـ«سوريا على طول»
ثلاثة مصادر لـمنصة «سوريا على طول» التى تعمل من فرنسا، قالت إنه أثناء تبين أن:
*١:
المجموعات الشعبية، التى شاركت إلى جانب القوات الحكومية، متهمة بتنفيذ عمليات قتل على أساس طائفى،  ومتورطة فى عمليات نهب وسرقة. قالت الوكالة العربية السورية للأنباء الرسمية (سانا)، اليوم، أن الأمن العام صادر أكثر من 200 آلية مسروقة على يد من وصفتهم ضعاف النفوس واللصوص فى جبلة وما حولها مستغلين حالة عدم الاستقرار.
*٢:
منذ سقوط النظام، تعيش البلاد حالة من الاحتقان الطائفى وتأجيج خطاب الكراهية، الذى يمكن عزوه إلى مقتلة كبرى حصلت خلال السنوات الماضية، ومشهد قاسى عاشته البلاد. إلا أنه على المستوى الرسمى يفترض أن يكون تعامل الحكومة بمنظور مختلف، قال علاء عودة من اللاذقية، مشددًا على أن فلول النظام هم أعداء كل السوريين، لكن مسئولية السلطة حماية المدنيين، وأن لا تعتبرهم حاضنة لأسباب طائفية، مثلما كان النظام يبيد مناطق كاملة بحجة أنها حاضنة للإرهاب والمخربين.

*٣:
فتحت دعوات النفير العام الباب بشكل عشوائى لكل القادمين إلى الساحل بكل صفاتهم، والبعض منهم يريد أن يصفى حسابات على أساس طائفى، حسب عودة، محذرًا من أن ما جرى خلال اليومين الماضيين كان فتيلٌ لحربٍ أهلية كبيرة.

*يد إيران بحسب النوفل. 
يرصد المحلل النوفل، انه لوحظ فى الرابع من مارس الحالى، أى قبل يومين من اندلاع أحداث الساحل، قال مستشار المرشد الإيرانى للشئون الدولية على أكبر ولايتى، إن هناك احتمالية اندلاع حرب أهلية بسوريا فى أى لحظة، لافتًا إلى أن لدى طهران أدلة تشير إلى وجود مقدمات لتفكك الدولة.
خلال الأيام الأخيرة، ناشدت مجالس دينية علوية روسيا ودول عربية والمجتمع الدولى للتدخل بشكل عاجل. فى السادس من الشهر الحالى، ناشد المجلس الإسلامى العلوى فى اللاذقية القيادة الروسية بـالتدخل الفورى والعاجل، لحماية أبناء الشعب السورى، وخاصة الطائفة العلوية من خطر الإبادة الجماعية التى تمارسها المنظمات الإرهابية، حسب تحليل المنصة، التى ترى، انه  يجب ملاحظة أن: هجوم الساحل حصل بعد تصريح المسئول الإيرانى، هذا يؤكد أنه جاء بعد تخطيط ممنهج ومسبق لهذه العملية من قبل الفلول وليس ردة فعل [شعبية]”، وأن مسار الأحداث جيوسياسيًا وأمنيًا: أن تحركات فلول النظام ترمى إلى التقسيم متوقعين بأن يكون هناك حماية دولية.
.. وبعد:
الاستقرار طريقة تحفها مصاعب، واردات تتفاوت فى قدرتها على احتواء سريع للأحداث، خوف انفلاتها المرتقب، وما تأكيدات الرئيس السورى الشرع/الجولانى،  إلا مرحلة تهدئة مؤقتة، ذلك هو يرى أن سوريا اليوم لا فرق فيها بين سلطة وشعب، فهى تعنى الجميع ومهمة للجميع، وهى واحدة موحدة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، ولا خوف على بلد يوجد فيه مثل هذا الشعب وهذه الروح.
* وثيقة حقائق: تعالوا معًا نتذاكر تلك الذكريات!
الوثيقة التى انتشرت فى كل ارجاد سوريا تذكر أحداث من التاريخ ما زالت لها أثرها، وهى تعدد لازمة اليوم الحد اللازم لوعى ذاكرة الشعب:
*مجـزرة سجن تدمر 1980
*مجــزرة الأعظمية المشارقة حلب 1980
*مجــزرة حماة 1982
*مجــزرة العلبى الصليبة اللاذقية 2011
*مجـزرة الحولة 2012
*مجــزرة بابا عمر الكبرى  2012
*مجــزرة التريمسة 2012
*مجــزرة داريا الكبرى 2012 
*مجزرة التضامن 2012
*مجــزرة كرم الزيتون 2012
*مجــزرة حجيرة 2012
*مجــزرة الذيابية 2012
*مجــزرة الجورة والقصور بالدير 2012
*مجـزرة اللطامنة 2012
*مجــزرة نهر قويق حلب 2013
*مجــزرة قرية  تسنين  فى ريف حمص 2013
*مجــزرة البيضا بانياس 2013
*مجــزرة رأس النبع بانياس 2013
*مجـزرة رسم النفل والمزرعة 2013
*مجــزرة جديدة الفضل 2013 
*مجــزرة الكيـماوى الكبرى 2013
*مجــزرة الكيماوى بريف حماه الشرقى «عقيربات»12/12/2016 راح ضحيتها حوالى 175 شهيدًا 300 إصابة
*مجــزرة جامع عمر بن الخطاب فى البوكمال 2015
*مجــزرة كيـ..ـماوى، خان شيخون 2017
*مجــزرة كيماوى دوما 2018
*مجـزرة صيدنايا والمعتقلات. 
*حصار الغوطة الشرقية وببيلا ويلدا وبيت سحم 
*مليونى شهيد
*مليون مفقود
*تدمير أكثر من ثلاثة ملايين منزل. 
*تهجير اكثر من عشرة ملايين إنسان
*صرخات المعتقلين..
*اغتصاب المعتقلات..
*دبح الأطفال
*هناك آلاف المقاطع الموثقة
*والكثير الكثير تذكر بما حدث فى سوريا قبل تشكيل الحكومة الانتقالية.
* عن  هنادى زحلوط
الأنشطة السياسية هنادى زحلوط كتب تقول: فقدت إخوتها الثلاث فى بلدة صنوبر جبلة بإعدام ميدانى..    
.. ونشرت بالنص: أنعى لكم أخواتى الثلاثة: المربى الفاضل أحمد زحلوط، المربى الفاضل عبد المحسن زحلوط،  المشهود بأخلاقه على زحلوط.
قتلوا أمس ونحتسبهم عند الله شهداء مع عشرات من رجال القرية الذين اقتيدوا من بيوتهم وتم إعدامهم ميدانيًا.
نطلب فقط حماية حياة من تبقى من نساء وأطفال، أن نستطيع دفن موتانا.
العمر لك يا أمى، العمر لك يا أم الضيعة، العمر لك يا روحى انتى، العمر لك يا سوريا..
أنا عطيتك عمرى ووهبتك حياتى.. ليش تاخدى منى نور عيونى وقلبى وروحى!
ما مات برىء بسوريا إلا وكنت أرفع اسمه وطالب بمحاسبة اللى قتلوه، شو ما كانت طائفته وشو ما كان القاتل، وينكن يا أخواتى السوريين؟ يلى كنتوا عيلتى الكبيرة؟ وينكن؟
ولا يفوتها السؤال: «وينكن؟ ما مات برىء بسوريا إلا وكنت أرفع اسمه وطالب بمحاسبة اللى قتلوه، شو ما كانت طائفته وشو ما كان القاتل، وينكن يا أخواتى السوريين؟ يلى كنتوا عيلتى الكبيرة؟».
.. الخطر يتابع الحدث، سوريا اليوم تقع فى فك داخلى خارجى، الخلاص منه يحتاج رؤية جيوسياسية وأمنية تقود التحول فى مستقبل سوريا نحو الحوار الجاد، المكاشفة وصولًا للأمن والسلم الأهلى.