تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بـ الجمعة العظيمة، التي تُعد من أهم المناسبات الدينية في أسبوع الآلام.
وتُعلق جميع الكنائس الأرثوذكسية في مصر الستائر السوداء على جدرانها، في مشهد حزين يُجسّد ذكرى صلب السيد المسيح، الذي سفك دمه على الصليب فداءً للبشرية وخلاصًا من الخطايا.
أسماء متعددة ليوم واحد عظيم.. جمعة الصلبوت وآلام المسيح
تحمل الجمعة العظيمة عدة تسميات داخل الكنيسة، منها: جمعة الآلام، الجمعة الكبيرة، جمعة الصلبوت، والجمعة الأخيرة من الصوم الكبير. ويُعتبر هذا اليوم هو نهاية الصوم الكبير، ويُمهّد الطريق نحو أحد القيامة المجيد، الذي يحتفل فيه المسيحيون بقيامة المسيح من بين الأموات.
امتناع عن الحلوى وترديد لحن “قوتي وتسبحتي” خلال الصلوات
في هذا اليوم، يحرص المسيحيون على الصوم الصارم، فيمتنعون عن أكل الحلوى، ويكتفون بتناول المشروبات غير المحلاة، احترامًا لذكرى السيد المسيح الذي ذاق الخل بدل الماء أثناء صلبه. وخلال صلوات الجمعة العظيمة، يرفع المصلون قلوبهم إلى الرب مرددين تسبحة “قوتي وتسبحتي هو الرب صار لي خلاصًا مقدسًا”، كتعبير عن إيمانهم بفداء المسيح.
قراءات من العهدين القديم والجديد واستحضار كامل لأحداث الصلب
تبدأ الصلوات منذ الصباح، وتشمل قراءة نبوات من العهد القديم، يتبعها فصول من الأناجيل الأربعة تُسرد فيها تفاصيل القبض على المسيح، خيانة يهوذا، المحاكمة، الجلد، طريق الآلام، ثم الصلب والموت على الصليب. ويتخلل اليوم ترديد ألحان حزينة، أبرزها “ثوك تاتي جوم” التي تعني “لك القوة والمجد”، والتي يُضاف إليها مقطع “باشويس إيسوس بي أخرستوس… مخلصي الصالح”.
دفن أيقونة الصلبوت داخل ستر أبيض والسجود 400 مرة طلبًا للرحمة
من أبرز الطقوس الرمزية في هذا اليوم هو دفن أيقونة الصلبوت—وهي صورة المسيح مصلوبًا—داخل ستر أبيض مع الحنوط وورق الورد، ولا تُفتح إلا في قداس عيد القيامة. كما تؤدى في الكنائس ٤٠٠ مطانية (سجدة)، 100 في كل اتجاه، تعبيرًا عن التوبة وطلب الرحمة من الله.
الجمعة العظيمة.. يوم الفداء والرجاء في الخلاص
تعتبر الجمعة العظيمة من أقدس الأيام في تقويم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إذ تُجسد ذروة المحبة الإلهية، حين قَبِل المسيح الآلام والعذابات من أجل الإنسان. وهو اليوم الذي يلتقي فيه الحزن العميق بالرجاء في الخلاص والقيامة، في قلب كل مؤمن.
