في ظل التوترات المستمرة في غزة والضغوط الدولية على الأطراف المعنية، لم يلقَ رد حركة حماس على المقترح الأميركي المقدم في مفاوضات الدوحة استحسانًا من الجانب الإسرائيلي.
فقد أعرب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن استيائه من الرد الذي قدمته حماس، مؤكدًا أن الحركة لم تُظهر أي مرونة أو تغيير في موقفها بشأن المفاوضات.
إسرائيل: حماس لم تُبدِ أي استعداد للتفاوض
في بيان رسمي صدر عن مكتب نتنياهو، أكدت الحكومة الإسرائيلية أن رد حماس على المقترح الأميركي "لم يأتِ بجديد"، مشيرًا إلى أن الحركة "لم تتزحزح قيد أنملة" في محادثات وقف إطلاق النار.
كما اعتبرت إسرائيل البيان الذي أصدرته حماس بشأن إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر جزءًا من "حرب نفسية"، في إشارة إلى عدم جدية الحركة في تقديم تنازلات حقيقية في المفاوضات.
حماس: جاهزون للتفاوض وإتمام الاتفاق
في المقابل، أكدت حركة حماس أن وفدها تسلّم المقترح الأميركي من الوسطاء في الدوحة، وأن الحركة تعاملت مع هذا المقترح "بمسؤولية وإيجابية"، حيث سلّمت ردها في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة.
وفي بيانها، أعلنت حماس موافقتها على إطلاق سراح الجندي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأميركية، بالإضافة إلى جثامين أربعة آخرين من مزدوجي الجنسية.
كما أكدت حماس استعدادها الكامل لبدء المفاوضات بشكل رسمي، معربة عن استعدادها للتوصل إلى اتفاق شامل حول قضايا المرحلة الثانية.
مرحلة جديدة من المفاوضات: تمديد وقف إطلاق النار
من جهته، قدم المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، خلال مفاوضات الدوحة، نسخة منقحة من المقترح الذي قدمه سابقًا، تتضمن تمديد وقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن عدد من المحتجزين الأحياء وبعض الجثث.
المقترح الجديد يقترح إطلاق سراح 5 محتجزين أحياء خلال 10 أيام أو أكثر، بالإضافة إلى بعض الجثث، مما يختلف عن النسخة السابقة التي كانت تتضمن الإفراج عن 10 أسرى في يوم واحد.
اتفاقات لم تكتمل: الطريق إلى السلام لا يزال طويلاً
المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، التي بدأت في 19 يناير واستمرت لمدة 42 يومًا، انتهت في أوائل مارس دون التوصل إلى اتفاق نهائي حول المراحل اللاحقة. لا يزال الهدف الأساسي للمفاوضات هو ضمان نهاية دائمة للحرب التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، ولكن المفاوضات حول تفاصيل الاتفاق ما تزال عالقة.
وفي هذا السياق، لا تزال حماس تحتجز 59 أسيرًا في غزة، وسط تكهنات من المخابرات الإسرائيلية تشير إلى أن 22 منهم فقط على قيد الحياة، بينما لا تزال حالة اثنين منهم غير معروفة.
هل ستنجح المفاوضات أم يعود الصراع إلى نقطة الصفر؟
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال الأبرز: هل ستتمكن الأطراف المعنية من التوصل إلى اتفاق نهائي يضمن وقف إطلاق النار بشكل دائم؟ ومع تصاعد التصريحات المتبادلة بين حماس وإسرائيل، والتعقيدات السياسية المحيطة بالمفاوضات، يبقى الأمل في إيجاد حل دائم للأزمة في غزة بعيدًا عن متناول الأطراف المعنية.