"لا تتركنا وحدنا".. قصة نجاة "بلين" من الانهيار بأمر رئاسي

"لا تتركنا وحدنا".. قصة نجاة "بلين" من الانهيار بأمر رئاسي
"لا تتركنا وحدنا".. قصة نجاة "بلين" من الانهيار بأمر رئاسي

فجأة... وجدَ خمسةٌ وعشرون ألفَ عاملٍ أنفسَهم في الشارع، ففقدوا مصدرَ رزقِهم، وأصبحوا على "فيض الكريم"، عادوا إلى بيوتِهم بأقدامٍ ثقيلةٍ، وألسنةٍ خرساء، وقلوبٍ يعتصِرُها الحزنُ على ضياعِ قوتِ عيالِهم في غمضةِ عينٍ. جلسوا بين أطفالِهم بعيونٍ دامعةٍ، وجلودٍ ترتعدُ خوفًا من الأيامِ العِصيبةِ المقبلةِ التي لن يجدوا فيها ما يُنفقونَه على طعامِ أبنائِهم أو إيجارِ مساكنِهم. 

خمسةٌ وعشرون ألفَ عاملٍ بلا حيلةٍ، لم يقدِروا في تلك الساعاتِ القاسيةِ إلا على الدعاءِ إلى الله أن يُرسلَ إليهم مددا من عندِه، لم يتبقَّ لهم سوى الأيدي المرفوعةِ إلى السماء، والدعواتِ الخاشعةِ التي تُثقِلُها لهفةُ اليائسين: "يا ربّ، لا تُتركنا وحدنا"، بعد أن أغلقتِ الأجهزةُ الرقابيةُ جميعَ فروعِ شركةِ "بلبن" إلى الأبد، كحكمٍ نهائيٍّ لا رجعةَ فيه. لينتشرَ الخبرُ: "الشركة انتهت"

وبعد أن اختفى الأملُ، وأطبق اليأس على الصدورُ، تدخَّلَ الرئيسُ "عبدالفتاح السيسي" لإنقاذِهم من المصيرِ المُظلِم، مدَّ إليهم يدَ العونِ، وبشَّرَهم بالعودةِ القريبةِ إلى أعمالِهم. فعادتِ الفرحةُ إلى خمسةٍ وعشرين ألفَ أسرةٍ مصريةٍ، واختفتِ الدموعُ وحلَّتِ الضحكاتُ، ورفعوا عيونَهم الشاكرةَ إلى السماءِ يحمدونَ اللهَ على استجابةِ دعائِهم.. 

لم يقفِ الرئيسُ "عبدالفتاح السيسي" صامتًا أمامَ قطعِ أرزاقِ خمسةٍ وعشرين ألفَ عاملٍ مصريٍّ... ولم يصمُتْ أمامَ إغلاقِ سلسلةِ "بلبن" التي أثبتتْ خلالَ فترةٍ وجيزةٍ مكانتَها بينَ شركاتِ الوجباتِ السريعةِ، لتكونَ دليلًا على أن الاستثمارَ في مصرَ يحقِّقُ أرباحًا كبيرةً في وقتٍ قصيرٍ. 

كما لم يقفْ صامتًا أمامَ استغاثةِ صاحبِ سلسلةِ "بلبن" وخلفِه جيشٌ من العمالِ، من أجل أن يعود النشاطُ من جديدٍ مع التزامِ الشركةِ بكلِّ اشتراطاتِ الصحةِ للزبائنِ... لتكون العودةُ سريعةً بضماناتٍ موثَّقةٍ. 

البداية: "آسفين عشان جامدين" 

بشعارِ "آسفين عشان جامدين"، أعلنتِ الشركةُ عن عودتِها، في وقتٍ لم يتخلَّ فيه الحظُّ عن هذه السلسلةِ الوليدةِ التي توافدَ عليها الزبائنُ بأعدادٍ كبيرةٍ مع افتتاح كلِّ فرعٍ جديدٍ، حتى أصبحتْ علامةً تجاريةً رائدةً في وقتٍ قياسيٍّ. 

طوابيرُ من المراهقينَ والشبابِ، يملؤهم الحماسِ وهم ينتظرونَ لساعاتٍ للحصولِ على وجبةٍ سريعةٍ أو قطعةِ حلوى، حتى تحوَّلَ "بلبن" إلى مكانٍ للقاءِ الشبابِ يوميًّا، ويتحول من محل مأكولات سريعة إلى حالة ليس لها تفسير، ولكنها صالحة للتأمل.

انتشارٌ سريعٌ... ثم أزمةٌ مفاجئةٌ 

حقَّقتْ "بلبن" انتشارًا سريعًا بتوسعِها وافتتاحِ عشراتِ الفروعِ في القاهرةِ والمحافظاتِ، بل ووصلَ نشاطُها إلى دولٍ عربيةٍ وأفريقيةٍ، لكنَّ الأزمةَ بدأتْ بعدَ حملاتِ تفتيشٍ موسَّعةٍ من الجهاتِ الرقابيةِ شملتْ فروعَ ومصانعَ "بلبن"، حيثُ كشفتِ التقاريرُ عن مخالفاتٍ تتعلَّقُ بسلامةِ الغذاءِ، مثل: وجودِ بكتيريا مسببةٍ للتسمُّمِ الغذائيِّ، وسوءِ التخزينِ، واستخدامِ خاماتٍ وألوانٍ صناعيةٍ محظورةٍ، ومنتجاتٍ غيرِ صالحةٍ للاستهلاكِ الآدميِّ.* 

وفي خبرٍ صادمٍ، أعلنتِ الشركةُ إغلاقَ جميعِ فروعِها الـ 110، إضافةِ إلى مصانعِها، مما أدَّى إلى توقُّفٍ تامٍّ للعملياتِ التشغيليةِ، وواجهَ خمسةٌ وعشرون ألفَ عاملٍ مصيرًا مجهولًا. 

نداءٌ عاجلٌ إلى الرئيسِ السيسي 

*وجَّهتْ إدارةُ "بلبن" نداءً عاجلًا إلى الرئيسِ "السيسي" تطلبُ فيه التدخُّلَ، مؤكدةً أنَّها كيانٌ وطنيٌّ مصريٌّ نما بأيدي شبابيةٍ، وانتشرَ في تسعِ دولٍ عربيةٍ، وطالبتْ بفرصةٍ لتصحيحِ أوضاعِها والالتزامِ بالاشتراطاتِ الرقابيةِ، فاستجابَ الرئيسُ على الفورِ، ووجَّه بعقدِ اجتماعٍ عاجلٍ مع الجهاتِ المختصَّةِ لإيجادِ حلٍّ متوازنٍ يحقِّقُ العدالةَ ويحمي الاقتصادَ الوطنيَّ. 

أعربتْ إدارةُ "بلبن" عن شكرِها للرئيسِ، معتبرةً تدخُّلَهُ دليلًا على حرصِ الدولةِ على دعمِ الكياناتِ الوطنيةِ، ومؤكدةً التزامَها الكاملَ بتصحيحِ أيِّ مخالفاتٍ لضمانِ تقديمِ منتجٍ آمنٍ يليقُ بالمستهلكِ المصريِّ. 

هذهِ القصةُ ليستْ عن شركةٍ أنقذتها الدولة، بل عن 25 ألف أسرةٍ كُتِبَ لها العيشُ من جديد. عن رئيسٍ لم يقفْ موقفَ المتفرج، وعن رقابةٍ صارمةٍ لكنَّها عادلة. وعن شعبٍ يعرفُ أنَّ الخطأَ قد يقع، لكنَّ الإصرارَ على التصحيحِ هو ما يَصنعُ الفارق. 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وفاء عامر: محمد رمضان ساب لابراهيم شيكا 250 ألف جنيه ومراته اللي تقول أنا عملتله ايه
التالى أحزاب: زيارة الرئيسين السيسي وماكرون للعريش واحتشاد المصريين رسالة للعالم بالموقف الرافض للتهجير - خليج نيوز