شددت هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، على أهمية التزام المرأة المسلمة بآداب اللباس الشرعي ومحظورات الإحرام عند أداء فريضة الحج، مؤكدة ضرورة الاطلاع المسبق على هذه الأحكام لتجنب الوقوع في المحظورات دون قصد.
وخلال حوارها مع الإعلامية سالي سالم في برنامج "حواء"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أوضحت أن من أبرز محظورات الإحرام الخاصة بالنساء الامتناع عن ارتداء النقاب والقفازين من لحظة الإحرام وحتى التحلل، أما المحظورات العامة مثل قص الشعر أو الأظافر، والتطيب، والجماع، فهي مشتركة بين الرجال والنساء.
وفيما يتعلق بملابس الإحرام، بيّنت أن الإسلام لم يحدد لونًا معينًا لزي المرأة أثناء الحج أو الطواف، بل اشترط فقط أن يكون اللباس ساترًا، واسعًا، لا يشف ولا يصف، وخاليًا من الزينة أو الزخرفة الملفتة.
وأضافت: "المرأة في الحج ليست في مناسبة استعراضية، بل في موقف تعبدي خالص، يستدعي التواضع والخشوع لا التزيّن أو التفاخر بالمظهر".
وحول استخدام مزيلات العرق، أكدت أن الأصل في الإحرام هو تجنّب أي مادة معطّرة، حتى وإن كانت رائحتها خفيفة أو غير محسوسة، مع مراعاة أن الإسلام لا يتنافى مع النظافة الشخصية، خصوصًا في أجواء الحج التي تتسم بالازدحام، مشيرة إلى أن الأسواق والصيدليات أصبحت توفّر مزيلات خالية من العطر يمكن استخدامها دون مخالفة.
وتابعت: "عند وجود بدائل خالية من الرائحة، يُفضل استخدامها، أما إذا تعذر ذلك، فقد أجاز بعض العلماء استعمال مزيلات لا تحتوي على عطر في ذاتها، بشرط ألا تكون من المواد المستخدمة في التطيب".
كما تناولت استخدام بعض الوسائل التقليدية مثل "الشبّة" التي تعتمدها بعض السيدات كمزيل طبيعي، مشيرة إلى أنه لا حرج في استعمالها إذا ثبت أنها لا تسبب تحسسًا أو ضررًا، داعية النساء إلى تجربة مثل هذه المنتجات قبل السفر بوقت كافٍ.
وأكدت أن الحج هو رحلة صفاء وطهارة، ينبغي أن يُؤدى في أجواء من الطهارة الحسية والمعنوية، والحرص على عدم إيذاء الآخرين، حتى ولو برائحة غير مستحبة، قائلة: "لنؤدي هذه العبادة بروح نقية وجسد طاهر، احترامًا للمكان والمقام".