حين تصبح الدبلوماسية سلاح الدمار الشامل في وجه المؤامرات خليج نيوز

حين تصبح الدبلوماسية سلاح الدمار الشامل في وجه المؤامرات خليج نيوز
حين تصبح الدبلوماسية سلاح الدمار الشامل في وجه المؤامرات خليج نيوز

الأربعاء 09/أبريل/2025 - 12:33 ص 4/9/2025 12:33:17 AM

تحتاج تحركات مصر الدبلوماسية في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط إلى التوقف كثيرا بالفحص والدرس أمام إنجازات الدبلوماسية المصرية التي تقودها القيادة السياسية في مصر في مواجهة ممارسات إدارة ترامب الأمريكية واللوبي الصهيوني في عالمنا والتي تريد فرض واقعا جديدا في الشرق الأوسط بصفة عامة، ثم فرض واقعا يتحرك بأخلاقيات الهيمنة والمنهج الاستعماري القديم لحصار مصر وتقويضها وإضعافها، وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد في فرض سياساتها على أنها القوة الأعظم عسكريا في العالم والتي يتصور أنها لا يمكن أن تقهر أو تنهزم، فإن تحركات الرئيس عبد الفتاح السيسي على رأس القوة الدبلوماسية الناعمة لمصر منذ اندلاع حرب غزة وحتى وقتنا الحالي تفتح الباب لنوع جديد من الدبلوماسية الضاغطة التي يمكن أن تحقق انتصارا بقوة أسلحة الدمار الشامل على المؤامرات والمخططات التي تواجه مصر ، والمتابع للمشهد جيدا يرى أن الرئيس السيسي قد أفقد ترامب توازنه منذ رفضهلدعوته لتهجير الفلسطينيين من غزة ومشروع ترامب الواهم بتحويل أرض الشرف والكرامة في غزة إلى ريفيرا الشرق الأوسط أو  ترامب لاند كما صور له خياله المريض، ثم أن الرئيس السيسي قاد حربا دبلوماسية بمعنى الكلمة استطاع من خلالها أن يشحن دول العالم الأول وخاصة في أوروبا ضد مؤامرة ترامب وأعتقد أن الرئيس بقراءته للتاريخ استثار روح الإمبراطوريات العظمى القديمة والتي وإن لم تعد القوة الأولى في العالم إلا أنها تتمتع بوصف القوى العظمى المؤثرة في العالم، وأقصد هنا على سبيل المثال فرنسا التي تعد الآن في هذا الوقت أقوى دول الإتحاد الأوربي والزعامة المؤثرة في قرارات الدول الأوروبية، وقد ساعدت الحرب التجارية التي شنها ترامب على دول العالم وحلفائه وخاصة الدول الأوروبية في مساعدة الدبلوماسية المصرية لبناء جدار واق ضد ترامب وسياساته يقوم على المصالح المشتركة بين مصر  وأغلب دول الاتحاد الأوروبي من جهة وبين مصر والدول العظمى الأخرى القطبية في عالمنا مثل الصين وروسيا من جهة أخرى، وقد ذكرتني سياسات ترامب منذ عودته للبيت الأبيض مرة أخرى بالفيلم الكوميدي المصري (عنتر ولبلب) الذي جسد في إطار ساخر هذا الصراع ما بين القوة الغاشمة المتمثلة في عنتر الضخم وما بين العقل والمكر المتمثل في لبلب الضعيف جسمانيًا، فقد تصور ترامب أنه الرجل الأقوى في العالم وأن كل دول العالم حتى العظمى منها هي بمثابة لبلب بالنسبة لعنتر، فإذا بكل هذه الدول تصطف وتجتمع في وجه ترامب وترفض أفكاره بل ويناطحه قادة الدول على الهواء مباشرة في المؤتمرات الصحفية والتي جعلته ينهي بعضها قبل أن تكتمل بشكل أقل ما يوصف به أنه فقد عقله وتوازنه، وما يعكس هذا الرأي تلك المظاهرات الحاشدة ضد سياسات ترامب في الولايات المتحدة الامريكية بعد نحو شهرين فقط من عودته للبيت الأبيض مما زلزل هيبته وأظهره بأنه الرجل الضعيف الذي شاخت أفكاره وسياساته، ثم توالت الاحتجاجات ضد سياسات ترامب في كثير من دول العالم وليس فقط في الولايات المتحدة، ضمن مظاهرات منسقة تحت شعار "ارفعوا أيديكم" ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزارة كفاءة الحكومة التي يرأسها حليفه إيلون ماسك حيث تجمعت الحشود في البرتغال وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والمكسيك وكندا بسبب سياسات إدارة ترامب في مجال حقوق الإنسان والاقتصاد وغيرها، ويجدر بنا أن نذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أسس لمواجهة ترامب على الصعيد الشعبي والدبلوماسي، فقد عقد الكثير من المؤتمرات واللقاءات المناصرة للقضية الفلسطينية والرافضة للتهجير، ثم أنه كثف الاتصالات مع زعماء وقادة دول العالم الذين تضرروا من سياسات ترامب ودعمه الغاشم لإسرائيل حتى ضد المحكمة الجنائية الدولية، كما نسق الرئيس المواقف مع المملكة الأردنية الهاشمية ولاشك أن دعمه للملك عبد الله بن الحسين في الأردن هو ما أظهر موقف المملكة القوى والمساند للمواقف المصرية، ثم أن الآلة الإعلامية المصرية لم تتوقف عن فضح الممارسات والجرائم الإسرائيلية كما أن المحللين والخبراء انتقدوا بشدة الموقف الأمريكي وأظهروه إعلاميا بأنه الموقف الرجعي الذي يتبنى مبادئ الاستعمار الذي انتهى من عالمنا إلا في إسرائيل التي تحتل فلسطين وأجزاء من سوريا ولبنان حتى ظهرت أمريكا وإسرائيل مثل البالغين الكبار الذين تبتل ملابسهم فتكشف سوءاتهم، ثم الرئيس السيسي أيضا أظهر شجاعة وتصدي ضد كل محاولات النيل من الامن القومي المصري، وأظهر سلاحا جديدا يتمثل في الدبلوماسية الضاغطة حتى أنه حاصر ترامب ونتانياهو وجرائمهم إلى الحد الذي ظهر فيه الحليفان ترامب ونتانياهو في زيارة الأخير للبيت الأبيض في حالة شقاق واختلاف وتوتر، ويبدو أن ترامب يفكر جديا في تغيير الدستور الأمريكي للترشح لفترة رئاسية ثالثة رغم انه في الأشهر الأولى من ولايته الثانية وأنه يبلغ من العمر 79 عاما، أي في حال نجاح فكرته سيرشح نفسه للمرة الثالثة  في عمر 83 عاما، وهو يحاول أن يعتمد على تحسين الوضع المعيشي للمواطنين في أمريكا وتخفيض الضرائب والدفع بكثير من المميزات الاقتصادية حتى يحقق من وجهة نظرة أعلى معدلات الرخاء للمواطن الأمريكي، بخلاف أنه وإن كان يظهر غطرسة القوة فهو يخطط للحصول على جائزة نوبل للسلام وفي سبيل ذلك لا أرى أنه سيفكر في استخدام الحلول العسكرية رغم كل التهديدات فهو يريد أن يظهر بأنه رجل الرخاء والسلام حتى يحقق المجد التاريخي بتغيير الدستور  من أجل السماح له بالترشح مجددا حتى لو فاز  ثم مات في اليوم التالي لدخوله البيت الأبيض للمرة الثالثة، لكنني أعتقد ان التحركات المصرية الضاغطة دبلوماسيا وآخرها زيارة ماكرون التاريخية لمصر في الأيام السابقة قد كشفت عن ضعف ترامب أو على الأقل اهتزاز قراراته، فبدأ يخطئ أمام الكاميرات ثم يعود ليغير ما صرح به حتى ظهر  في مواقف متعددة ذكرتنا بسلفه جو بايدن الذي أصيب بالزهايمر  وكان سخرية العالم كله، وقد لا أبالغ إذا قلت أن مستقبل مصر سيكون له الغلبة والتقدم في القريب العاجل، فالدبلوماسية الضاغطة لمصر ستمكنها سياسيا من اعتلاء الساحة العربية على الأخص واعتقد أن ترامب سيفرض على دول الخليج التي يمكن ان يكون لها توترات حالية مع مصر أن تراجع مواقفها لدعم مصر وان تبتعد عن أحلام ومخططات الزعامة والسيطرة على المنطقة، فلا شك أن الهزيمة الحالية لترامب أمام مواجهة الرئيس السيسي سوف تحفز ترامب على الاستفاقة ومحاولة الحفاظ على العلاقات المصرية الأمريكية واسترداد مكانة مصر مرة أخرى في الأجندة الامريكية حيث أثبت الرئيس السيسي تأثير وقوة مصر في القرار العالمي، وهو التأثير الذي يفوق قوة أسلحة الدمار الشامل ولكن بالكلمة والحوار والإقناع وإدارة التفاوض الذي أكرر أن التجربة المصرية في الدبلوماسية الضاغطة في عهد الرئيس السيسي تحتاج للوقوف أمامها بالفحص والدرس والتحليل، فقد أسست لمنهج جديد في انتصار القوة الناعمة على غطرسة السلاح. 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق سعر اليورو في مصر اليوم الجمعة 11 أبريل 2025 أمام الجنيه بختام التعاملات - خليج نيوز
التالى "رحيل" الأردني بدندرة ضمن عروض مسرح الجنوب في قنا - خليج نيوز