تشهد الولايات المتحدة خسائر غير مسبوقة في مستعمرات نحل العسل، مما يهدد استدامة قطاع تربية النحل ويدفع العديد من المربين إلى حافة الإفلاس.
بينما يسابق العلماء الزمن لفهم الأسباب الكامنة وراء هذا التراجع الحاد.
على الرغم من أن نحل العسل ليس من الأنواع الأصلية في الولايات المتحدة، إلا أنه أصبح جزءًا حيويًا من النظام الزراعي، حيث يساهم في تلقيح نصف المحاصيل الزراعية، بما في ذلك التفاح والتوت والقرع والبطيخ والكرز.
لكن الانخفاض الحاد في أعداد النحل يُصعّب على المربين الحفاظ على عدد كافٍ من المستعمرات للقيام بهذه الوظيفة الأساسية، وفق تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية.
وبلغت قيمة خسائر النحل الأخيرة 139 مليون دولار. وارتفع سعر العسل بنسبة 5% بسبب انخفاض الإنتاج.
قال أحد المربين في الاستطلاع: “كل شيء انتهى. فقدنا قيمة المنزل ومدخرات التقاعد وحتى أموال أفراد العائلة. لم يبقَ سوى الصناديق الفارغة. حتى النحل الميت لم نجده، لقد اختفى تمامًا.”
يُعتبر فقدان نسبة من مستعمرة النحل أمرًا طبيعيًا خلال فصل الشتاء، لكن المعدل المعتاد للخسائر كان بين 10% و20% قبل عقدين من الزمن. منذ ذلك الحين، ظهر اضطراب انهيار المستعمرات، وهي ظاهرة تؤدي إلى اختفاء النحل بشكل غامض، مما تسبب في فقدان نصف المستعمرات سنويًا في المتوسط.
وقد حدد العلماء عدة عوامل تؤثر على نحل العسل، منها:
- أزمة المناخ وفقدان الموائل الطبيعية.
- الاستخدام المكثف للمبيدات الحشرية.
- نقص التغذية والممارسات الخاطئة في إدارة المستعمرات.
- الطفيليات والأمراض، خاصةً عثة الفاروا، التي تُعد من أخطر التهديدات للنحل المُدار.
على الرغم من الخسائر القياسية، أظهرت الإحصاءات أن عدد مستعمرات نحل العسل في الولايات المتحدة بلغ مستوى قياسيًا، حيث وصل إلى 3.8 مليون مستعمرة، بزيادة مليون مستعمرة مقارنة بخمس سنوات مضت.