الدكتور هشام رامي أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس
الصحة النفسية في رمضان.. أكد الدكتور هشام رامي، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن شهر رمضان يُعد فرصة مثالية لتعزيز الصحة النفسية والجسدية، على الرغم من التحديات التي قد تصاحب الصيام مثل الامتناع عن الطعام والشراب لساعات طويلة واضطراب النوم، موضحًا أنه يمكن التغلب على الآثار السلبية للصيام وتعزيز الفوائد الإيجابية من خلال اتباع بعض العادات الصحية والتنظيم الجيد للحياة اليومية.
فوائد رمضان للصحة النفسية
وأشار الدكتور هشام رامي، في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»، إلى أن الصيام يساعد على تدريب العقل على الانضباط والثبات الانفعالي، حيث يُمكن الإنسان من التحكم في التوتر والانفعالات رغم التأثيرات الجسدية الناجمة عن نقص الطعام والماء، مضيفًا أن الالتزام بروتين يومي متوازن، يشمل النوم المنتظم بعد الفجر، وممارسة تمارين التنفس والاسترخاء، يساعد في الحد من تأثير قلة النوم على الدماغ، مما يعزز التركيز والانتباه والقدرة على التفاعل مع الآخرين.
كما لفت إلى أن العبادات المنتظمة مثل الذكر والصلاة والدعاء تساهم في تعزيز الاستقرار النفسي، حيث تحفّز الدماغ على إفراز مواد كيميائية مثل الكيتامين والسيروتونين، التي تعزز الصلابة النفسية وتساعد على التعامل مع الظروف المختلفة بهدوء وثبات.

أهمية التواصل الاجتماعي في رمضان
وأوضح الدكتور هشام رامي أن رمضان يُعد فرصة مثالية لتعزيز الروابط الاجتماعية، حيث يحرص الكثيرون على تبادل الزيارات وصلة الرحم، وهو ما يُحفّز إفراز هرمون «الأوكسيتوسين»، الذي يُسهم في تقوية الجهاز العصبي ويمنح الشعور بالسعادة والطمأنينة، مشيرًا إلى أن التفاعل الاجتماعي الإيجابي يُساعد في تحسين المزاج وتقليل الشعور بالوحدة أو التوتر النفسي.
دور الرياضة والتغذية المتوازنة
وحذّر أستاذ الطب النفسي من الإفراط في تناول السكريات والأطعمة الدسمة بعد الإفطار، نظرًا لتأثيرها السلبي على الجهاز العصبي، مشددًا على أهمية تناول الخضروات والفواكه وشرب كميات كافية من المياه للحفاظ على النشاط والتركيز. كما نصح بممارسة الأنشطة البدنية الخفيفة، مثل المشي أو ركوب الدراجة، قبل الإفطار بساعة، لما لذلك من دور في تعزيز الصحة الجسدية والنفسية دون التسبب في الشعور بالإجهاد بسبب نقص السوائل.

رمضان شهر التسامح وصفاء النفوس
وحول التسامح خلال رمضان، أوضح الدكتور هشام رامي، في تصريحاته لـ «الأسبوع» أن الكثيرين يجدون سهولة في التصالح مع الآخرين خلال الشهر الكريم، نظرًا للأجواء الروحانية التي تشجع على المغفرة والتسامح، مضيفًا أن التسامح يُعد وسيلة فعالة لتحقيق الاسترخاء النفسي، حيث يساعد في تقليل التوتر العصبي ويمنح الإنسان دفعة معنوية تجعله أكثر قدرة على مواجهة التحديات اليومية.
وأكد الدكتور هشام رامي أن شهر رمضان يُمثل فرصة لتنظيم نمط الحياة من خلال تحقيق التوازن بين العبادات، والتفاعل الاجتماعي، والعادات الصحية، مما يُساهم في تحسين الصحة النفسية والجسدية، ويُعزز الشعور بالراحة والسلام الداخلي.
اقرأ أيضاً
«استشاري نفسي»: العطاء بلا حدود قد يتحول إلى استغلال.. فيديولو بتواجه ضغوط نفسية أو أسرية.. أحمد هارون يكشف الحل
جراحات التجميل النفسية.. هل يحتاج الإنسان إلى عملية ترميم للضمير؟