تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الجمعة، ذكرى الجمعة العظيمة، وهو اليوم الذي يُختتم فيه أسبوع الآلام، وتستمر فيه الصلوات داخل الكنائس لما يقرب من 12 ساعة متواصلة، استرجاعًا لآلام السيد المسيح ومحاكمته وصلبه ودفنه.
لحظات فاصلة في تاريخ الخلاص
في هذه الليلة التاريخية، تبدأ الكنيسة في قراءة وتأمل أحداث يوم الجمعة العظيمة، بدءًا من الصلاة الوداعية التي قدمها المسيح، مرورًا بذهابه إلى جبل الزيتون وصراعه النفسي في بستان جثسيماني، حيث شعر بالحزن العميق حتى الموت.
خيانة ومحاكمات متعددة
تشهد الليلة خيانة يهوذا الإسخريوطي، الذي سلم المسيح مقابل ثلاثين من الفضة، ثم تتوالى المحاكمات الدينية والمدنية، حيث خضع المسيح لست محاكمات متتالية أمام رؤساء الكهنة، وأمام الحاكم الروماني بيلاطس البنطي، وانتهت بالحكم عليه بالجلد والصلب.
الطريق إلى الجلجثة
اقتاد الجنود الرومان المسيح إلى مكان الجلجثة، وهناك عُلق على خشبة الصليب، ووُضِع فوق رأسه إكليل من شوك، ولافتة كُتب عليها "ملك اليهود"، ورفض حينها أن يشرب خلًا ممزوجًا بمر لتخفيف آلامه، متمسكًا بتحمل الألم حتى النهاية.
السماء تظلم.. والهيكل ينشق
وبحسب ما ورد في الأناجيل، حين أسلم المسيح الروح، أظلمت السماء، وانشق حجاب الهيكل، وتفتحت القبور، في مشهد يرمز إلى نهاية العهد القديم وبداية العهد الجديد، ولكن بعد موته، طلب يوسف الرامي جسد المسيح من بيلاطس، فكفنه ووضعه في قبر جديد لم يُستخدم من قبل.
من الجمعة العظيمة إلى سبت النور
تتواصل الطقوس والصلوات من مساء الجمعة وحتى صباح غد السبت، حيث تُقام ليلة أبو غلامسيس، استعدادًا للاحتفال بقداس عيد القيامة المجيد، في ذكرى قيامة المسيح من بين الأموات.