"النقل" تبدأ تجارب تدريب سائقي مشروع الأتوبيس الترددي BRT خليج نيوز

أعلنت وزارة النقل بدء التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى من مشروع الأتوبيس الترددي BRT، الذي يُنفذ على الطريق الدائري حول القاهرة الكبرى، ويُعد من المشروعات الاستراتيجية التي تستهدف تخفيف الزحام وتحقيق السيولة المرورية، وربط شرق العاصمة بغربها من خلال وسيلة نقل نظيفة وآمنة وسريعة.

يأتي ذلك في خطوة جديدة نحو تطوير منظومة النقل الجماعي الحضاري وتحقيق التوجيهات الرئاسية بتعزيز وسائل المواصلات المستدامة.

وأوضح بيان صادر عن الوزارة، أن تنفيذ المرحلة الأولى جاء تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومتابعة مباشرة من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل.

وتشمل هذه المرحلة تشغيل المسار الممتد من محطة أكاديمية الشرطة وحتى تقاطع الطريق الدائري مع طريق الإسكندرية الزراعي، والذي يضم 14 محطة تم إعدادها بالكامل لخدمة الركاب.

وتشمل المحطات: محطة عدلي منصور (غير نمطية)، ومحطتين على كباري مشاة في بهتيم وأكاديمية الشرطة، بالإضافة إلى 11 محطة سطحية على أنفاق مشاة وهي (إسكندرية الزراعي، الشرقاوية، شبرا بنها، مسطرد، الخصوص، المرج، القلج، مؤسسة الزكاة، الفريق إبراهيم العرابي، السلام، وطريق السويس). وقد بدأت الهيئة العامة للطرق والكباري في تسيير 10 أتوبيسات كهربائية بغرض تدريب السائقين على المسار، والتوقف بالمحطات، وضبط زمن التقاطر المخطط.

ويأتي التشغيل التجريبي عقب عدة زيارات ميدانية مكثفة أجراها الفريق كامل الوزير لمتابعة جاهزية المشروع، والتأكد من تكامل منظومة التشغيل، وربط المحطات بالمواقف أسفل الطريق الدائري، وتحديد كيفية انتقال الركاب من وإلى المحطات عبر كباري وأنفاق المشاة، فضلاً عن مراجعة أماكن الانتظار داخل المحطات، وآليات الحصول على التذاكر، وتفعيل بوابات الدخول الإلكترونية.

وأكدت وزارة النقل، أنه من المقرر أن يتم الدفع بـ100 أتوبيس كهربائي خلال المرحلتين الأولى والثانية، وهي أتوبيسات مُنتجة بالكامل داخل مصر، في إطار تنفيذ توجهات القيادة السياسية بتوطين الصناعات الوطنية، وتعزيز الاعتماد على المنتج المحلي بدلاً من الاستيراد، بهدف دعم الصناعة وتحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي.

وأشار البيان، إلى أن المشروع يتم تنفيذه على ثلاث مراحل بإجمالي 48 محطة، إلى جانب مواقف انتظار ومحطة شحن رئيسية، و3 محطات شحن فرعية. وتشمل المرحلة الثانية تنفيذ 21 محطة تمتد من المشير طنطاوي وحتى تقاطع الفيوم، مرورًا بمحور المريوطية، ومحطات الملك فيصل وترسا والمتحف المصري الكبير، فيما تشمل المرحلة الثالثة 13 محطة تبدأ من تقاطع الإسكندرية الزراعي وحتى الإسكندرية الصحراوي، تزامنًا مع استكمال التوسعة بهذه المسافة.

ومن المقرر أن يبلغ زمن التقاطر بين الأتوبيسات 3 دقائق بما يعادل نحو 20 أتوبيسًا في الساعة، على أن يقل زمن التقاطر إلى دقيقة ونصف فقط في أوقات الذروة. ويُعد مشروع BRT نموذجًا للنقل الذكي والنظيف، إذ يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن عوادم السيارات الخاصة، كما يدعم التحول نحو وسائل النقل الصديقة للبيئة، بما يتماشى مع أهداف الدولة لتحقيق الاستدامة البيئية.

ويُتوقع أن يُحدث المشروع نقلة نوعية في ربط مختلف أطراف العاصمة الكبرى، خاصة أنه يتكامل مع عدد من وسائل النقل الجماعي الأخرى، حيث يتبادل الخدمة مع مترو الخط الأول في محطتي الزهراء والمرج، والخط الثالث في محطتي عدلي منصور وإمبابة، إضافة إلى القطار الكهربائي الخفيف (LRT) في محطة عدلي منصور.

واختتمت وزارة النقل بيانها بالتأكيد على أن المشروع لا يمثل فقط تطورًا نوعيًا في البنية التحتية لقطاع النقل، بل يُجسد رؤية الدولة نحو تطوير حياة المواطن المصري، من خلال وسائل مواصلات حضارية وآمنة، تليق بمكانة مصر وتخدم أهداف التنمية المستدامة على المديين القريب والبعيد.