صدر له 56 كتابًا، وأشرف علي عشرات الرسائل العلمية ما بين ماجستير ودكتوراه في تخصص المسرح على مدار أكثر من 30 عاما منذ صدور كتابه الأول "الرقابة والمسرح المرفوض (١٩٢٣–١٩٨٨)" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب؛ حتى يومنا هذا ليصبح جديرًا بلقب "جبرتي المسرح" الذي وصف به في العديد من المحافل العلمية نظرًا لموسوعيته في توثيق كل ما يتعلق بفن المسرح في مصر.. إنه الدكتور سيد علي، أستاذ المسرح بجامعة حلوان الذى أعلن منذ أيام قليلة عن إهدائه ما يقرب من 1000 وثيقة ونص مسرحي ورقابي عن الأعمال المسرحية تعُد من ثمار تجربته العملية الممتدة لإحدى جهات وزارة الثقافة حتى يتسنى للباحثين الإطلاع عليها، من أبرزها نصوص وتقارير رقابية عن بعض الأعمال المسرحية، وكذلك نصوص مسرحية لم تنشر بعد؛ وهو ما يكشفه في حديثه لـ"الدستور".
تقدم لى حتى الآن 4 عروض من 3 جامعات وجهة تابعة لوزارة الثقافة.. لكني مازلت انتظر عروضًا أخرى
"عمرى 63 سنة.. ومازال رغم كتبي وأبحاث نشرتها وأشرفت عليها لباحثين آخرين إلا أنني لدي مشاريع تكفي 200 سنة والعمر يجري لذا كانت دعوتي بإهداء ما لدي من نصوص ووثائق مسرحية مجهولة تقترب من الألف لإحدي الجهات التابعة لوزارة الثقافة المصرية".. بهذه الكلمات أوضح د. سيد علي إسماعيل، أنه حتى اليوم تقدمت له 3 جامعات بطلب الحصول على تلك الوثائق، وجهة من وزارة الثقافة – فّضل عدم الإفصاح عنها -؛ إلا أنه مازال ينتظر مزيدًا من العروض من بعض الجهات خلال عام كام من اليوم حتي يتسنى له الإنتهاء من كتابة سلسلة مقالات ترصد وتوصف ما في بحوزته من نصوص ووثائق مجهولة ترصد تاريخ المسرح المصري، مشيرًا إلى أن سبب عدم تفضيله إهدائها لجامعة من الجامعات يعود لكون الجامعات تكون قاصرة على طلابها فقط وهو ما قد يحرم الباحثين من خارج الجامعة من الإطلاع علي النصوص والوثائق؛ وأنه يُفضل تقديمها لجهة توفر للباحثين إمكانية الإطلاع عليها بكل سهولة.
لدي مخطوطات 8 أعمال مسرحية نادرة للراحل وحيد حامد.. ونصوص مسرحية لأحمد الإبياري
وأشار د. سيد علي إسماعيل في حديثه لـ"الدستور"، إلى أنه بدأ في الترويج لأبرز النصوص المجهولة التي بحوزته لباحثين يقومون بتسجيل رسائلهم سواء في الماجستير أوالدكتوراه؛ وهو ما أستجابت له مثلا باحثة أشرف على رسالتها اسمها أسماء قورة عن نصوص وحيد حامد المسرحية حيث لدي مخطوطات 7 أو 8 نصوص مسرحية له لم تنشر، كما سجل لدي طالب آخر سجل رسالته للدكتوراه في سوهاج عن مسرح احمد الابياري وقدمت له النصوص التي لدي عنه، وكذلك باحثة في طنطا سجلت رسالته عن جحا قمت بمدها ببعض النصوص عنه، ونصوص نجيب محفوظ الأدبية التي تمت مسرحتها؛ وغيرها.
بدأت في جمع ما لدي من وثائق ونصوص مجهولة منذ 30 عاما
منذ 30 عاما أي في عام 1997 تقريبًا وقعت في يدي تقارير رقابية سرية عن بعض الأعمال المسرحية عن طريق الصدفة؛ قمت بنشرها في أول كتاب صدر لي عن "هيئة الكتاب" بعنوان "الرقابة والمسرح المرفوض (١٩٢٣–١٩٨٨)"؛ متضمنًا أبرز النصوص المسرحية التي رفضتها الرقابة في مصر ولم تمثل علي خشبة المسرح، وهو كتاب كانت قد أستعانت به الدكتورة نهاد صليحة في إحدي المؤتمرات وقالت عنه انه الكتاب الوحيد في العالم الذى به تقرير للوثائق الرقابية عن المسرح المصري".. بهذه الكلمات تابع د. سيد علي إسماعيل حديثه لـ"الدستور"، مشيرًا أن أبرز النصوص التي بحوزته نص مسرحي لسعد الدين وهبه عامل بعنوان "كوابيس في الكواليس"؛ لافتًا أنه اكتشف أن النص الرقابي لهذه المسرحية غير النص الذي تقدم به إليها غير النص الذي نشر، وكذلك نص "الحب في الصيف" وهو نص مسرحي لألفريد فرج لم ينشر من قبل للدرجة ان شقيقه لم يعلم عنه شيئًا، وتقرير رقابي عن مسرحية للناقد المسرحي الراحل عبد الغني داوود والمتضمن علي العديد من التغييرات التي أجبر عليها حتى تنُشر.
هل خدع نجيب سرور محُبيه بسبب مسرحيته "وخبريني يا بهية"؟
وأضاف د. سيد علي إسماعيل، أنه من بين النصوص التي بحوته تقرير رقابي عن مسرحية نجيب سرور "يابهية وخبريني" والذى تضمن علي طلب للرقابة يتمثل في ان يقال في بداية العرض على المسرح تنويه بان الأحداث قبل ثورة 1952 رغم أن نجيب سرور كان يقصد هزيمة هزيمة عام 1967؛ وهو ما يكشف مدى خداع نجيب سرور لنا عندما سوق لنا ما طلبته منه الرقابة لتمرير عرضه المسرحي، وهو أمر يتطلب منا وقفة عند قراءة النصوص أو العروض القديمة وإعادة تفكير مرة ثانية فيها.