في تقليد مميز لدى بعض الكنائس المسيحية الشرقية، يُعرف يوم الأربعاء من أسبوع الآلام باسم "أربعاء أيوب"، في إشارة رمزية إلى شخصية النبي أيوب في العهد القديم، الذي يُعتبر مثالًا للصبر والثبات في مواجهة المِحن.
تحتفل به الكنيسة القبطية غد الأربعاء، ويحمل هذا اليوم دلالات روحية عميقة، حيث يشكل لحظة تأمل في آلام السيد المسيح الوشيكة واستعداده للتضحية من أجل خلاص البشرية، وفقًا للنصوص الإنجيلية والتقاليد الكنسية.
صبر أيوب كمفتاح للتأمل
يُستمد اسم "أربعاء أيوب" من قصة النبي الذي تحمل أشد الابتلاءات بثبات وإيمان، ليصبح رمزًا للصبر والرجاء، ويعكس هذا الاسم دعوة للمؤمنين للتأمل في صبر المسيح واستعداده لخوض طريق الآلام من أجل البشرية.
استمرار التآمر على المسيح
بحسب التقليد الكنسي، فإن أحداث يوم الأربعاء شهدت استمرار المؤامرات من قبل رؤساء الكهنة والشيوخ الذين كانوا قد اتخذوا قرارًا بالتخلص من المسيح، يُعتقد أن هذا اليوم خُصص لوضع اللمسات الأخيرة لخطة الاعتقال وتحديد موقع التنفيذ وتوقيته.
يهوذا يحسم قراره بالخيانة
فيما بدأت مفاوضات يهوذا الإسخريوطي لتسليم المسيح في يوم الثلاثاء، تشير بعض التقاليد إلى أن يوم الأربعاء كان حاسمًا في قراره النهائي، حيث أمضى الوقت في ترتيب التفاصيل المتعلقة بخيانة معلّمه مقابل ثلاثين من الفضة.
دعوة للتأمل في الآلام والفداء
يمثّل "أربعاء أيوب" لحظة روحية للتأمل في المعاناة التي كان المسيح على وشك مواجهتها، كما صبر أيوب على بلائه، فإن المسيح أظهر طاعة وصبرًا أمام الآلام المنتظرة، ليقدم نفسه ذبيحة حب وفداء للإنسانية.
الاستعداد الروحي للأيام المقدسة
تعتبر بعض التقاليد هذا اليوم مناسبة للصلاة، التوبة، والتأمل الداخلي، استعدادًا للدخول في الأيام المقدسة التي تبدأ بخميس العهد وتبلغ ذروتها في الجمعة العظيمة وقيامة الأحد، هو وقت لمراجعة الذات والانغماس في المعاني الروحية للحدث الفدائي.